هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أبدى باحث إسرائيلي تخوفه من التزايد الأخير في الكشف عن المجازر الصهيونية ضد الفلسطينيين، خلال العقود الماضية.
مايكل ميليشتاين رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بمركز ديان بجامعة تل أبيب، ذكر أن "هناك عدة أسباب لذلك، أهمها هو الرغبة الإسرائيلية بالالتزام بالسرد الأحادي الذي يصاحب مناقشة مسألة المجازر، والتخوف الإسرائيلي من الوصول إلى قناعة مفادها أن إسرائيل ولدت في الخطيئة، بينما يقف الفلسطيني أمامها في وضع الضحية الأبدية التي لها الحق في المطالبة بالتعويض والاعتذار، أو حتى المطالبة بإعادة عجلة التاريخ".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "المؤرخين الفلسطينيين ملتزمون بسردية موجودة منذ أكثر من مائة عام، تعتبر الصهيونية حركة مهاجرة استعمارية سعت، ولا تزال تسعى، لنزع ملكية السكان الأصليين الذين يتمتعون بحقوق طبيعية للملكية والوجود في هذه البلاد، رافضين بذلك المزاعم اليهودية في هذه الأرض، لأنهم "جماعة وهمية"، حتى جاء العام 1948، وقد شهد أحداثًا معقدة أهمها تغير ميزان القوى بين الأطراف المتحاربة".
يحاول المؤرخون الإسرائيليون، ولا يتوانون عن ذلك، في محاولة اختلاق التبريرات الواهية لارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين من العصابات الصهيونية، ومنها مثلا أن اليهود واجهوا تهديدات الإبادة من قبل الفلسطينيين والعرب، وما على ذلك من إثباتات ودلائل وبراهين، ولذلك فقد عملوا في الاتجاه المعاكس من خلال محاولة فاشلة لتصحيح تاريخ مشوه حول تعريف الحركة الصهيونية، والزعم أنها حركة تحرر وطني لليهود للصهاينة.
اقرأ أيضا: 46 عاما على "تل الزعتر".. استذكار للمجزرة وحزن لم يزل
أكثر من ذلك، أن ظهور طبقة المؤرخين الجدد في دولة الاحتلال تستدعي بنظرهم ظهور طبقة موازية في الساحة الفلسطينية، وكأن المسألة تناظرية بصورة إلزامية، على اعتبار أن استمرار الفلسطينيين في إغراق النقاشات السياسية والتاريخية بأحداث "النكبة" لا يعزز الحوار المتبادل والمؤثر بين الفلسطينيين والاحتلال، فضلا عن كونه لا يسهم في تحقيق مصالحة مستقبلية بينهما، بل تقويض شرعية إسرائيل، وإثبات أنها "نسل آثم"، رغم أنها كذلك، لأن إنشاءها بالأساس كان جريمة تاريخية.