قضايا وآراء

الاختيار لك (1)

حمزة زوبع
1300x600
1300x600

لعل من أبرز إنجازات العصر الحديث هو ابتكار الوسيط المعروف باسم اليوتيوب YouTube (2005)، وهو اختراع لو أدرك الطغاة والمستبدون والمجرمون والساسة الفاسدون والمفسدون ما في هذا الوسيط ونظيره المعروف باسم Google (1998) من خطورة عليهم أحياء وأمواتا فلربما قاموا باتخاذ خطوات أشد تنكيلا بهما من التنكيل بالمعارضين والمناوئين لهم.
 
عبر يوتيوب تستطيع أن تستعيد كل الوعود المكذوبة والكلمات المعسولة والشعارات البراقة التي أطلقها حكام المنطقة لشعوبهم المسكينة والمحكومة بالحديد والنار.. ويمكنك من خلال هذه المنصة أن تشاهد هذا الزعيم وهو يتحدث عن النعيم المقيم الذي سوف يعيش فيه شعبه، أو ترى ذاك الفريق وهو يتحدث وبثقة مفرطة عن معرفته وإلمامه بكل المشكلات وقدرته على حل كل المعضلات التي يعيشها الوطن الذي يتحكم فيه بما في ذلك البطالة والفقر وتراجع مستوى الخدمات العامة.
 
من خلال يوتيوب يمكنك أن تشاهد الزعيم الذي أقسم على الحفاظ على أرض الوطن وترابه، وتراه هو بنفسه وهو يوزع أراضي الوطن على الأشقاء ويخلي بعض أراضي الوطن للأعداء ويهدي بعض قطع من أراضي الوطن لبعض الملوك والأمراء..

ويمكنك أن تشاهد الحاكم بأمر الله وهو يفاوض المقاولين المحليين ويقايضهم على بناء الكباري بالتقسيط المريح، ويقايض شركة عالمية من أجل تخفيض السعر على مناقصة بالمليارات لم تدعى إليها الشركات وفق الإجراءات التي ينص عليه القانون.
 
بضغطة زر على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف ـ والخيار لك طبعا ـ يمكنك مشاهدة القائد العسكري وهو يعلن أنه ليس له ولا للجيش مصلحة في حكم البلد، وأنه لن يفعل حتى لا يقال إن الجيش طمعان في حكم البلد.. ولو غيرت كلمات البحث على اليوتيوب سيخرج لك نفس القائد العسكري وهو يعلن وهو بالزي العسكري ترشيحه للإنتخابات الأولى والأخيرة لأنه لم يحدث أن تخلى عسكري عن الحكم بالانتخابات في تاريخنا المعاصر أو الغابر.. 

قاتل الله يوتيوب هكذا يقول لسان حال كل حاكم بأمره أو بأمر أمريكا والغرب في عالمنا العربي المنكوب. 

ولو يممت وجهك شطر غوغل Google وما أدراك ما غوغل فسوف يأتيك بالأنباء مصحوبة بالصور وأحيانا بالفيديوهات (المواد الفيلمية).
 
تقرأ خبرا عن تعيين وزير الدفاع في عهد أول رئيس منتخب وترى صورته وهو يقسم على احترام القانون والدستور والعمل لصالح الوطن، وبالتأكيد على عدم خيانة الرئيس الذي جاء به في غفلة من الزمن.
 
يمكنك إن بحثت في غوغل ـ منه لله ـ سوف تسمع التسريبات الشهيرة لوزير دفاع  البلد آنذاك مع مدير مكتبه قبل أن يتم ترقية الأخير إلى رئيس المخابرات وهم يتحدثون عن أموال الخليج التي تم إيداعها في حساب المخابرات الحربية في بلد خليجي.. وسوف تسمع وزير المخابرات وهو يعد العدة للحملة الانتخابية للرجل الذي صرح قبل قليل بأنه لا يطمع في حكم البلد.. ولكن يبدو أن البلد هي التي تطمع في حكمه كما قال مدير مكتبه آنذاك في التسريبات التي لم يجرؤ أحد على إنكارها ويمكنك البحث عنها كاملة عبر غوغل أو يوتيوب الله ينتقم منهما .... 

