هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف
المتحدث باسم وفد المعارضة السورية، في محادثات أستانا، أيمن العاسمي في حديث خاص
لـ"عربي21" عن أهم الملفات التي سيجري مناقشتها خلال الجولة التاسعة
عشرة من مسار أستانا للسلام في سوريا، التي تُعقد على مدار يومي الثلاثاء
والأربعاء، في العاصمة الكازاخية.
وقال
المتحدث إن الجولة ستناقش تحت عنوان قضايا الإرهاب، مسألة تهديد الأمن القومي
التركي، مشيراً إلى أن ملفي منبج وتل رفعت اللذين تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية
"قسد"، سيكون من ضمن القضايا المطروحة.
وإلى
جانب ملف مكافحة الإرهاب، وفق العاسمي، من المنتظر أن تناقش الجولة مسألة
"التعافي المبكر"، موضحا أن النظام يطالب بزيادة الدعم لمشاريع التعافي
المبكر في مناطق سيطرتها، بينما تطالب المعارضة بدعم هذه المشاريع في مناطق
سيطرتها أي في الشمال السوري.
وانطلقت
الثلاثاء، الجولة التاسعة عشرة من محادثات أستانا، بحضور الثلاثي الضامن (تركيا
وروسيا وإيران) وبمشاركة وفدي المعارضة والنظام، وبحضور المبعوث الأممي الخاص إلى
سوريا غير بيدرسن.
وقال
العاسمي، إن الجولة ستناقش المحافظة على وقف إطلاق النار في الشمال السوري،
والوصول إلى تهدئة كاملة.
وحول
ملف استكمال محادثات الدستور السوري في جنيف المتعثرة، بسبب إصرار روسيا على نقل
المحادثات إلى مكان آخر، أكد العاسمي، أن "الموضوع أعمق من الاتفاق على تحديد
موعد جولة دستورية تاسعة، لأن آلية المباحثات لم تحرز أي تقدم".
وقال
إن التركيز حاليا يتم على السبل الكفيلة بإحراز تقدم، وحضور المبعوث الأممي بيدرسن
الجولة هو لغرض طرح كيفية تفعيل مسار الدستور السوري، مبيناً أن "المعارضة
تطالب بنتائج من المسار الدستوري، والقضية ليست مجرد عقد جولة جديدة أم لا".
وقبل
يومين، قالت وزارة الخارجية الروسية إن اجتماع أستانا بشأن سوريا سيناقش الوضع على
الأرض وتحسين الوضع الإنساني، بما في ذلك "تمويل مشاريع الإنعاش المبكر
للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية".
وأضافت
الخارجية، أنه "سيكون هناك نقاش موضوعي حول ديناميكيات تطور الوضع في سوريا
وحولها، مع التركيز على ضمان مزيد من استقرار الوضع على الأرض، وتعزيز تسوية سياسية
شاملة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254".
اقرأ أيضا: أردوغان يلوح بعملية برية في سوريا.. وقلق أمريكي روسي
من
جانبه، يصف الباحث والكاتب السياسي، الدكتور باسل الحاج جاسم، الجولة المقبلة
بـ"الأهم" من كل الجولات السابقة، مرجعاً ذلك خلال حديثه
لـ"عربي21" إلى أسباب عديدة أبرزها أن خارطة السيطرة السورية تشهد حالة
من الجمود.
ومن
الأسباب الأخرى، إعلان تركيا عن إطلاق عملية "المخلب ـ السيف" في شمال
سوريا والعراق، وذلك رداً على التفجير الإرهابي الذي ضرب إسطنبول الأسبوع الماضي،
كما يؤكد الحاج جاسم.
ويضيف
أن تركيا بدأت استهداف مواقع انتشار حزب "العمال" الكردستاني في سوريا والعراق،
المصنف إرهابياً، متسائلاً: "هل من المتوقع أن تُتبع تركيا الضربات الجوية
بهجوم بري"؟، وقال: "بالتأكيد سيكون هذا الملف على طاولة أستانا، خصوصاً
أن روسيا وإيران أبدتا التحفظ خلال الجولة السابقة على شن تركيا عملية عسكرية في
الشمال السوري".
والإثنين،
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن عملية "المخلب-السيف" في شمال
العراق وسوريا، لن تقتصر على الغارات الجوية، منوهاً بأن قوات بلاده ستلجأ إلى
تنفيذ عملية برية.
وتابع
أردوغان أن وزارة الدفاع تجري تقييما واستشارات بشأن عدد القوات البرية اللازمة في
العملية المرتقبة، وقال إن "العمليات التي ننفذها لا تنتظر إذنا من أحد، وعلى
الولايات المتحدة أن تعرفنا جيدا بعد الآن".
وفي
هذا الصدد، رجح الحاج جاسم أن يتم تناول موضوع العلاقات التركية مع النظام السوري،
سيما وأن هذا التواصل من شأنه حل الإشكاليات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وإلى
جانب ذلك، تناقش الجولة الملفات الاعتيادية مثل ملف المعتقلين والمساعدات
الإنسانية، وتقييم الأوضاع على الأرض.
وكان الاجتماع الدولي الأخير من مسار "أستانا"، قد عُقد منتصف حزيران/يونيو
الماضي، وأكد البيان الختامي آنذاك على "سيادة ووحدة أراضي سوريا، وضمان
التطبيع المستدام للوضع في منطقة إدلب وحولها، بما في ذلك الوضع الإنساني".