صحافة دولية

صحيفة روسية: كيف تحاول أمريكا حشد آسيا الوسطى ضد روسيا؟

الصحيفة قالت إن الزيارة تهدف لدفع الدول من أجل الامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا- جيتي
الصحيفة قالت إن الزيارة تهدف لدفع الدول من أجل الامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا- جيتي

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الزيارة التي أداها الوفد الحكومي الأمريكي بقيادة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا دونالد لو إلى كل من قيرغيزستان وأوزبكستان.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في خضم الجولة التي ستستمر إلى حد السابع والعشرين من الشهر الجاري يعتزم الوفد الأمريكي زيارة كل من كازاخستان وطاجيكستان أيضا بهدف توطيد العلاقات الأمريكية مع المنطقة وتعزيز الجهود المشتركة لخلق بيئة آمنة.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تسعى إلى منع دول آسيا الوسطى من مساعدة روسيا في الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وإقناعها بالاصطفاف إلى جانبها. وتعتبر هذه الزيارة الثالثة من نوعها التي يؤديها وفد أمريكي رفيع المستوى إلى دول آسيا الوسطى خلال الفترة الأخيرة.

وزارت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان عزرا زيا آسيا الوسطى في نيسان/ أبريل من العام الجاري بغاية توقيع اتفاقية تعاون جديدة لتحل محل الاتفاقية الموقعة في سنة 2015.

وفي تغريدة له على تويتر قال دونالد لو: "خلال اللقاء الأول الذي جمعني مع وزير خارجية قيرغيزستان الجديد جينبيك كولوبييف، اتفقنا على العمل معا لضمان الأمن والاستقرار في آسيا الوسطى وتحسين مناخ الاستثمار في قيرغيزستان".

أشارت الصحيفة إلى أن الوفد الأمريكي يضم أيضا ممثلين عن البنتاغون ومجلس الأمن القومي وشركة تمويل التنمية الدولية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ومن جانبها، صرحت وزارة خارجية قيرغيزستان أن الطرفين ناقشا المسائل المتعلقة بالعلاقات القرغيزية الأمريكية وتطرقا إلى القضايا الإقليمية والعالمية على رأسها أهمية إرساء تعاون فعلي يؤثر بشكل ملحوظ على التنمية الاجتماعية والاقتصادية لقيرغيزستان.

علاوة على ذلك، تم النظر في سبل زيادة التعاون الاستثماري. كما طُرحت مسألة كيفية تقليل الأثر السلبي للعقوبات الدولية على اقتصاد قيرغيزستان فضلا عن الحاجة إلى تكثيف المساعدة في تعزيز أمن الحدود.

وذكرت الصحيفة أنه من خلال الاجتماع الذي عقد نهاية شهر شباط/ فبراير بين ممثلي دول آسيا الوسطى ووفد أمريكي برئاسة وزير الخارجية أنتوني بلينكن حاولت واشنطن معرفة مواقف دول المنطقة بشأن القضية الأوكرانية. آنذاك، أبدت فقط نور سلطان استعدادها لتقديم خدمات حفظ السلام ولعب دور الوسيط في المفاوضات بين موسكو وكييف.

نقلت الصحيفة عن المستشار السابق لرئيس وزراء قيرغيزستان ومدير مركز الحلول الاستراتيجية "أبليكاتا"، كوبات رحيموف، أن اهتمام الولايات المتحدة بصيغة "سي5+1" زاد في الآونة الأخيرة، وعن طريقها تعمل واشنطن على العثور على موطئ قدم في المنطقة من خلال برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واستئناف أنشطة العبور وحتى تمركز القواعد الجوية العسكرية الكاملة في آسيا الوسطى.

وفي السابع عشر من أيار/ مايو، كشف نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا دين تومسون أثناء تواجده في عشق آباد عن نية واشنطن تطوير التعاون مع دول آسيا الوسطى ودعمها وتعزيز إمكانياتها الاقتصادية. وفي لقاء جمعه مع وزير خارجية تركمانستان رشيد ميريدوف، تم التطرق إلى طرق تعزيز أمن حدود تركمانستان وزيادة توسيع التعاون الاقتصادي.

ويرى العالم السياسي والخبير في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ألكسندر كنيازيف أنه من خلال الزيارات المتكررة للوفود الأمريكية إلى دول آسيا الوسطى تهدف الولايات المتحدة إلى تنظيم مناقشات بشأن ضرورة امتثال دول المنطقة لنظام العقوبات المفروض ضد روسيا وبيلاروسيا.

ويضيف كنيازيف أن "هذه الزيارات بمثابة تنبيه لهذه الدول ضد اتخاذ أي إجراءات للتحايل على العقوبات المفروضة على روسيا. لتحقيق هذه الغاية، تحاول واشنطن تقديم بعض العروض لشركائها في آسيا الوسطى، بما في ذلك التعاون في مختلف المجالات على غرار المجال الأمني". في المقابل، يستبعد كنيازيف توقيع قيرغيزستان اتفاقية تعاون مع الولايات المتحدة في المستقبل القريب في ظل ما تواجهه من انتقادات داخل كل من البرلمان القرغيزي وموسكو.

ويعتقد أن هذه الاتفاقية لا تكتسي أهمية كبيرة ولكن يمكن اعتبارها بداية مرحلة من التقارب بين قيرغيزستان والولايات المتحدة. وبموجب هذه الاتفاقية، تقدم الولايات المتحدة المساعدة لمختلف القطاعات المدنية والصحة والتعليم والمنظمات غير الحكومية في قيرغيزستان.

 

التعليقات (1)
عابر سبيل
الأربعاء، 25-05-2022 08:06 م
"التفاعل بين دول العالم تعاونا وتنافسا وحربا هو العامل الأكبر في طبيعة عمل النظام الدولي" (أسوشيتد برس) ـ مهد سقوط الاتحاد السوفياتي وانهيار المعسكر الشرقي لولادة نظام دولي جديد تفردت فيه أميركا بالقيادة وزعامة العالم، مع عجز دول العالم الثالث وبعض القوى الصاعدة عن تطوير فكرة "عدم الانحياز"، وتقديمها خيارا منافسا قادرا على استثمار تركة المعسكر المنهار في سبيل بروز قطب عالمي موازي للقطب الليبرالي. وبانتصاف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، باتت الصين قوة اقتصادية عالمية يُحسب لها حسابها، لاسيما بعد تحقيقها نموا اقتصاديا سريعا يُؤهلها لتصدر العالم اقتصاديا في النصف الثاني من هذا القرن، كما برزت كوريا الجنوبية وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة (النمور الآسيوية) ومعها الهند والبرازيل [وتركيا] قوى اقتصادية هامة تمثل جزءا معتبرا من التجارة الدولية. ودفع هذا التعدد القطبي على المستوى الاقتصادي كثيرين إلى توقع تبلوره في تعددية سياسية وإستراتيجية للنظام الدولي [الجديد]، لكن ذلك ما زال مستبعدا نظرا للتباين الكبير بين مرجعيات ومصالح هذه القوى الصاعدة. المصدر الجزيرة نت ـ [هذا قبل بدء حرب روسيا وحلفائها ضد أمريكا وأوروبا مع حلفائهما على أرض أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022م]