أثار رئيس الوزراء البريطاني الأسبق
بوريس جونسون الجدل، بعد تصريحات تناول فيها ما قال إنها
المواقف الحقيقية لكل من ألمانيا وفرنسا وغيرهما من الدول الأوروبية؛ بشأن الغزو
الروسي لأوكرانيا. وقد دفعت هذه التصريحات ألمانيا للرد بحدة وبعيدا عن اللغة
الدبلوماسية.
ففي تصريحات لمحطة سي إن إن، نقل جونسون عن مسؤولين
ألمان قولهم قبيل بدء الحرب في أوكرانيا؛ إنه من الأفضل لهذا البلد أن ينكسر بدلا من التورط في حرب طويلة الأمد.
وقال جونسون إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان
في حالة إنكار في ظل التهديدات الروسية بغزو أوكرانيا، فيما قالت إيطاليا التي كان
يقودها في ذلك الوقت رئيس الوزراء ماريو دراغي إنها غير قادرة على مساعدة أوكرانيا؛
لأنها تعتمد على الواردات الهيدروكربونية من
روسيا.
من جهته، رد متحدث باسم المستشار الألماني أولاف شولتز،
بحدة على تصريحات جونسون، رافضا مزاعمه.
وقال المتحدث: "نحن نعلم أن رئيس الوزراء السابق المسلّي
جدا يرتبط دائما بعلاقة فريدة مع الحقيقة، وهذه القضية ليست استثناء".
وقلل السفير الألماني في لندن ميغيل بيرغر من
مصداقية جونسون، بحسب صحيفة الغارديان.
وتتفق تصريحات جونسون مع
تعليقات سابقة للسفير الأوكراني السابق في ألمانيا أندريه مينلكي؛ الذي قال إن
سياسيين ألمانا أبلغوه قبل الغزو الروسي لبلاده بأنهم يتوقعون أن تتعرض أوكرانيا
للهزيمة خلال ثلاثة أيام، لذلك فإنه ليس من المجدي تقديم أي دعم للأوكرانيين.
أما ماكرون فقد أصدر عدة نداءات يائسة إلى بوتين قبل
بدء الحرب، يدعوه لعقد مباحثات مع الرئيس الأمريكي جون بايدن.
وشدد جونسون على أن دول الاتحاد الأوروبي بدأت بتقديم
دعم ثابت لأكرانيا بعد بدء الحرب، لكن هذا لم يكن هو الحال قبل الغزو في شباط/ فبراير
الماضي.
وأضاف: "كانت صدمة كبيرة.. كنا نرى حشد الكتائب
التكتيكية الروسية، لكن الدول الأخرى كانت لديها توقعات مختلفة".
وأوضح جونسون أن وجهة النظرة الألمانية كانت في مرحلة
ما أنه "إذا كان ذلك سيحدث، وهو ما سيكون كارثيا، فسيكون من الأفضل لمجمل الأمر
أن ينتهي بسرعة وأن تنكسر أوكرانيا"، مرجعا هذه الرؤية إلى أسباب اقتصادية بحتة.
وأضاف: "لم أستطع دعم هذا، اعتقدت أن هذه طريقة كارثية
في النظر للأمر. لكن أستطيع فهم لماذا فكروا وشعروا وهم يقومون بذلك".
واتهم جونسون الفرنسيين بـ"الإنكار" حتى
اللحظة الأخيرة، في إشارة لبدء الغزو الروسي. وأضاف: "ما حدث أن الجميع.. الألمان،
الفرنسيين، الإيطاليين.. الجميع.. جو
بايدن.. رأوا ببساطة أنه لم يكن هناك خيار، لأنك لم تستطع التفاوض مع الرجل
(بوتين). كان ذلك النقطة الأساسية".