هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يتواصل القلق الأمريكي من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، رغم توسطه في اتفاق الحبوب، الموقع أخيرا في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا بحضور أممي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أنه رغم مساعدة الرئيس التركي في التوسط لإلغاء حظر الحبوب الأوكرانية، إلا أنه أثار قلق مسؤولين أمريكيين في جبهات أخرى.
ووصفت "نيويورك تايمز" دور الرئيس التركي في إنجاح الاتفاق بـ"دور رجل دولة طيب".
والجمعة الماضية، قال أردوغان، في حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، في أثناء توقيع الاتفاق، إن الصفقة التي ساعدت تركيا في التوسط فيها "ستفيد البشرية جمعاء".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن رحبت بالاتفاق الذي يمكن أن يخفف من أزمة الغذاء العالمية، التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والحصار المفروض على موانئها.
وأعرب مسؤولون أمريكيون عن شكوكهم بشأن تصرف موسكو بـ"حسن نية"، حيث ضربت الصواريخ الروسية مدينة أوديسا الساحلية بعد أقل من يوم من توقيع المعاهدة، ومع ذلك أثنى المتحدث باسم البيض الأبيض على أردوغان؛ لجهوده في التوصل لاتفاق تصدير الحبوب، وفق ما ذكرته الصحيفة.
وحسب نيويورك تايمز، يظل أردوغان مصدر إزعاج كبير لمسؤولي إدارة بايدن، حيث قالت الصحيفة إنه قبل أيام من رئاسة اتفاق الحبوب، جدد أردوغان تحذيره من أنه قد يستخدم حق النقض ضد دخول فنلندا والسويد كعضوين في حلف شمال الأطلسي بالأشهر المقبلة، وهو قانون قد يحرج التحالف وإدارة بايدن بشدة أثناء عملهم لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وعبر الكونغرس عن مخاوفه بشأن تعهد بايدن في قمة الناتو الأخيرة في إسبانيا، الشهر الماضي، عن بيع عشرات الطائرات من طراز إف 16 إلى تركيا.
والثلاثاء الماضي، سافر أردوغان إلى طهران لعقد اجتماع مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال محللون إن صور اثنين من منافسي أمريكا الرئيسيين في صورة مع السيد أردوغان غالبا قد أزعجت علاقات أردوغان مع روسيا وإيران إدارة بايدن، وفقا للصحيفة.
اقرأ أيضا: موقع روسي: كيف استفادت أنقرة من صفقة إسطنبول؟
ومجددا، عبر المتحدث باسم البيت الأبيض، حسب نيويورك تايمز، عن المخاوف الأمريكية بشأن تهديدات الرئيس التركي بشن عملية في الشمال السوري، مستهدفا المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، والذين يعتبرهم إرهابيين.
وقالت الصحيفة إن تصرفات أردوغان مجتمعة وقدرة الرئيس بايدن المحدودة على كبحها تؤكد "الموقف الفريد" للرئيس التركي كحليف عسكري يتعارض في كثير من الأحيان مع أجندة حلفائه الغربيين، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يرون أنه "دور مجنون" في كثير من الأحيان.
وحسب نيويورك تايمز، ذكر مسؤولي الإدارة الأمريكية أن شطب أردوغان بالكامل سيكون هزيمة ذاتية، حيث إن موقع بلاده على مفترق الطرق بين الشرق والغرب مهم من الناحية الاستراتيجية، ويسمح له بأن يكون محاورا مع جيران أكثر إزعاجا، كما يتضح من صفقة الحبوب، التي أوجدت ممرا منزوع السلاح عبر البحر الأسود للصادرات الزراعية الأوكرانية.
وقال مسؤول أمريكي كبير للصحيفة إن الكثير من سلوك أردوغان الجدلي كان نتيجة لضعفه السياسي داخل بلاده، حيث ارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب 80 في المئة الشهر الماضي.
كما أثار أردوغان اعتراضات وشكوك حول أن العضوين الجديدين المحتملين بالناتو قد قدما الدعم السياسي والمالي لحزب العمال الكردستاني، الذي صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية بسبب تاريخها من الهجمات العنيفة.
وحسب، نيويورك تايمز، ساد مسؤولي الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي شعور بالقلق من انهيار التوسع المخطط، ما قد ينتج فوزا دعائيا كبيرا لبوتين، الذي عمل منذ فترة طويلة على تقسيم الحلف.
وفي قمتهم الشهر الماضي، تنفس قادة الناتو الصعداء، عندما توصل السيد أردوغان إلى اتفاق مع قائدي السويد وفنلندا، اللذين تعهدا بالعمل ضد المنظمات الإرهابية والانضمام إلى اتفاقيات تسليم المجرمين مع تركيا، التي تريد محاكمة أعضاء حزب العمال الكردستاني الذين يعيشون في تلك البلدان.
وأصدر السيناتور مينينديز بيانًا الشهر الماضي مع نظيره الجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية، السناتور جيم ريش من ولاية أيداهو، حذر فيه أردوغان بشدة من تهديده بغزو شمال سوريا، وفقا للصحيفة، فيما انضم إليهما الرئيس الديمقراطي للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، النائب غريغوري دبليو ميكس من نيويورك، ونظيره الجمهوري النائب مايكل ماكول من تكساس.
وقال النواب في البيان إن الغزو المحتمل سيكون له "نتائج كارثية"، ما يهدد العمليات المحلية ضد فلول تنظيم الدولة الإسلامية، ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا.
وأفادت نائبة مساعد وزير الدفاع، دانا سترول، هذا الشهر في معهد الشرق الأوسط: "نحن نعارض بشدة أي عملية تركية في شمال سوريا، وقد أوضحنا اعتراضنا على تركيا.. داعش ستستغل هذه الحملة".
وختمت الصحيفة بالقول إن بعض أشد منتقدي أردوغان يحذرون من سيناريوهات لا نهاية لها، حيث يفوز الرئيس التركي بتنازلات من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في الناتو، مثل الطائرات المقاتلة الجديدة، وخط أكثر صرامة ضد مقاتلي المليشيات الكردية، فقط لتصعيد مطالبه في المستقبل.