هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن نقاشات
تثور في إسرائيل، حول اللاجئين الأوكرانيين غير اليهود.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته
"عربي21" إلى قصة أولغا أولينشينكو، وهي يهودية اختبأت مع ابنتيها في
الطابق الأرضي من بيتهم بعد انطلاق الغزو
الروسي لأوكرانيا وإطلاق النار من غابة قرب العاصمة كييف، واستطاعت الهرب مع ابنتيها إلى بولندا واتخذت قرارا لم تفكر به أبدا وهو التقدم بطلب جنسية في
إسرائيل.
وفي الشهر الماضي وصلت إلى مطار تل أبيب حيث
استقبلت بالبساط الأحمر بعد موافقة المسؤولين على طلبها. وقالت من فندق قريب من
البحر: "أستطيع الأكل والنوم وابنتي بخير". ووصل حوالي 24.000 أوكراني
ثلثهم يهود إلى إسرائيل منذ بداية الغزو الروسي لبلدهم في 24 شباط/فبراير. ويقول
المسؤولون إن تدفق اللاجئين قد يصبح الأكبر منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام
1990.
وهي مناسبة أسهمت بتحول السياسة الإسرائيلية
لليمين وكشفت عن تحديات دمج القادمين الجدد. وهذه المرة تكافح الحكومة بالرد وهي
تحاول الموازنة بين المطالب والمناشدات، بما في ذلك المطالب بالمساعدة والتعاطف من
الرئيس الأوكراني اليهودي الذي ذكر بأن الدولة التي أنشئت بعد المحرقة عليها واجب
أخلاقي لمساعدة الآخرين.
لكن هناك تحذيرات من الساسة في اليمين المتطرف
وقطاع من الرأي العام أن على إسرائيل ألا تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين اليهود
كي لا يتأثر الطابع اليهودي للبلد. وبحسب استطلاع قام به معهد الديمقراطية
الإسرائيلية الشهر الماضي فإن نسبة 44% من الإسرائيليين تدعم استقبال اللاجئين
الأوكرانيين بعيدا عن انتمائهم الديني.
وقال
وزير شؤون الشتات نخمان شيا: "يشعر بعض الإسرائيليين بالقلق من تحول الوضع
للخروج من مصر حيث أغرقت إسرائيل بملايين المهاجرين". و"الحقيقة هي أن
هذه المخاوف ليست مبررة لأن أرض الميعاد بالنسبة لمعظم الأوكرانيين هي ألمانيا
والسويد". وجرى نفس النقاش عندما منعت إسرائيل اللاجئين من السودان وسوريا
وإريتريا التي عانت من حروب أهلية، وتحرم إسرائيل على الفلسطينيين الذين أخرجوا من
بلادهم بعد قيامها من ممارسة حق العودة.
وفي الوقت الحالي حددت إسرائيل عدد اللاجئين
غير اليهود ممن يسمح لهم باللجوء بـ 5.000 شخص، ولكنها سمحت لعدد غير محدود من
الأوكرانيين ممن لديهم أقارب في إسرائيل لحين انتهاء الحرب. وحظر على الذين لا
يستطيعون الحصول على المواطنة العمل أو الحصول على أي من المنافع الاجتماعية. ولم
تعلن الحكومة عن خطط طويلة الأمد للعناية بهم في حالة استمرت الحرب لأمد طويل.
اقرأ أيضا: WP: هذه هي الملاذات الآمنة لـ"الأوليغارش" بعد عاصفة العقوبات
وخصصت ميزانية بـ 6.5 ملايين دولار لاستيعاب
100.000 لاجئ من أوكرانيا يريدون العودة والحصول على الجنسية بناء على
"قانون العودة" والذي يتم تطبيقه على أي شخص يمكنه إثبات أن أيا من جديه
يهودي.
وقالت وزيرة الدمج بنينا تامونا شاتا هذا الشهر
إن الحكومة تحضر لاستقبال ما بين 6.000- 10.000 لاجئ أوكراني كل شهر ليصل العدد
إلى 50.000 بنهاية تموز/يوليو.
وهناك من يرى أن على إسرائيل أن تستقبل كل
أوكراني، ومنهم فولدومير زيلنسكي الذي قارن اللاجئين الأوكرانيين باليهود الذين
فروا من النازية أثناء الحرب العالمية الثانية. وهو جزء من جالية يهودية يبلغ
عددها 200.000 يهودي لهم علاقات تاريخية وثقافية مع إسرائيل. ويبني هؤلاء موقفهم
على تاريخ الاضطهاد والمجازر.
وتعرض اليهود الأوكرانيون للقتل في عهد
النازية، وفي المرحلة الكوميدية من حياته قدم زيلينسكي وصلات في النوادي
الإسرائيلية. وفي تصريحات للصحافيين هذا الشهر عبر زيلينسكي عن أمله بظهور
أوكرانيا كـ "إسرائيل الكبرى" تضع أولوية على الأمور الأمنية.
وقال في كلمة أمام الكنيست عبر زوم
"اللامبالة تقتل".
ومن بين مستشاري زيلينسكي أعضاء في المجتمع
الروسي بإسرائيل البالغ عددهم مليون شخص. ويعدون أكبر موجة هجرة شهدتها إسرائيل
وأسهمت في دفع السياسة نحو اليمين وزادت عدد اليهود وزودت الاقتصاد بمهارات جديدة،
بحسب عضو الكنيست السابق رومان برونفمان ومؤلف كتاب "المليون الذي غير الشرق
الأوسط".
وقال: "البعض يقول إنه أنقذ إسرائيل".
ولأن إسرائيل لم تكن مهيأة لاستيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين فقد انتهى عدد
من أصحاب المهارات مثل الأطباء والمهندسين للعمل كمنظفين وانضموا لليمين المتطرف.
وعززوا فكرة عدم تخلي إسرائيل عن أراض للفلسطينيين.