سياسة دولية

قطر تحتضن جولة المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران

تسعى أطراف المفاوضات إلى العودة إلى اتفاق 2015 - أ ف ب
تسعى أطراف المفاوضات إلى العودة إلى اتفاق 2015 - أ ف ب

كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني لوكالة الأنباء الإيرانية أن محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن ستبدأ الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة.

وأضاف كنعاني: "كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي باقري كني سيتوجه إلى الدوحة يوم الثلاثاء لعقد محادثات نووية".

بدوره، قال المستشار الإعلامي للوفد الإيراني المشارك في المفاوضات النووية محمد مرندي إن طهران اختارت قطر لتكون مكانا للجولة المقبلة من المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف المرندي، في تصريحات أثناء مقابلة صحفية نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية، أن اختيار قطر جاء لأن إيران تعتبرها "بلدا صديقا".

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الاثنين، إن جولة المفاوضات التي ستتناول رفع الحظر الأمريكي المفروض على طهران ستُجرى الأسبوع الجاري بصورة غير مباشرة في إحدى دول الخليج. دون أن يحدد بلدا بعينه، بحسب وكالة فارس الإيرانية للأنباء.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن طهران وواشنطن ستجريان محادثات غير مباشرة في الدوحة هذا الأسبوع. وأضافت أنه ينبغي لإيران أن تقرر التخلي عن المطالب الإضافية التي تتجاوز اتفاق 2015 النووي.

والسبت، أعلن مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل استئناف المحادثات حول إعادة إحياء الاتفاق النووي خلال الأيام القليلة المقبلة، داعيا الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات عن طهران.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مقر الوزارة بالعاصمة طهران، قال بوريل إن "هناك قرارات يجب اتخاذها في طهران وواشنطن بشأن المفاوضات حول الملف النووي"، مؤكدا الحاجة إلى تسريع وتيرة عملهم مع إيران بشأن المحادثات النووية المتوقفة.

وأكد أيضا أن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني أمر في غاية الأهمية للعالم كله، على حد تعبيره.

وتابع بوريل: "نحتاج إلى تسريع وتيرة العمل بشأن المحادثات النووية التي توقفت منذ مارس الماضي"، منوها بأنه "يجب العودة للاتفاق النووي الإيراني من أجل التعاون في مجالات عديدة مع إيران منها النفط والغاز".

وأكد بوريل أنه "يجب على واشنطن رفع العقوبات أحادية الجانب عن إيران"، لافتا إلى أن المحادثات التي أجراها اليوم في طهران مع المسؤولين الإيرانيين كانت "إيجابية".

في المقابل، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الولايات المتحدة إلى النظر بواقعية لمفاوضات فيينا واتخاذ إجراءات جادة من أجل التوصل إلى اتفاق.

 

اقرأ أيضا: إيران تطلق صاروخا ثانيا قبيل استئناف مفاوضات النووي

وأشار عبد اللهيان إلى أن "هناك محادثات عميقة ودقيقة مع الاتحاد الأوروبي حول مطالب بلاده"، مضيفا أن "حوارنا مع بوريل كان إيجابيا بشأن التعاون مع الاتحاد الأوروبي".

ودعا وزير الخارجية الإيراني واشنطن إلى أن "تنظر بواقعية لمفاوضات فيينا لكي نصل إلى اتفاق" مؤكدا أنهم مستعدون لاستئناف المحادثات خلال الأيام المقبلة.

وتأتي هذه المحادثات بطهران في محاولة لكسر الجمود وإعادة تفعيل الاتفاق النووي، عقب انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي فرض لاحقا عقوبات صارمة على إيران.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قالت الولايات المتحدة إنها تنتظر ردا بناء من إيران بشأن إحياء اتفاق عام 2015 -الذي تقيد طهران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية- دون الخوض في قضايا غير جوهرية.

ودعا عبد اللهيان، الأسبوع الماضي، الولايات المتحدة إلى "التحلي بالواقعية". وكانت الأخيرة انسحبت من الاتفاق عام 2018 خلال حكم الرئيس دونالد ترامب، ثم فرضت بعد ذلك عقوبات شديدة على طهران.

وتهدف المفاوضات المعلّقة حاليا إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل عودة الأخيرة للامتثال لالتزاماتها النووية التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأمريكية.

وقد بدت الأطراف قريبة من إحياء الاتفاق في مارس/آذار عندما دعا الاتحاد الأوروبي، الذي ينسق المفاوضات، الوزراء المعنيين إلى فيينا لإتمام الاتفاق على ذلك بعد 11 شهرا من المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. لكن المحادثات تعثرت منذ ذلك الحين.


التعليقات (0)