هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ترسل القنصليات الإسرائيلية تقاريرها لوزارة الخارجية في تل أبيب، يوما بعد يوم، عن توسع دائرة معاداة الاحتلال في الولايات المتحدة.
وتوسعت دائرة نبذ الاحتلال في أوساط السياسيين من الحزب الديمقراطي، وصولا إلى المؤسسات الأكاديمية والفنية والثقافية، حتى شملت أخيرا الأندية الرياضية.
ودفعت هذه التطورات اللوبي الصهيوني إلى مهاجمة الفلسطينيين في الخارج، بزعم أنهم يطرحون ادعاءات تآمرية ضد اليهود واليهودية.
يدور الحديث عن كيري إيرفينغ، نجم فريق كرة السلة الأمريكي بروكلين نتس، الذي نشر مؤخرا منشورات وصفها أنصار الاحتلال في الولايات المتحدة بأنها معادية للسامية، ما دفعه للكتابة على تويتر: "لم أنو إيذاء المشاعر الدينية لأي شخص، وتسمية معاداة السامية التي ألحقت بي ليست مبررة، ولا تمثل الواقع أو الحقيقة التي أعيشها كل يوم، أنا أريد التعلم من جميع الأديان في الحياة".
صحيفة مكور ريشون اليمينية الإسرائيلية زعمت، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "إيرفينغ شارك منشورًا مرتبطًا بفيلم يسمى Hebrews to Negros: Wake Up Black America. الصادر عام 2018، مبني على كتاب يحمل نفس الاسم، يكشف الهوية الحقيقية للإسرائيليين؛ من خلال إثبات الأصل العرقي الحقيقي لإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، ما يعزز الاتهامات المعادية للسامية، مثل فكرة أن العنصرية ضد السود تنبع من أصول يهودية".
اقرأ أيضا: تل أبيب تسعى لسحب التقرير الأممي حول عدوانها على غزة 2021
في جهة مقابلة، زعمت أوساط إسرائيلية أن الطلاب اليهود في الولايات المتحدة يواصلون الإبلاغ عن زيادة في مظاهر معاداة السامية في الجامعات، وأنهم لم يعودوا يشعرون بالأمان بعد الآن، سواء من الطلاب أو المحاضرين، ما يسبب لهم المزيد من القلق والخوف، حتى أنهم باتوا يخشون ارتداء قلادة "نجمة داود"، وباتوا لا يرون مستقبلهم في الجامعات الأمريكية.
كاثرين فرينس، الكاتبة في موقع زمن إسرائيل، نقلت عن "العديد من الطلاب اليهود في جامعة ولاية نيويورك في نيو بالتس، أنه تم استبعادهم من المنظمات الطلابية، ومهاجمتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وتعرضوا للمضايقات في الفصول من الطلاب والمحاضرين، وتم رش صليب معقوف في مهاجع الطلاب، وعلى أرصفة الحرم الجامعي، والنشرات الملصقة على جدران الجامعة، واتهام إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، ودعوة الصهاينة للهروب من هنا".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "طالبا واحدا من كل ثلاثة طلاب عانوا من معاداة السامية خلال العام الدراسي، وفقًا لمسح أجرته رابطة مكافحة التشهير، التي وجدت أن 32٪ من الطلاب اليهود عانوا شخصياً من معاداة السامية، وذكر 79٪ منهم أنه حدث لهم ذلك أكثر من مرة، ووقع 350 حادثا معاديا للسامية في الجامعات الأمريكية خلال العام الدراسي 2021-2022، أكثرها شيوعًا استبعاد "الطلاب الصهاينة"، ودعم العنف ضد إسرائيل، واستخدامها في الصور المعادية للسامية".
تشكل هذه التقارير عينة عشوائية تكشف عن تراجع النفوذ الإسرائيلي في المؤسسات الأكاديمية الأمريكية، في ظل مزاعم طلاب إسرائيليين يهود في بعضها عن تعرضهم للهجوم، ودعوة الطلاب للبصق على "الصهاينة"، وأن الوضع بالنسبة لهم أصبح لا يطاق، وفضّل بعضهم لعدة أسابيع حضور دروس في الحرم الجامعي عبر الإنترنت؛ بسبب القلق، والخوف من التهديد، وانتقل البعض الآخر للعيش خارج الحرم الجامعي، ما تسبب بالتخلف عن دراستهم، في جامعات فيرمونت وإلينوي وجنوب كاليفورنيا.
مع العلم أن الأوساط الإسرائيلية تتهم منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" بجامعة شيكاغو بأنها دعت الطلاب لعدم أخذ الدورات الصهيونية الفاشلة، ودعم حركة التحرير الفلسطينية، ومقاطعة المحاضرين الإسرائيليين، حتى بات إخفاء الهوية الشخصية اليهودية حقيقة بالنسبة للعديد من الطلاب، الذين فور وصولهم للحرم الجامعي سمعوا تعليقات مثل "أنت تقتل الأطفال الفلسطينيين".