علق
خبير عسكري بريطاني على سلسلة التطورات التي شهدتها ساحة المعارك شرق أوكرانيا في
اليومين الماضيين، قائلا إن نتيجتها قد تشكل "انهيارا لحلم
بوتين الإمبراطوري".
وفي
تحليله للتقدم الكبير الذي أحرزته القوات الأوكرانية على جبهة خاركيف قال محرر شؤون
الدفاع في صحيفة "ديلي تليغراف" كون كوغلين، إن الغزو الروسي لا يسير وفق
ما كان مخططا له، وعلامة ذلك "أن يقر المسؤولون الروس بأنهم عانوا من هزيمة كبرى
خلال الهجوم الأوكراني الأخير".
وأضاف
أن
روسيا كانت تمارس التكتم عند مواجهة أي انتكاسة كبيرة طوال هذا الصراع لكن اعتراف
المعلقين الروس بسهولة بأن الأوكرانيين حققوا "نصرا مهما"، من خلال هجومهم
الدراماتيكي على الجبهة الشمالية لروسيا، يشير، وفق كوغلين، إلى أنه "على الرغم
من كل مغامرات الكرملين، فإن مغامرة بوتين العسكرية في أوكرانيا في ورطة حقيقية".
ويعتقد
كوغلين أن الهجوم المفاجئ للأوكرانيين، الذي بدأ قبل ستة أيام، يمكن أن يكون له تداعيات
كارثية محتملة على القوات الروسية، حيث يعني الاختراق أن الأوكرانيين الآن في وضع يسمح
لهم بتهديد خطوط الإمداد الحيوية لروسيا.
ويعتبر
كوغلين أن الاستيلاء على بلدة كوبيانسك المهمة استراتيجيًا بمثابة نكسة كبيرة للقوات
الروسية، لأن هذه البلدة مستودع الإمداد الرئيسي لعشرات الآلاف من القوات الروسية العاملة
في منطقة خاركيف، ويعني الاستيلاء عليها أن ما يصل إلى 15000 جندي روسي محاصرون بالكامل
الآن، دون الوصول إلى الإمدادات العسكرية.
واستشهد
الكاتب باعتراف مسؤولين موالين لروسيا بالمكاسب العسكرية التي حققتها أوكرانيا، ومن
هؤلاء فيتالي غانشيف، المسؤول المعين من قبل روسيا والمقيم في المنطقة، الذي أقر بأن
"أوكرانيا حققت ما وصفه بـ(النصر الكبير)، بينما دعا المسؤولون الإقليميون الذين نصبهم
الروس المدنيين إلى إخلاء مدينة إيزيوم القريبة".
واختتم
كوغيلن تحليله بالقول: "إذا تمكن الأوكرانيون من الحفاظ على المكاسب العسكرية
الرائعة، التي حققوها خلال الأيام القليلة الماضية، فسيجد بوتين نفسه قريبًا مُحدّقا
في هاوية هزيمة كارثية".