فنون منوعة

جدل حول مسلسل "فتح الأندلس" بالمغرب.. والنقاش يصل للبرلمان

الكتلة الاشتراكية بمجلس النواب المغربي: مسلسل فتح الأندلس يزور التاريخ- الأناضول
الكتلة الاشتراكية بمجلس النواب المغربي: مسلسل فتح الأندلس يزور التاريخ- الأناضول

أثار المسلسل العربي التاريخي "فتح الأندلس"، جدلا واسعا في المغرب، عقب بدء عرضه على القناة "الأولى" المغربية، مع بداية شهر رمضان.


ومنذ بدء عرضه، تعرض المسلسل لانتقادات حادة وصلت إلى حد وصفه من قبل نقاد مغاربة ومهتمين بالتاريخ ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ "المهلهل" و"البارد" و"الضائع" وحتى "الفاشل"، فيما كانت التهمة الأشد هي "تحريف" تاريخ المغرب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقد وصل الجدل حول المسلسل، إلى قاعة البرلمان المغربي، حيث وجهت الكتلة الاشتراكية بمجلس النواب سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة محمد بنسعيد بشأن هذا العمل الدرامي، وما يثيره من انتقادات بشأن "تغيير الوقائع التاريخية".


وأشارت الكتلة المغربية إلى أن "مسلسل "فتح الأندلس"، الذي اقتناه التلفزيون الرسمي المغربي من المال العام لا يولي أهمية للتراث المغربي، وللحقيقة التاريخية للبطل، ولا يعطي تفاصيل عن شخصية طارق بن زياد الأمازيغي، الذي قاد الجيش المسلم إلى سواحل إسبانيا".


وأكدت أن "المسلسل الذي رصدت ميزانية لإنتاجه بأكثر من 3 ملايين دولار، ويُعد الأول من نوعه في العالم العربي، مليء بالمغالطات المعرفية، ويحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة"، منوهة إلى أنه "أُنتج خارج المغرب، ومن دون مشاركة المغاربة في التأليف ومن دون استشارة المؤرخين لتدقيق التفاصيل".

 

اقرأ أيضا: المقاومة الفلسطينية حاضرة بدراما رمضان 2022 (شاهد)

من جانبه، طلب النائب المغربي "المهدي الفاطمي"، من وزير الثقافة "محمد المهدي بنسعيد"، معرفة "الإجراءات التي ستتخذها الوزارة بغاية صون وتخليد تاريخ المغرب بعيدا عن جميع المغالطات والسرقة وتزوير الحقائق التاريخية والمجد المغربي بالأندلس". 


وأكد أن المسلسل "مليء بالمغالطات المعرفية ويحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة"، منوها إلى أن "حدث فتح الأندلس هو حدث تاريخي بامتياز ولا يمكن تزويره أو العبث به".


وشدد على أن "فتح الأندلس تم عبر شمال المغرب وبجيوش شمال إفريقيا التي قوامها المغاربة الأمازيغ بالأساس"، مشيرا إلى أن المسلسل جعل المغرب الكبير (المغرب والجزائر وتونس)، مجرد طريق جغرافي لجيوش المشرق الأموية، وهو ما ينفيه التاريخ" بحسب قوله.


وأضاف: "المسلسل جعل المغاربة مجرد كومبارس تحت قيادة شخصيات شامية (سورية)، بينما التاريخ المدون عندنا كله عكس ذلك".

 

 

 


وشارك في مسلسل "فتح الأندلس"، نجوم من دول عربية مختلفة، وجسد الممثل السوري "سهيل جباعي" شخصية طارق بن زياد، في حين لعب اللبناني "رفيق علي أحمد" دور موسى بن نصير، والأردني "عاكف نجم" في شخصية أبو بصير شيخ طارق بن زياد، والفلسطيني "تيسير إدريس" في شخصية لوذريق حاكم طليطلة.


كما شارك في العمل، الذي تشارك في تأليفه ستة كتّاب: "مدين الرشيدي من الكويت، وصالح السلتي، وإبراهيم كوكي، ومحمد اليساري من سورية، والمصريان أبو المكارم محمد، وصابر محمد"، الفنان الفلسطيني "محمود خليلي" في شخصية جوليان حاكم سبتة، والكويتي "محمد العجيمي" في شخصية أحد قادة القوط، إلى جانب الممثل المغربي "هشام بهلول" في شخصية شداد، صديق طارق بن زياد وقائد جيوشه.

 

 

 

 

 


التعليقات (2)
يوسف
الأحد، 10-04-2022 07:05 م
هذه نتيجة من لا يهتم بتاريخه ولا يحرص على تعريف الاجيال الناشئة بهذا التاريخ. نحن يكفينا بعترت الأموال على إنتاج التفهة و مسلسلات دورها الاساسي هو انسلاخ المواطن من أصله و مغربيته و تاريخه
ابن محمد
السبت، 09-04-2022 01:09 م
في الحقيقة المشارقة لا يعرفون تاريخ و ثقافة المغرب الكبير, بل يجهلونه تماما, تاريخ ما يسمى بالأندلس هو جزء لا يتجزء من تاريخ المغرب و الدول التي تعاقبت على حكمه. المغرب الكبير بحاضرتيه و عاصمتيه التاريخيتين مراكش و فاس هما من أنجبتا إشبيلية و غرناطة. حتى ما يسمى بالفترة الأموية كانت قصيرة جدا لم تمتد لأكثر من 70-80 سنة لتنتهي في الفوضى و حكم الطوائف...الأندلس جزء ثابت من تاريخ و تراث المغرب الكبير (المملكة المغربية حاليا). أي عمل فني عن أحداث تاريخية تهم هذه البقعة من العالم لا يراعي هذه الحيثيات التاريخية و الثقافية لا يمكنه أن يتسم بالجودة, بل يبقى مجرد عمل خيال علمي, فنتستيكي, لا أكثر...