ملفات وتقارير

هل يتخذ باشاغا الجنوب مقرا لحكومته بعد فشله بدخول طرابلس؟

باشاغا عقد اجتماعا للحكومة في الجنوب ولم يدن تعطيل حفتر لإمدادات النفط- جيتي
باشاغا عقد اجتماعا للحكومة في الجنوب ولم يدن تعطيل حفتر لإمدادات النفط- جيتي

أثارت خطوة عقد رئيس الحكومة المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا لأول اجتماع وزاري كامل لحكومته في الجنوب الليبي تساؤلات عن دلالة الخطوة، وما إذا كان سيتحول الجنوب مقرا للحكومة، بعد فشلها في دخول العاصمة طرابلس.

واجتمعت حكومة باشاغا في مدينة سبها (جنوب البلاد) لأول مرة كاملة بعد منحها الثقة من مجلس النواب وبعد فشل عدة محاولات لدخول الحكومة أو رئيسها إلى العاصمة طرابلس مع استمرار رفض الدبيبة تسليم السلطة أو الاعتراف بحكومة باشاغا.

لماذا الجنوب؟

وقال باشاغا خلال افتتاح الاجتماع الوزاري الأول إن "الحكومة اختارت مدينة سبها لاستضافة اجتماعها الأول لتوصل رسالة تؤكد أنها حكومة لكل الليبيين، واليوم نجد في الحكومة لفيفا من كل الليبيين من الشرق والوسط والغرب والجنوب بعد اختلاف واحتراب لعشر سنوات".

وفي تعليقه على أن الخطوة جاءت بعد فشل دخول العاصمة، قال المتحدث باسم حكومة باشاغا، عثمان عبد الجليل إن "دخول طرابلس ليس هدفا عاجلا في الوقت الراهن وأن حكومته تتفادى الصدام وتعمل على دخول آمن وسلمي للعاصمة، كما أن الحكومة لا تركز على مكان عملها"، وفق تصريحاته.

فهل يتخذ باشاغا الجنوب الليبي مقرا لحكومته بعد فشل دخول طرابلس؟ 

"محاولة فاشلة"

من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إن "لجوء حكومة باشاغا إلى المنطقة الجنوبية هو مجرد محاولة فاشلة من حكومته كونها لن تجد من يساندها حال قررت اتخاذ الجنوب مقرا، وأعتقد أنها جاءت بعد فشل عقد الاجتماع في مدينة بنغازي ناهيك طبعا عن فشل دخولها طرابلس".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "أي حكومة تعمل من خارج العاصمة لن يعترف بها والدولة لا تدار إلا من طرابلس باعتبارها العاصمة وبها كل مؤسسات الدولة السيادية وموظفيها، لذا لن تجد حكومة باشاغا حاضنة في الجنوب كون حتى أعيان المدينة المنعقد فيها الاجتماع (سبها) ذهبوا للعاصمة والتقوا الدبيبة وأكدوا عدم اعترافهم بحكومة باشاغا"، وفق معلوماته.

"دور حفتر"

في حين قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد بويصير إن "باشاغا لا يريد أن يكون عبد الله الثني جديدا حال تمركزت حكومته في شرق البلاد، كما أن محاولاته لدخول العاصمة لم تنجح لذا اتجه للجنوب لكن تظل شرعية الاجتماع في سبها محصورة في قدرة كتائب حفتر على حماية الحكومة ووزرائها".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "حكومة باشاغا ولدت ميتة لذا لن تحظى باعتراف دولي كامل، لكن اجتماع سبها والمؤتمر الصحفي بعده أكدا تبعية باشاغا الكاملة لحفتر كونه حتى لم يجرؤ على انتقاد غلق الأخير للموانئ النفطية بل بحث له عن مبررات، ولا حل إلا في انتخابات تزيح كل هذه الشخصيات من المشهد"، كما ذكر.

"اضطرار"

الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي قال إن "اجتماع حكومة باشاغا في الجنوب جاء اضطراريا وليس اختياريا بعد فشل الدخول لطرابلس عدة مرات، واختياره للمنطقة الجنوبية هو نوع من استثمار البؤس للأسف ولن يستطيع البقاء هناك طويلا".

وأضاف لـ"عربي21": "إدارة الدولة من الجنوب ستفشل لعدة أسباب أهمها انعدام الأمن وصعوبة الحركة أو استقبال مسؤولين دوليين هناك لذا لن يطبق أي قرار يتخذ من الجنوب نظرا لحالة المركزية الشديدة في ليبيا والتي تجعل من المسحيل قيادة الدولة خارح العاصمة مهما كانت الظروف"، بحسب رأيه.

"رسالة وعدم تهميش"

ورأى الناشط والصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط أن "اختيار باشاغا للجنوب هو رسالة من حكومته أنه سيهتم بهذه المنطقة ويسعى لحل مشكلة التهميش التي تعاني منها، لذا فتصريحاته خلال الاجتماع انصبت على هذا الأمر وطرح مشروعات استثمارية في الجنوب".

وأضاف: "لكن من الصعب أن يتخذ باشاغا المنطقة الجنوبية مقرا لحكومته، كون الجنوب لا يحتوي على مقار حكومية كبيرة يمكن أن تستوعب حكومة كاملة بوزرائها، ورغم إعلان باشاغا المستمر بأن حكومته ستنطلق من العاصمة لكنه فشل في هذا الجانب حتى الآن"، كما قال لـ"عربي21".

 

التعليقات (0)