هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "الغارديان"؛ إن صفقة بريطانيا- رواندا، لإرسال طالبي اللجوء السياسي في رحلة بدون عودة، "وحشية" و"تظاهر ساخر لخدمة الذات".
وأضافت في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن "الخطة لن تعالج أزمة اللجوء في العالم"، وأن "طموح وزيرة الداخلية بريتي باتيل بإرسال طالبي اللجوء بعيدا عن الأراضي البريطانية، تريد من خلاله أن تصنع تاريخا".
وأوضحت أنه "قبل عامين، طرحت شحن المهاجرين عبر القنال إلى مراكز استيعاب اللاجئين من شمال أفريقيا إلى جنوب الأطلنطي، وفشلت هذه الأفكار لأن الخطة غير إنسانية، وغير عملية، وباهظة الثمن".
وأضافت: "لكن باتيل لم تكن الشخص الذي يجعل الحقائق تقف أمام الفكرة الشريرة".
وأعلنت وزيرة الداخلية الخميس، من عاصمة راوندا، كيغالي، أن الحكومة هناك وافقت على قبول ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، مقابل مساعدات تنموية بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني.
وكان هذا تعبيرا عن نهج شامل؛ لأنه لا يتضمن معالجة طلبات اللجوء، بل عملية طرد، بعيدا عن أي اعتراضات أخرى متعلقة بالزمن الاستعماري.
اقرأ أيضا: بريطانيا تقرر ترحيل طالبي لجوء إلى رواندا.. والأمم المتحدة ترفض
وأثارت الصحيفة أسئلة حول وصف رئيس الوزراء بوريس جونسون، لرواندا، بالبلد الدينامي والأكثر أمنا في العالم، مع أن وزارة الخارجية الأمريكية شجبتها هذا الأسبوع، بأنها "بلد يعاني من مشاكل حقوق إنسان"، التي تضم السجن التعسفي والقتل والتغييب القسري وظروف سجن قاسية تهدد الحياة.
وقالت: "لا يعرف إن كان المثال الأخير لإدمان باتيل على سياسة الأداء الوحشي سيطبق فعلا، ناهيك عن حدوثه أو فعاليته على قاعدة واسعة".
وتعتقد الصحيفة أن هناك دوافع ذاتية لإعلان الخميس، إضافة إلى جوهره القاسي. فرئيس الوزراء جونسون يعاني من تراجع شعبيته، بعد تغريم السلطات له على مشاركته في حفلات بمقر الحكومة، في أثناء فترة الإغلاق لمكافحة كوفيد-19، وتهمة خرقه للقانون الذي فرضه على بقية المواطنين.
ويواجه حزبه خسائر محتملة في انتخابات المجالس البلدية الشهر المقبل، وهناك فرص لعقد جلسة سحب الثقة منه في البرلمان.
وبالنسبة لرئيس الوزراء، فعنوان رئيسي في الصحف عن مبادرة لملاحقة المهاجرين، تقدم له فرصة لحرف الأنظار عن مشاكله، علاوة على تعبئة القطاعات المعادية للمهاجرين قبل الانتخابات المحلية، ووضع الضغوط على النواب واللوردات الذين يواصلون عرقلة تغييرات في قانون اللجوء في مشروع قانون الحدود والهجرة.
وتعترف الصحيفة أن عملية تهريب المهاجرين عبر القنال الإنكليزي "وحشية وغير إنسانية، ويجب السيطرة عليها بطريقة فعالة".
وقالت؛ إنه "لا شك في أن أعداد طالبي اللجوء سيزداد مع تغير الطقس من الربيع إلى الصيف، ففي عام 2021 وصل أكثر من 28.500 طالب لجوء، وتتوقع وزارة الداخلية عددا مضاعفا هذا العام".
اقرأ أيضا: إندبندنت: بريطانيا تضع طالبي لجوء قاصرين بفنادق مع الكبار
ولكنها أكدت أن "الجواب على هذا التحدي، لا يكون بالطلب من الجيش الاستيلاء على قوارب المهاجرين، وحشرهم في الطائرات وإرسالهم إلى شرق أفريقيا، وتناسي مصيرهم".
وترى الصحيفة أن "هذا النهج غير مقبول، لأسباب عدة؛ فهو مكلف وغير إنساني ويتناقض مع تاريخ البلد والتزامه بحماية اللاجئين وغير قانوني، ولن يكون الرادع الذي تأمل به باتيل".
وأكدت أن الإجراء عنصري، مدللة على ذلك بأنه "من غير المحتمل أن يتم نقل طالبي اللجوء الأوكرانيين في بريطانيا إلى راوندا".
وأكدت أن القرار لا يحظى بدعم شعبي كما يبدو، ففي استطلاع سريع يوم الخميس، أظهر أن غالبية الناخبين يعارضون الخطة.
وترى الصحيفة أن الجواب على هذه المسألة ليس ترحيلهم إلى بلد بعيد، بل تبني نهجا براغماتيا وعادلا، وأنه يجب العمل مع فرنسا والجيران في أوروبا من أجل التعامل مع طلبات اللجوء بطريقة منصفة، وعقد صفقات لترحيل من ترفض طلباتهم.
وقالت: "هذه الحكومة لا تريد على ما يبدو عمل هذا. والحقيقة المرّة أن جونسون وباتيل يفضلان إثارة شغب حول طالبي اللجوء، بدلا من الانضمام إلى بقية الدول والجمعيات الخيرية لمعالجة القضايا العالمية والإنسانية والإجرامية، التي تتسبب بمعاناة كبيرة".