دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها
العاشر، فيما تغرق معظم أنحاء أوكرانيا في الظلام، بعد أكثر الضربات الجوية
الروسية تدميرا على شبكة الطاقة.
وفي شباط/ فبراير الماضي، بدأت موسكو
ما أسمته "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، لتدمير القدرات القتالية لأوكرانيا، التي يقف الغرب إلى جانبها في هذه المعركة.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير
زيلينسكي في خطاب ليلي: "لقد تحملنا معا حربا شاملة على مدار تسعة أشهر، ولم
تجد
روسيا طريقة لكسرنا، ولن تجد لذلك سبيلا، فنحن شعب عصي على الكسر".
اظهار أخبار متعلقة
وأظهرت صور الأقمار الصناعية لإدارة
الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" أن أوكرانيا باتت بقعة مظلمة على
الكرة الأرضية ليلا.
آلاف المفقودين
وأعلن مسؤول في اللجنة الدولية لشؤون
المفقودين، الخميس، أن أكثر من 15 ألف شخص أصبحوا في عداد المفقودين خلال الحرب في
أوكرانيا.
وقال ماثيو هوليداي، مدير برنامج
اللجنة في
أوروبا؛ إنه لم يتضح عدد الأشخاص الذين تم نقلهم قسرا أو المحتجزين في
روسيا، أو الذين على قيد الحياة ومنفصلون عن أفراد عائلاتهم، أو ماتوا ودفنوا في
مقابر مؤقتة.
وفي تموز/ يوليو، افتتحت المنظمة التي
مقرها لاهاي، والتي تأسست في أعقاب حروب البلقان في تسعينيات القرن الماضي، مكتبا
في كييف لمساعدة أوكرانيا في التوثيق وتعقب المفقودين.
اظهار أخبار متعلقة
وقال هوليداي لرويترز في مقابلة؛ إن
عملية التحقيق في المفقودين في أوكرانيا، ستستمر سنوات حتى بعد توقف القتال. والرقم
البالغ 15 ألف شخص متحفظ عليه، عند الأخذ في الاعتبار أنه في مدينة ماريوبول الساحلية
وحدها تقدر السلطات أن نحو 25 ألف شخص إما لقوا حتفهم أو فقدوا.
وقال هوليداي: "الأعداد ضخمة
والتحديات التي تواجهها أوكرانيا هائلة، بالإضافة إلى خوض حرب مستمرة ضد روسيا
الاتحادية".
وجاءت كلمة هوليداي بعد أن طالب الرئيس
الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمم المتحدة بمعاقبة روسيا على الضربات الجوية على
البنية التحتية المدنية، إثر وابل من الصواريخ أغرق المدن الأوكرانية في ظلام
دامس.
عينات الحمض النووي
من خلال تخزين عينات الحمض النووي على
قاعدة بيانات والبحث عن التطابقات مع أقارب، تعرفت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين
على أكثر من 27 ألفا من أصل 40 ألف شخص، تم الإبلاغ عن فقدهم خلال النزاعات في
يوغوسلافيا السابقة.
وفي كييف، بدأت المنظمة في جمع عينات
الحمض النووي وتكثيف القدرات لعملية تستغرق سنوات؛ من شأنها أن تساعد المدعين
العموميين في إقامة دعاوى جرائم الحرب.
اظهار أخبار متعلقة
وقال هوليداي: "المهم الآن، هو
اتباع جميع الإجراءات الصحيحة لضمان التعرف على أكبر عدد ممكن من الأشخاص".
وأضاف: "الغالبية العظمى من
المفقودين والمتوفين هم ضحايا جرائم حرب، ويجب تحميل الجناة المسؤولية".
محاولة لإعادة الطاقة
وتعكف السلطات الأوكرانية، الجمعة، على
تصليح منشآت الطاقة المتضررة جراء الضربات الروسية الكثيفة، وتوفير التدفئة
والكهرباء لملايين المواطنين فيما يحل فصل الشتاء.
وبات قطاع الطاقة الأوكراني على شفير
الانهيار، فيما يعاني ملايين الأشخاص من انقطاعات طارئة في الأسابيع الأخيرة.
ورأى الرئيس الأوكراني فولودمير
زيلينسكي، أن استراتيجية موسكو الجديدة الهادفة إلى إغراق أوكرانيا في الظلمة، لن
تنال من عزيمة البلاد.
وقال في مقابلة مع صحيفة "فيننشال
تايمز" نشرت الجمعة؛ إنها "حرب قوة وصمود لنرى من هو الأقوى".
وتعاني حوالي 15 منطقة مشاكل إمدادات
مياه وكهرباء. وقال زيلينسكي: "وضع الكهرباء يبقى صعبا في كل المناطق تقريبا.
لكن نبتعد تدريجا عن الانقطاع، وساعة بعد ساعة نعيد التيار إلى مستهلكين جدد".
في كييف حيث تتساقط الأمطار الجليدية
فيما الحرارة تقارب الصفر مئوية، يعاني 60 % من السكان من انقطاعات في التيار، على
ما ذكرت بلدية العاصمة الأوكرانية، مع عودة الكهرباء تدريجيا.
وأعيد وصل ثلاث محطات نووية تسيطر
عليها كييف بالشبكة.
وقال مدير شبكة "دي تي إي كاي"
دميترو ساخاروك: "سنعيد تدريجيا التيار ساعتين إلى 3 ساعات، إلى حين نتمكن من
زيادة كمية الكهرباء الواردة إلى كييف".
في العاصمة أعيدت خدمة المياه مساء
الخميس، بحسب البلدية.