هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت زيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لدمشق، استياء المعارضة السورية، التي طالبت الجزائر بـ"الالتزام بمواقف جامعة الدول العربية، وباقي الدول العربية التي رفضت عودة التعامل مع نظام الأسد، والتطبيع معه".
وكان لعمامرة قد وصل إلى دمشق الأحد، قادماً من بغداد، بغرض إجراء مشاورات انعقاد القمة العربية التي تحتضنها الجزائر مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان إن "لعمامرة وصل، الأحد، إلى دمشق في زيارة عمل تدوم يومين، وكان في استقباله بمطار دمشق الدولي نظيره السوري فيصل المقداد".
وأضاف البيان أن الزيارة تأتي "في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إلى الجزائر مؤخرا للمشاركة في الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ60 لاسترجاع الجزائر استقلالها الوطني، والتي حظي خلالها باستقبال من قبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فضلاً عن جلسة العمل التي جمعته مع الوزير لعمامرة".
اقرأ أيضا: لماذا تصر الجزائر على إعادة النظام السوري لـ"الجامعة"؟
واعتبر رئيس الائتلاف المعارض سالم المسلط، أنه "من المحزن أن يكون الموقف الرسمي الجزائري بجانب نظام الأسد الذي ارتكب الجرائم والمجازر الجماعية بحق المدنيين في سوريا، وقتل واعتقل مئات الآلاف، وهجّر ملايين السوريين".
وأضاف في رسالة وجهها المسلط إلى لعمامرة، أن المعارضة تأسف لتجاهل الجزائر التحذيرات الدولية من التعامل مع نظام الأسد والتورط في إعادة تعويمه والتطبيع معه، مطالبا الجزائر بمراجعة خياراتها التي لا تتلاءم مع تضحيات الشعب الجزائري في سبيل نيل حريته.
وأكد المسلط أنه لا يمكن أن يتحقق الأمن والسلم الدوليين، بوجود نظام الأسد في السلطة في سوريا بعد أن بات أداة بيد روسيا وإيران وتحول إلى مليشيات تعتاش على القتل والتعذيب وتجارة المخدرات.
وبعد أن شدد المسلط على حرص المعارضة على العلاقات الأخوية والمميزة مع الجزائر، والرغبة الدائمة بتعزيز تلك العلاقات بما يخدم الشعبين السوري والجزائري الشقيقين، فإنه أشار إلى أهمية "متابعة الدول العربية عزل نظام الأسد وعدم الانخراط في شرعنته أو إعادة تأهيله أو قبوله في الجامعة العربية، كونه فاقداً للشرعية ولا يمثل سوريا ولا شعبها، واعتبر أن القبول به هو تمكين لإيران من وضع مندوبها على مقعد سوريا".
من جانبه، تمنى عضو "الهيئة السياسية" في الائتلاف، محمد يحيى مكتبي، خلال حديث خاص لـ"عربي21"، أن لا تكون مثل هذه الزيارة من وزير خارجية بلد (الجزائر) قدم مليون شهيد لأجل نيله استقلاله وتحرره من المُستعمر، إلى نظام قتل نحو مليون من شعبه، بسبب مطالب بالحرية والكرامة.
واعتبر مكتبي أن التغاضي عن كل الجرائم التي قام بها نظام الأسد ضد الشعب السوري والمجازر المروعة التي ارتكبها باستخدام كافة أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة، وتقديم هدية مجانية من خلال التطبيع مع ذلك النظام والقيام بزيارته، بـ"الأمر المرفوض وغير المقبول من قبلنا".
وحول مشاركة النظام السوري في القمة العربية، أكد مكتبي على رفض المعارضة مشاركة نظام الأسد في القمة العربية القادمة، وأشاد بمواقف "بعض الأشقاء العرب الرافضة لمشاركة النظام".
وفي المقابل طالب الدول التي تحاول الدفع نحو مشاركة النظام في القمة بـ"مراجعة مواقفها وعدم الاستخفاف بتضحيات الشعب السوري وشهدائه ودمائه وعدم تجاوز السجل الحافل لإجرام نظام الأسد".
اقرأ أيضا: أوساط إسرائيلية تراقب التطبيع بين النظام السوري ودول عربية
ما أهداف الزيارة؟
وتدعم الجزائر إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، تحت اعتبارات انتهاء الأزمة السورية.
وتأتي زيارة لعمامرة بعد مضي أقل من شهر على زيارة وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد للجزائر، للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الـ60 لاستقلالها.
وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية: "بالرغم من الظروف الداخلية التي يعيشها كلا البلدين (سوريا والعراق) إلا أن بإمكان الدولتين لعب دور إقليمي مهم في المستقبل القريب والمتعلق بإعادة التوازنات وإعادة الاستقرار في المنطقة".
وأضافت أن من شأن ذلك: "إعادة التوازنات السياسية في المنطقة التي تعرف تجاذبات وصراعات أيديولوجية ومذهبية كبيرة بين قوى تسعى إلى بسط نفوذها على المنطقة والسيطرة عيها على غرار بعض دول الخليج، إيران وتركيا".
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم "المصالحة الوطنية" التابعة للنظام السوري، عمر رحمون لـ"عربي21"، إن "الزيارة تؤشر إلى حضور دمشق في القمة العربية، التي تلم شمل العرب".
وبحسب رحمون فإن مشاركة دمشق شبه مؤكدة، مقللاً من شأن اعتراض أطراف عربية، ومنها السعودية وقطر ومصر، على ذلك.