كتب

موسوعة للصلابي حول نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العظام

"نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العِظام" هي موسوعة أسياد البشرية وقادة هذا الركب الإنساني
"نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العِظام" هي موسوعة أسياد البشرية وقادة هذا الركب الإنساني
أصدر عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي علي الصلابي، موسوعة تاريخية حملت عنوان "نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العظام"، وفق منهج مبتكر في تاريخ المكتبة الإنسانية.

الموسوعة هي عبارة عن مشروع فكري ثقافي عقائدي ديني تاريخي، استمد معانيه وأفكاره وتفصيلاته، من القرآن الكريم كما في قوله تعالى: (شرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ ۖ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ۚ)، وقوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّنَ مِيثَٰقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍۢ وَإِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظًا).

إن أولي العزم هم الأنبياء العظماء والرُسل الكرام والأسوة الحسنة والنماذج الإنسانية المثالية والمصطفاة، الذين ذُكروا في كتاب الله العزيز، كما في سورة الشورى والأحزاب، وجاء ذكرهم في سورة آل عمران في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰۤ ءَادَمَ وَنُوحࣰا وَءَالَ إِبۡرَا⁠هِیمَ وَءَالَ عِمۡرَا⁠نَ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝٣٣ ذُرِّیَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضࣲۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ ۝٣٤﴾ (آل عمران ٣٣-٣٤) 

وتغطي موسوعة نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العِظام، أكثر من خمسة آلاف وخمسمئة صفحة، وتتألف من 6 مجلدات هي: ـ قصة بدء الخلق وخلق آدم (عليه السلام)، ـ نوح (عليه السلام) والطوفان العظيم: ميلاد الحضارة الإنسانية الثانية، ـ إبراهيم خليل الله (عليه السلام): داعية التوحيد ودين الإسلام والأسوة الحسنة، ـ موسى كليم الله (عليه السلام)؛ عدو المستكبرين وقائد المستضعفين، ـ عيسى بن مريم (عليه السلام): الحقيقة الكاملة، ـ محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين (السيرة النبوية).

الموسوعة في مجلدها الأول، تتحدث عن المؤسس الأول للحضارة الإنسانية بدءاً بمفهوم التوحيد ودلائل الوحدانية والمخلوقات الأولى وسيرة أبي البشرية آدم (عليه السلام)، وذلك وفق الرؤية القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة وتفاسير العلماء الغزيرة، فالمؤسس الأول هو آدم (عليه السلام) منذ خلقه إلى نزوله على الأرض، هو وأُمُّنا حواء وتأسيس الحضارة الإنسانية الأولى وانطلاقها.
 
وفي المجلد الثاني، انتقلت للحديث عن مؤسس الحضارة الإنسانية الثانية، وهو سيدنا نوح (عليه السلام) وما حدث من الطوفان العظيم، وكيف نجت الإنسانية في سفينته (عليه السلام) وأسباب زوال الحضارة الإنسانية الأولى، والأُسس التي بنيت عليها الحضارة الإنسانية الثانية واتساعها وقيامها على الحق والعدل والتوحيد.
 
وانتقلت في المجلد الثالث إلى محطة كبرى في تاريخ الإنسانية، وهي فترة تأسيس الممالك والدول وبناء الجيوش والحكومات ومؤسسات الملك في عصر الكلدانيين والكنعانيين الذي هو عصر إبراهيم عليه السلام، في قوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) البقرة: 124، وهي مدة تأسيسية مهمة في مسيرة الحضارة الإنسانية، وما تفرع من دعوة خليل الله ومن ذريته من أنبياء ومرسلين، سواءً كان في فرع إسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وداوود وسليمان (عليهم السلام)، أو الفرع الإسماعيلي ممثلاً في دعوة إسماعيل عليه السلام ثم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين ورسول العالمين.

أما في المجلد الرابع، فدرست مرحلة مهمة، بعد إبراهيم عليه السلام، وهي مرحلة هيمنة النظام الاستبدادي الفرعوني الدكتاتوري، ورسالة كليم الله موسى (عليه السلام)؛ عدو المستكبرين وقائد المستضعفين، وما في قصته وتجربته الدعوية وحواراته مع الطغاة من دروس عِبر، وفوائد عقدية وروحية وإيمانية وتاريخية في مقارعة الظلم ورد الكفر، وإفراد الله بالعبادة والتوحيد.

وفي المجلد الخامس، تناولت قصة المسيح عيسى بن مريم (الحقيقة الكاملة)، أيِ الحقيقة التي جاءت في القرآن الكريم من الناحية التاريخية والعقائدية والقيمية، والرد على الشبهات المتعلقة بقصة عيسى عليه السلام وحقيقة دعوته إلى الله وحده.
 
واختتم المجلد السادس الموسوعة، بتناول سيرة إمام القادة العِظام وسيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين والمرسلين للإنسانية محمد (صلى الله عليه وسلم)، في كتاب حمل عنوان "السيرة النبوية؛ عرض وقائع وتحليل أحداث: دروس وعِبر"، فكانت تجربة عظيمة سواءً الدعوة النبوية السرية والعلنية، ومجابهة الشرك والكفر والانتقال الدعوي إلى الطائف والحبشة والمدينة، والمراحل التي مرَّ بها، والسُّنن التي تعامل معها؛ كسنة الابتلاء والتدرج وتغيير النفوس والأخذ بالأسباب والتمكين لدين الله، والأحداث التي ذُكرت في القرآن الكريم كالغزوات الخالدة مثل غزوة بدرٍ الكبرى في سورة الأنفال، وغزوة أحد في سورة آل عمران، وغزوة تبوك في سورة التوبة، وبني النظير في الحشر، وفتح مكة في سورة الفتح، وما جاء من السيرة في الأحاديث الصحيحة الثابتة، وكل ما يتعلق بسيرة ومغازي ودعوة الرسول الكريم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) في كتب التفسير والتراجم والطبقات والأعلام وأهل الحديث.
 
"نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العِظام"؛ موسوعة أسياد البشرية وقادة هذا الركب الإنساني العظيم، الذين يستحقون أن تكون سِيرهم وتجاربهم ومُعاناتهم وتدرجهم بالأخذ بالأسباب والصبر على الابتلاء وحواراتهم الواسعة مع أعداء الله ورحمتهم وعمق إيمانهم وطاعتهم لخالقهم، مرجعيةً لكل البشر في المسائل العقائدية والروحية والأخلاقية والقيمية، وفي التصورات والأفكار والعبادات والأخلاق والمعاملات. فهم رُسل الله تبارك وتعالى إلى الناس لهدايتهم وتعريفهم بحقيقة وجودهم وسبب خلقهم، ألا وهي عبادة الله وحده، وهذه هي الحقيقة والقول الفصل، وجوهر وقيمة الرسالات السماوية والدعوات التوحيدية. 

التعليقات (0)