رغم مرور أسبوع على اغتيال جهاز الموساد للضابط في الحرس
الثوري
الإيراني حسن صياد
خدائي، فإن الأوساط الأمنية
الإسرائيلية ما زالت تخشى أن يؤدي
التسريب الأمريكي بشأن مسؤوليتها عن عملية التصفية إلى زيادة المحاولات لإلحاق الأذى
بالإسرائيليين في البلدان المتاخمة لإيران، خاصة تركيا والإمارات وأذربيجان، وقد أجرى
مسؤولو الأمن الإسرائيليون مشاورات مكثفة في الأيام الأخيرة لتشديد تحذيرات السفر إلى
تلك الدول.
أريئيل كهانا الكاتب في صحيفة "
إسرائيل اليوم"،
زعم أن "اغتيال خدائي في قلب طهران يعني استمرارا للاستراتيجية المعلنة منذ سنوات،
ومفادها "قطع رأس الأفعى الإيرانية"، لأنها كفيلة بتغيير الميزان ضد إيران،
وبدلاً من اللعب في الحقل الرملي الذي بنته لنا، فإن السياسة الأصح هي ضربها في عقر
منزلها، وبالتالي فإن الاغتيال الأخير يعتبر وسيلة لإيصال رسالة، ليس بالضرورة لأن
خدائي شكل تهديدًا مباشرًا، بل قد تكون هناك اعتبارات إضافية، وهذا تفسير محتمل للتطورات
الأخيرة مع إيران".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الاغتيال
يظهر من بعيد وكأن إسرائيل وإيران أمام جولة أخرى من الضربات المتبادلة، رغم أن نظرة
فاحصة على الاغتيال تظهر أن شيئاً جديداً قد بدأ، ويبدو أنه يعيد رسم ميزان القوى بينهما،
عقب الهجوم الإسرائيلي في آذار/ مارس 2022 على مصنع الطائرات بدون طيار الإيرانية،
حيث لم يكن توقيت القصف عرضيًا، ولم تكن هذه الهجمات المباشرة عفوية، بل تعكس تغييرا
استراتيجيا في الموقف الإسرائيلي، ليس بهدف قطع أذرع الأخطبوط، بل الرأس نفسه".
قد تكون هناك جملة من الأسباب والعوامل المباشرة التي دفعت
الموساد لاغتيال خدائي في هذا الوقت بالذات، منها ما يتعلق بسلوكه الميداني الذي يتعقب
الإسرائيليين في محاولة لاختطافهم أو قتلهم، لكن السبب الإسرائيلي بعيد المدى يتعلق
برغبة الاحتلال في أن يبلغ المسؤولين الإيرانيين بأنهم مكشوفون حتى داخل منازلهم، حتى لو
لم تكن لهم علاقة بالبرنامج النووي، بما فيهم القادة في طهران.
فيما أكد الجنرال يعكوب عميدرور رئيس مجلس الأمن القومي السابق
أن "التسريب الأمريكي بشأن مسؤولية الموساد عن اغتيال خدائي، ورغم أنها ليست المرة
الأولى، فإنه يدل على عدم مسؤولية واضح سيضر بعلاقتنا مع الولايات المتحدة، وحربنا
ضد إيران، لأنه من الجيد بالنسبة لنا أن تظل الأمور غامضة قدر الإمكان، ومن السيئ أن
حليفنا سرب معلومات يجب أن تظل سرية".
وأضاف في حوار نشرته صحيفة "
معاريف"، وترجمته "عربي21"
أنه "عند الحديث عن النقاشات حول الاتفاق النووي الإيراني، فإنه مضر لإسرائيل،
لأنه إذا عادت إيران للاتفاق، فسيكون لها شرعية، ليست لديها اليوم، لمواصلة برنامجها
النووي، لكن ما نواجهه اليوم هو مفاضلة بين خيارين سيئين".