هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي، إن اللهجة الغاضبة،
والانتقادات العلنية، من جانب الدول العربية، مع إسرائيل، بسبب الاقتحامات التي
تجري في الأقصى، كانت لأغراض امتصاص الغضب الجماهيري، وليس لاتخاذ خطوات تضر
بالحلف مع تل أبيب.
وكشف ألون بن دافيد في مقال بصحيفة معاريف: "في
المكالمات الهاتفية الحثيثة التي دارت هذا الأسبوع بين تل أبيب وعمان، طلب
الأردنيون الصبر من محادثيهم الإسرائيليين؛ وقالوا لنا: "لا مفر أمامنا،
يتعين عليكم أن تحتملوا النقد"، منوها أنه "رغم قساوة النقد، لكن الحلف
الاستراتيجي والتعاون الوثيق لن يتضررا، كما وعدوا".
وأضاف: "يصعب على الإسرائيليين أن يفهموا
عمق معنى المسجد الأقصى بالنسبة للعالم الإسلامي، فأي شدة تفجير هائلة ينطوي عليها
برميل البارود الذي يسمى الأقصى؟".
وذكر أن "المسجد الأقصى، يلامس الإحساس
الديني لكل مسلم، ويمكنه أن يخرج إلى الشارع أناسا من نواكشوط في موريتانيا وحتى
جاكرتا في إندونيسيا"، منوها إلى أن وضع المسجد الأقصى ينال اهتمام المسلمين.
وأشار بن دافيد، إلى أن "مشعلي النار
بالذات، هم الذين يفهمون هذا جيدا، ولهذا يحاولون في كل مرة تقريب أعواد الثقاب من
البارود على أمل إشعاله".
اقرأ أيضا: تخوف إسرائيلي من اندلاع انتفاضة فلسطينية خارجة عن السيطرة
وفي هذا السياق، "يجب أن نرى ما يحصل
بيننا وبين الشركاء والأصدقاء الجدد لنا في المنطقة، فعندما تغرق الشبكة بالتحريض
وكأن إسرائيل تغير الوضع الراهن في الحرم، زعماء المنطقة لا يمكنهم أن يتجاهلوا
مشاعر جمهورهم، وفي حالة الملك الأردني؛ هذا ليس لدى الجمهور وحده بل ولدى ساحته
الداخلية أيضا".
ونوه إلى أن "الملك عبد الله الثاني، يفهم
جيدا تعلقه الاستراتيجي المطلق بإسرائيل، والذي هو أيضا تعلق متبادل، فلو كان
ممكنا كشف عمق التعاون الأمني بيننا وبين الأردن، لدهش معظم الإسرائيليين، لكن الملك
قلق جدا من الشعبية المتزايدة للإخوان المسلمين في بلاده، وأكثر من هذا، الشكل
الذي ينظر به لدوائره المقربة، كمن تلقى في اتفاق السلام صلاحيات إدارة الأماكن
المقدسة في القدس".
ولفت بن دافيد، إلى أن أقوالا مشابهة
سمعت أيضا في مكالمات هاتفية لأبو ظبي والبحرين، وقالوا في الخليج: "نحن لا
يمكننا أن نصمت، جمهورنا غاضب".
وزعم أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية
"نجحت في منع انتشار الحريق بين الجبهات"، وأضاف: "إسرائيل هي صاحبة
السيادة في الحرم، وبصفتها هذه، هي ملزمة بأن تسمح بحرية العبادة للجميع؛ من حق
الجميع أن يصلوا هناك، ليس فقط صلاة صامتة (لليهود)، ولكن كل تغيير في الوضع يتطلب
تنسيقا وثيقا مع الجهات في المنطقة وفهما بأن حرية العبادة ليست ترخيصا
للاستفزازات".
ونبه الخبير، أن "التحدي الأكثر تعقيدا هو
في أوساطنا؛ وكلاء الحريق والفوضى الذين يريدون فقط فتح مكتب (عضو الكنيست
الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير) في باب العامود، أو منظمي مسيرة
الأعلام الذين كل غايتهم هي الاستفزاز على أمل إشعال النار".
وخلال الأيام الماضية، تصاعدت أجواء التوتر في
الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع ارتفاع حدة عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى،
واقتحامه بشكل متكرر، والسماح للمستوطنين بالتجول بداخله، وفي ذات الوقت قيامه
بإخلاء الأقصى من المصلين ومنع وإعاقة وصولهم للصلاة والاعتكاف فيه، حيث قام
باعتقال المئات من المصلين والمعتكفين، وأصيب أيضا المئات جراء اعتداء قوات
الاحتلال الوحشي على المصلين من النساء والشيوخ والشباب.