صحافة دولية

ذي هيل: تعامل الناتو مع "عقيدة بوتين" سيحدد مستقبل الحلف

ذكر الموقع أن روسيا طالبت بانسحاب قوات الناتو من دول البلطيق وبولندا قبل غزوها لأوكرانيا- الناتو على تويتر
ذكر الموقع أن روسيا طالبت بانسحاب قوات الناتو من دول البلطيق وبولندا قبل غزوها لأوكرانيا- الناتو على تويتر

نشر موقع "ذي هيل" الأمريكي مقالا للباحث في مركز الدراسات الأمنية التابع لمعهد التكنولوجيا الاتحادية في زيوريخ، هنرك لارسن، تناول فيه نتائج الغزو الروسي لأوكرانيا، على خطط حلف الناتو وكيفية تعامله مع "عقيدة بوتين" السياسية والعسكرية.

 

وذكر كاتب المقال أن الرئيس فلاديمير بوتين برر غزوه لأوكرانيا بأنه دعم عسكري لجمهوريات دونباس الانفصالية بالإشارة إلى الحدود المزعومة أثناء وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

 

وأوضح أن انسحاب قوات الناتو من دول البلطيق وبولندا أحد المطالب الرئيسية لروسيا في المفاوضات مع الغرب قبل غزوها لأوكرانيا.


ولفت الموقع الأمريكي إلى أن أهم تحد للناتو سيكون "عقيدة بوتين"، مع اقتراب قمة مدريد المقبلة في نهاية شهر حزيران/ يونيو.

 

ونوه "ذي هيل" إلى أن حلف الناتو يحتاج إلى تعزيز وضع قوته الدائمة، لا سيما من خلال زيادة عدد الدبابات ووحدات المدفعية التي تعاني من ضعف كبير في مستويات القوة الحالية.


ولم يعد بإمكان حلف الناتو الاعتماد على القوات الموجودة في بولندا ودول البلطيق، والتي تم تصميمها لتكون بمثابة "حجر عثرة" للحرب، ولكن ليست رادعة لروسيا.

 

ومن المرجح أن يتطلب تحسين الردع الدائم لحلف الناتو قواعد دائمة في أوروبا الشرقية، ومنه التخلي عن القانون التأسيسي للعلاقات المشتركة بين الناتو وروسيا، الذي تم إبرامه في عام 1997 لمنع التوتر في نظام ما بعد الحرب الباردة، ولكن خرق روسيا لهذا القانون، أصبح نهائيا.

 

ولا يمكن أن يتسبب الوصول إلى النسبة التقليدية 1 إلى 3، بقلق موضوعي في روسيا حول إمكانية قيام قوات الناتو بهجوم ضدها.


كما ستحتاج قوة الرد التابعة لحلف الناتو إلى الزيادة من 40 ألف جندي إلى ما لا يقل عن 100 ألف جندي لتتناسب مع الأعداد الروسية.

 

ويمكن اكتشاف حشد القوات بسهولة بواسطة الأقمار الصناعية وسيسمح لحلف الناتو بوقت كافٍ للرد، بناء على استعداد روسيا لغزو أوكرانيا.


ولا يمكن للناتو أن يفصل استعداده لمقاومة العدوان الروسي عن صعود الصين، نظرا لتوجه الموارد العسكرية الأمريكية بشكل متزايد نحو آسيا، حيث يقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين تحمل المسؤولية الرئيسية للدفاع عن قارتهم.

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا تقصف مستودعا للنفط.. وموسكو: نقاتل إسرائيليين

 

وبين الموقع الأمريكي أن قادة دول آسيا سيستمرون في الاعتماد على الولايات المتحدة من أجل هيكل قيادة موثوق، وجسر جوي استراتيجي، ومظلة نووية أيضا، كما أنهم سيستفيدون بشكل كبير من الوصول المستمر إلى قدرات الاستخبارات والاستطلاع الأمريكية.

 

كما يقع على عاتق الأوروبيين، بفضل الزيادة في نفقاتهم الدفاعية بعد الغزو الروسي، توفير الجزء الأكبر من القوات البرية والجوية التكتيكية، حيث يمكنهم بسهولة نسبيا تعزيز القدرات الحالية.

 

وبينما يبني حلف الناتو قدراته على الردع التقليدي إلى ما بعد القمة في مدريد، سيكون من المهم ألا يتجاهل إمكانية نشوب حرب جديدة.

 

ومن المحتمل أن تكون روسيا أكثر حذرا بشأن التعدي على أراضي الناتو منها على الأراضي غير التابعة لحلف الناتو ولا تزال تفضل الاعتماد على المعلومات المضللة والتخريب لإثارة الخلاف العرقي والسياسي في دول البلطيق بالإضافة إلى عمليات التوغل الخاصة كاستراتيجية أولية لزعزعة الاستقرار، على غرار الاستيلاء على شبه جزيرة القرم في عام 2014.

 

ويحتاج الناتو إلى الردع عبر مجالات متعددة للحرب من خلال هيكلة وتدريب جزء من قواته المستقبلية لمواجهة احتمالات حروب المنطقة الرمادية التي قد تسبق استخدام روسيا للقوة الحركية واسعة النطاق.


ونوه موقع "ذا هيل" إلى أن "عقيدة بوتين" فاجأت الناتو، حيث كشفت الولايات المتحدة عبر معلومات استخباراتية عن التعزيزات العسكرية الروسية حول أوكرانيا، التي استنزفت أيضا جهود الدعاية الروسية.

  

ولفت كاتب المقال إلى أنه يجب على حلفاء الناتو إعادة بناء قدرات استخباراتية على غرار الحرب الباردة وتعزيز تفكيرهم الاستراتيجي حول الكرملين وروسيا ومنطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي بالكامل، حيث سيتطلب هذا استثمارا فكريا متجددا في مراكز الفكر والخدمات الأجنبية والمؤسسات الدولية في السنوات القادمة.


وختم بالقول إنه كان لدى موسكو فهم جيد للخطوط الحمراء للغرب خلال معظم فترات الحرب الباردة، أما اليوم فلا يمكن لدول الغرب أن يثقوا بروسيا طالما ظل بوتين رئيسا.

 

التعليقات (0)