يمكنك والاختيار لك أن تسمع اللواء (أبو كرش) أ. و وهو يفند شائعات ترشح وزير الدفاع لمنصب الرئيس وتراه وهو يتحدث مع المذيع الأفاق إياه ع.أ وهو يقول له (سيادة الفريق أول ع.أ خد رتبة زيادة؟ حد مننا خد وظيفة أعلى من اللي هو فيها؟.. لقيتوا سيادة الفريق أول ع... بقى رئيس الوزراء بقى رئيس جمهورية أو عمل مجلس رئاسي والرجل اشترك فيه مشارك فيه يا جماعة انقلاب يعني معناها عسكريين تولوا مقاليد الأمور في الدولة).

شاهد الفيديو 

 

 

 


وسوف تتذكر ذلك وتسأل نفسك: هل كنت ساعتها تصدق هذا الكلام ومقتنع به أم لا؟.. الخيار لك.

يمكنك أن تعيد مشاهدة حلقات توفيق عكاشة الرجل الذي وصف نفسه يوما ما بأنه هو عقل ثورة يونيو المجيدة و أنتجت قناته فيلما تسجيليا بعنوان الرجلان ظنا منه أن الجنرال قائد الانقلاب سيمنحه منصبا أو حتى نيشانا بعد كل جهوده في غسل أدمغة الناس البسطاء عبر ترويج الأكاذيب في برنامج اليومي عبر الشاشة ولكنك تستطيع والخيار لك أن تبحث عبر جوجل أو يوتيوب عن أين هو توفيق عكاشة الآن وما آخر أخباره ؟ وهل كافأه الجنرال أم طرده من محلس النواب لأنه تحدث عن دور الكيان الصهيوني ودعمه للإنقلاب ؟ لم يرحمه الجنرال وحرمه من كل شئ حتى الشاشة التي يضحك بها على الغلابة حرمه منها وجعله يتسول عبر الفيس بوك معلنا عن بيع طقم السفرة حتى يبقى على قيد الحياة كما قال.

راجع الرابط 

https://www.masrawy.com/news/news_egypt/details/2022/2/18/2177523/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%B9%D9%83%D8%A7%D8%B4%D8%A9-%D9%8A%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%B7%D9%82%D9%85-%D8%B4%D9%88%D9%83-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%82-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D8%AA-%D8%AF%D9%87%D8%A8%D9%87%D8%A7


غوغل ينبئك بما كان ولا ينقص منه شيئا ولا يحذف منه سطرا ولا يقوم بعملية مونتاج لما بين يديه على عكس النظم القبيحة والتي تتحسس من ماضيها فتقوم بالتجسس على مواطنيها دون علمهم وتقوم بإذاعة ما تسجله دون إذن النيابة وترى البلد عزبة مستباحة ثم يأتي أحدهم ليقول لك هل شاهدت تسريبات الشاطر والرئيس مرسي ؟ ولم يسأل نفسه من الذي كان يسجل لهؤلاء وتحت أي نص قانوني أو دستوري؟ وإذا كانت جهة ما تسجل فهل تسجل فقط للإخوان والرئيس؟ أم أنها وبكل تأكيد تسجل لكل الرموز حتى أولئك الذين يلتقي بهم الجنرال في الوزارة والجيش؟ هل يستثني الجنرال منهم أحدا ؟ وهل التسجيل يتم فقط للقاءات الرسمية ، أم يخترق البيوت وأسرارها ؟

هل سألت نفسك هل هذه التسجيلات كاملة أم يتم تقطيعها وإعادة اخراجها قبل نشرها ؟

أنا لا أقول لك لا تشاهد ماذا أو تشاهد ماذا ؟ هذا أمر يخصك ولكني أسألك سؤالا بسيطا وهو لماذا الآن وبعد أن وصلت ديون مصر الخارجية إلى 137 مليار دولار.

(اضغط هنا  https://www.cnbcarabia.com/news/view/89998

وارتفع معدل التضخم إلى 0 % وتم تعويم الجنيه للمرة الثانية ليصل إلى أكثر من 18 جنيه مقابل الدولار الواحد وارتفعت نسبة الفقر وتراجع الإنتاج وزادت المديونيات الداخلية إلى ما يعادل 124 مليار دولار وبدأ النظام  في بيع أصول الدولة المصرية وآخرها البنوك والشركات الانتاجية الرابحة؟

 

هل لديك إجابة أم تنتظر المقال التالي بعد أسبوعين في نفس المكان؟


التعليقات (0)