هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عرضت "واشنطن بوست" قصص
خمسة صحافيين، قتلوا أثناء تغطيتهم لانتهاكات قوات الاحتلال، بدون أن يقدم أحد في
إسرائيل للمحاكمة أو يعاقب.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته
"عربي21" إن قتل الصحفية الفلسطينية- الأمريكية شيرين أبو عاقلة بالرصاص
أثناء تغطيتها مداهمة للاحتلال في مدينة جنين بالضفة الغربية، كشف عن المخاطر التي
تواجه المراسلين الذين يغطون الاجتياحات.
وكانت أبو عاقلة، المراسلة المخضرمة في قناة
الجزيرة ترتدي سترة واقية مكتوب عليها كلمة "صحافة" عندما كانت تغطي
مداهمة إسرائيلية صباح الأربعاء. وسترة كهذه هي بمثابة إشارة لتفريق الصحافيين عن
الجماهير والمقاتلين وتؤشر للجميع عدم استهدافهم.
إلا أن هذه السترة لم تمنع من قتل 19 صحفيا على
الأقل بالمناطق الفلسطينية، حسب لجنة حماية الصحافيين في نيويورك. وكان من بينهم
16 فلسطينيا تحملوا بشكل غير متناسب وطأة العنف الذي يمارسه جيش الاحتلال، في كل من الضفة الغربية وغزة. وجرح الكثير من
المراسلين والمصورين الصحفيين وصحفيي الفيديو بسبب الغارات الجوية والرصاص الحي
والمطاطي والغاز المسيل للدموع والضرب الجسدي أثناء عملهم.
شيرين أبو عاقلة:
عملت في الجزيرة وقتلت عندما كانت في مهمة
صحافية، وكانت اسما معروفا في العالم العربي لتقاريرها الجريئة من قاعدة عملها في
رام الله. ولكنها قتلت صباح يوم الأربعاء في جنين. وضربها قناص إسرائيلي حسب
المسؤولين الفلسطينيين وروايات شهود العيان. ونفى جيش الاحتلال مسؤوليته عن القتل
ولكنه غير رأيه وقال إنه يحقق في الرصاصة التي قتلت الصحفية.
وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية
نيد برايس بمحاسبة المسؤولين عن جريمة القتل. ودعت جمعية الصحافيين الأجانب في
إسرائيل إلى "شفافية كاملة" في التحقيق الإسرائيلي وفي ضوء السجل
الفقير للجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بمقتل الصحافيين.
وطالبت منظمات حقوق الإنسان، أيضا تحقيقا مستقلا. وطالبت منظمة الحق الفلسطينية محكمة الجنايات الدولية بشمل حالة أبو عاقلة في تحقيقها بجرائم الحرب الإسرائيلية.
ياسر مرتجى:
أنشأ ياسر مرتجى، المصور الصحفي شركة إنتاج
إعلامي في مدينة غزة. وفي سن الـ 30 عاما لم يخرج أبدا من الجيب الساحلي الذي
يحاصره الاحتلال، وأطلق قناص إسرائيلي النار على مرتجى في نيسان/إبريل 2018 وقتله،
حيث كان يغطي مسيرات العودة قرب المنطقة العازلة لغزة ومثل أبو عاقلة، كان مرتجى
يرتدي سترة الصحافة عندما قتل.
سايمون كاميلي:
كان سايمون كاميلي، 35 عاما مصورا صحفيا لوكالة
أنباء أسوشيتد برس، ومات في آب/ أغسطس عام 2014 عندما كان بمهمة صحفية في غزة.
وكان يصور الشرطة وهي تحاول تفكيك قنبلة غير منفجرة، أطلقتها قوات الاحتلال أثناء
الحرب وإبطال مفعولها.
فضل شناعة:
قتل المصور الصحافي لصالح وكالة أنباء رويترز
فضل شناعة عام 2008 بقذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية باتجاه فريق التصوير في غزة،
وكان عمره 23 عاما.
وكانت صورة الدبابة والقنبلة المنطلقة منها آخر
صورة التقطتها كاميراته، وقتل الهجوم ثمانية مدنيين آخرين. وكان شناعة يرتدي سترة
زرقاء مكتوب بوضوح عليها "صحافة" وانتقل بعربة مكتوب عليها "تي
في".
وبعد أربعة أشهر برأ تحقيق إسرائيلي القوات
وتوصل لنتيجة أنه "لم يكن قادرا على تحديد الشيء الذي كان محمولا على حمالة
ومعرفته بشكل إيجابي إن كان صاروخا مضادا للدبابات، أو مدفع هاون أو كاميرا
تلفزيون".
ورفضت وكالة أنباء رويترز النتيجة وطالبت
بتحقيق مستقل. وقالت: "من الواضح أن إسرائيل خرقت التزاماتها بناء على القانون
المدني وتجنب إيذاء المدنيين". وأضافت أن "رويترز وجماعات حقوق الإعلام تؤكد أن تصرف الجيش هو تحرك واضح للحد من حرية الإعلام واعتباره خطيرا حتى لو استخدم
كاميرا في ظل وجود الجيش".
جيمس ميلر:
قتل الصحافي البريطاني جيمس ميلر، 35 عاما في
أيار/مايو 2003 أثناء تصويره فيلما وثائقيا في غزة. وكان ميلر وفريقه يحاولون
مغادرة بيت شخص عندما قال زملاؤه وشهود عيان إن دبابة إسرائيلية فتحت النار عليهم.
وفي ذلك اليوم قامت القوات الإسرائيلية بهدم وعمليات في المنطقة ضد أنفاق مزعومة
تربط ما بين غزة ومصر.
وكان ميلر وفريقه يرتدون سترات كتب عليها كلمة
"صحافة" بصورة واضحة. وقال زملاؤه إنهم كانوا يؤشرون للجيش الإسرائيلي أنهم
يخططون لمغادرة المنطقة. ونفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن قتل ميلر وأنه قتل
أثناء تبادل إطلاق النار مع الفلسطينيين وبرصاصهم.
وبرأ تحقيق لاحق الجنود الإسرائيليين من
الجريمة. ورفضت عائلة ميلر النتائج وطالبت بتحقيق مستقل. وفي عام 2006 أكدت محكمة
بسانت بانكرس في لندن أن إسرائيل استهدفت عمدا ميلر وذلك بناء على نتائج جمعها
محقق خاص استأجرته العائلة بعد مقتل ميلر مباشرة.