هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لقيت العملية التركية داخل سوريا، ردود فعل دولية، أبرزها دعوة روسيا لأنقرة إلى ضبط النفس، إلى جانب معارضة أمريكية وفرنسية للعملية التركية التي بدأت جوا حتى الآن.
وأعربت روسيا الثلاثاء، عن أملها في أن تتحلّى تركيا بـ"ضبط النفس" وأن تمتنع عن "أيّ استخدام مفرط للقوة" في سوريا، حيث تشنّ أنقرة غارات جوية، وتهدّد بشنّ هجوم بري ضدّ قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي، التابعين لحزب العمال الكردستاني المصنف لدى أنقرة تنظيما إرهابيا.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، للصحفيين: "نأمل في إقناع زملائنا الأتراك بالامتناع عن أيّ استخدام مفرط للقوّة على الأراضي السورية" وذلك من أجل "تجنّب تصعيد التوترات".
وأدلى المسؤول الروسي بتصريحه هذا في أستانا عاصمة كازاخستان، حيث سيُعقد اجتماع ثلاثي روسي-تركي-إيراني بشأن سوريا.
وأضاف أنّ "روسيا تبذل منذ أشهر كلّ ما بوسعها لمنع أيّ عملية برّية واسعة النطاق" ضدّ سوريا.
وناشد المسؤول الروسي أنقرة "مواصلة العمل مع جميع أصحاب المصلحة لإيجاد حل سلميّ (..)، بما في ذلك للقضية الكردية".
وأتى تصريح لافرنتييف بعيد تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باحتمال شنّ "عملية برية" في سوريا، وذلك غداة سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع للأكراد في سوريا والعراق.
اقرأ أيضا: أردوغان: "المخلب-السيف" لن تقتصر على الغارات الجوية
قلق فرنسي
من جهتها، عبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، عن "قلقها" إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا الأحد الماضي ضدّ مواقع لقوات كردية في سوريا والعراق، مناشدة أنقرة بـ"ضبط النفس".
وقالت كولونا على هامش مؤتمر دولي لدعم مولدوفا: "للأسف، هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها تركيا تشنّ هجمات في دولة أجنبية".
وأضافت: "في كلّ مرة عبّرنا فيها عن قلقنا وعن رغبتنا الواضحة بأن تبرهن تركيا عن قدر أكبر من ضبط النفس".
وتابعت: "نحن نتفهّم هذا القلق الأمني لتركيا في مواجهة الإرهاب ولكن ليس بهذا النوع من الوسائل، وهذا النوع من الطرق".
ألمانيا تعلق
بدورها، ناشدت الحكومة الألمانية تركيا الردّ بطريقة "متكافئة" على الهجمات التي تستهدفها.
أمريكا تعارض العملية
بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا، مضيفا أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتابع: "طالبنا تركيا بعدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا السوريين بعدم شن هجمات أو التصعيد".
وأضاف: "نواصل معارضة أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا أو ينتهك سيادة العراق من خلال أعمال عسكرية غير منسقة مع الحكومة العراقية. ونعارض أيضا الهجمات الأخيرة على جنوب تركيا التي ذكرت تقارير أنها أدت إلى مقتل مدنيين عدة".
اقرأ أيضا: ما رسائل تركيا من ضرب "عين العرب" و"تل رفعت" في سوريا؟
وأطلقت تركيا عمليتها العسكرية الجوية المحدودة هذه بعد أسبوع على هجوم دموي بعبوة ناسفة في إسطنبول أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح.
واتهمت أنقرة كلا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف خلفه. في حين نفى الطرفان أي دور لهما بالهجوم.
وفي سوريا، أسفرت الضربات التركية عن مقتل 37 شخصا، غالبيتهم مسلحون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واستهدفت الغارات التركية في شمال العراق مواقع لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل وآسوس وهاكورك، وفي سوريا قواعد لوحدات حماية الشعب الكردية في عين العرب (كوباني باللغة الكردية) وتل رفعت والجزيرة وديريك، بحسب أنقرة.