هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، ورغم حالة التحشيد التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، بزعم أن ما يقومون به هي هجمات "إرهابية"، لكن أصواتا إسرائيلية أخرى ترفض هذا التصنيف وتصفها بأنها عمليات "حرب عصابات"؛ لأن الفروقات بين الوصفين كبيرة وواضحة.
شارون لوزون محاضر في الجامعة المفتوحة، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية والعلاقات الدولية والعلوم السياسية، أكد أن "حرب العصابات التي ينفذها الفلسطينيون ضد الجنود الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، تتمتع بدرجة معينة من الشرعية في البحث والأدب والقانون الدولي؛ لأن حرب العصابات تتطلب المزيد من الشجاعة، والفلسطيني في هذه الحالة يحمل السلاح ضد شخص مدرب، هو الجندي الإسرائيلي".
وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21"، أنه "لسنوات طويلة مكث الجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية، وكان احتلالا لكل المقاصد والأغراض، وشنت المنظمات المحلية، وعلى رأسها حزب الله، حربا ضد قواته التي كانت في البؤر الاستيطانية وعلى الطرقات، وشكلت عمليات حرب عصابات؛ لأن القتال ضد الجنود المسلحين المقيمين في الأراضي المحتلة، هو التعريف الواضح لحرب العصابات، لكن الإسرائيليين يأبون أن يعطوا عدوهم الهالة التي يتمتع بها، وهي مقاتلو حرب العصابات".
اقرأ أيضا: البؤر الاستيطانية تواصل التوسع بالضفة الغربية دون رادع
وأكد أن "طوال فترة بقاء الجيش الإسرائيلي في لبنان سابقا، والضفة الغربية اليوم التي يسيطر عليها منذ 55 عاما، فإن الأرض محتلة، وهؤلاء الجنود يحافظون على الاحتلال، والفلسطينيون يقاتلونهم، إذن الفلسطيني هو مقاتل، هذا هو تعريفه، بجانب مصطلح المناضل من أجل الحرية. حتى المستوطنون المقيمون في المناطق الفلسطينية المحتلة، فإنهم موجودين لأغراض عسكرية، مما يجعلهم أهدافا شرعية للمسلحين الفلسطينيين، خاصة عندما يكونون بالغين مسلحين".
وأشار إلى أن "ما يطلقه الإسرائيليون على المسلحين الفلسطينيين من أوصاف الإرهاب والشيطنة ونزع الصفة الإنسانية، إنما يأتي من أجل تأجيج الصراع، والحفاظ على استمراره، وإلا فإن اتهام الفلسطينيين بأعمال الإرهاب، يجب أن يعيد إلى أذهاننا ما عملته العصابات الصهيونية ليحي أو إيتسل من قتل الجنود البريطانيين، أو زرع قنبلة في السوق العربي بحيفا عام 1938، وعندما فجر الجيش الإسرائيلي فندق الملك داوود وقتل 90 بريطانيا وعربيا، معظمهم مدنيون، فقد كان ذلك عملا إرهابيا بكل معنى الكلمة".
وتحمل هذه السطور اعترافا إسرائيليا واضحا لا تخطئه العين، بأن الأوصاف التي يطلقها الاحتلال على الفدائيين الفلسطينيين، لا تقنع قطاعا كبيرا من الإسرائيليين أنفسهم، الذين هم على قناعة بأن الضفة الغربية هي أرض محتلة، وأن استهداف جنود الجيش فيها إنما هو أعمال مقاومة مشروعة، وفق القانون الدولي، حتى لو أبدوا غير ذلك لزوما للخضوع لرواية الجيش، لكنهم في قرارة أنفسهم مدركون تمام الإدراك أن هؤلاء الفلسطينيين هم مقاتلو حرية ضد جنود الاحتلال.