نشر
موقع "
ذا هيل" تقريرًا، تحدث فيه عن إقرار الكونغرس قرارًا عرف باسم
"قرار خليج تونكين"، والذي منح الرئيس
الأمريكي ليندون جونسون سلطة مساعدة أي دولة في جنوب شرق آسيا اعتُبرت حكومتها مهددة
"بالعدوان الشيوعي".
كان
القرار بمثابة التبرير القانوني لجونسون لنشر القوات التقليدية الأمريكية، وبدء حرب
مفتوحة ضد فيتنام الشمالية.
وهو
القرار الذي ألزم الولايات المتحدة بعقد من الحرب في فيتنام، وهي الأولى من عدة حروب
ستخسرها، لكن لا أحد يتذكر القرار أو الظروف التي أدت إلى صدوره.
وأوضح
الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن المدمرة "يو إس إس مادوكس" تعرضت
لهجوم، في دورية في المياه الدولية في خليج تونكين، من قبل العديد من زوارق "بي تي" الفيتنامية
الشمالية، لكنها لم تسفر عن أي أضرار أو إصابات لمادوكس. وفي 4 كانون الأول/ ديسمبر
1964، أعيدت مادوكس في دورية برفقة المدمرة "يو إس إس تيرنر جوي"؛ حيث أرسل كلاهما رسائل
فلاش للإبلاغ عن الهجمات التي شنتها القوارب الفيتنامية الشمالية، وقد كان رد فعل الكونجرس
سريعًا وغير عادي، عاكس الطبيعة المتوترة للحرب الباردة في ذلك الوقت، فلقد وضع الصراع
الوجودي الولايات المتحدة والغرب في مواجهة الشيوعية المتجانسة الملحدة للاتحاد السوفيتي
والصين الحمراء.
وأشار
الموقع إلى أنه وبعد ما يقارب ستة عقود، أدركنا أنه بدلًا من نموذج "
الحرية ضد
الاستبداد"، فإن نموذج اليوم هو "
الديمقراطية مقابل الاستبداد"، وعوضًا
عن "الشيوعية المتجانسة"، جاءت "منافسة القوى العظمى"، وتفكيك
"القيم الغربية والنظام القائم على القواعد" هو نظرية الزدومينو الجديدة.
ولفت
الموقع إلى أنه فيما يتعلق بالديمقراطية والاستبداد، فإن إثبات هذه القضية أمر صعب
إذا كان النفاق غير مسموح به، فالأسماء الأولى لمعظم أصدقائنا في الخليج هم الملك أو
ولي العهد، واثنان من الأعضاء الديمقراطيين في الناتو بعيدون كل البعد عن الديمقراطيات
الليبرالية؛ حيث إن التحدي الرئيسي للديمقراطيات ليس الأنظمة الاستبدادية ولكن جعل
الديمقراطية تعمل.
وذكر
الموقع أن تآكل ما يسمى "النظام القائم على القواعد" يعكس حقيقة أنه
ليست كل دولة، باستثناء الصين وروسيا، تتفق دائمًا مع قواعد الغرب أو تريد اللعب وفقًا
لها.
ويستمر
التاريخ التعيس للاستعمار الغربي والإمبريالية في أجزاء كثيرة من العالم مع استمرار
تراجع الهيبة الأمريكية جنبًا إلى جنب مع نفوذها، ولهذا فإن هناك حاجة إلى إطار عمل
أكثر فائدة، وقد اقترح الموقع فكرة "التعايش الخطير".
ويوضح
الموقع أنه يبقى الجواب عن السؤال حول ما إذا كان فقدان الذاكرة التاريخي لأمريكا
قابلاً للشفاء، فقد يعتقد المرء أن الرئيس بايدن، الذي يبلغ من العمر بالتأكيد ما يكفي
لتذكر قرار خليج تونكين وحرب فيتنام، والذي نفسه كان مشاركًا نشطًا في مجلس الشيوخ
والبيت الأبيض كرئيس ونائب رئيس، يفهم بالتأكيد حماقة نسيان التاريخ وأهمية عدم تكرار
أخطاء الماضي.
ونوه
الموقع إلى أن أحد التفسيرات لهذه الحالة الخلقية لفقدان الذاكرة هو "الجين الغبي"
في الحمض النووي الإستراتيجي والسياسي لأمريكا، فمن الواضح أن الأوقات والظروف تتغير،
غالبًا بشكل جذري. ومع ذلك، فإن القيادة السياسية الأمريكية، بغض النظر عما إذا كان
الديمقراطيون أو الجمهوريون هم المسؤولون، تواصل ارتكاب أخطاء مماثلة في عدم تذكر التاريخ.
ففي الماضي البعيد، كان لأمريكا محيطان شاسعان لحمايتها، وفي الماضي القريب بعد حربين
عالميتين، كانت أمريكا محمية بقوتها الاقتصادية والعسكرية الساحقة.
وأفاد
الموقع، في نهاية تقريره، بأنه من الناحية المطلقة، القوة الاقتصادية والعسكرية لأمريكا
هائلة. لكن من الناحية النسبية، كلاهما آخذ في الانخفاض، ولم تنجح الدعوات إلى مشروع
شبيه بمانهاتن لإعادة تقييم دور أمريكا في إحداث تغيير حقيقي. فهل الإجابة القاتمة
إذن هي أن فقدان الذاكرة التاريخي الأمريكي قد يكون حقًا غير قابل للشفاء؟