ردود فعل منددة بـ"قمع" الصين لمحتجين ضد قيود كورونا

أثارت التظاهرات الكبيرة، في عدة مدن صينية، رفضا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات منذ 3 سنوات، بحجة منع تفشي فيروس كورونا، ردود فعل دولية غاضبة، ومطالبات للصين بمراجعة القيود المفروضة ووقف قمع المتظاهرين.

وتفرض الحكومة الصينية، قيودا مباغتة وواسعة النطاق وطويلة الأمد عند اكتشاف أي حالة كورونا، كما أنها تجبر الأشخاص المخالطين على الخضوع لحجر صحي في مخيمات، فضلا عن طلب فحوصات سلبية للكشف عن الفيروس بشكل شبه يومي من أجل التمكن من الوصول إلى الأماكن العامة.

China 🇨🇳

Protests are erupting across China as people have had enough of the draconian zero Covid lockdowns. This is what eventually happens when people power mobilises against oppressive governments that take away freedoms and human dignity. pic.twitter.com/NsZgZTxEYT

— James Melville (@JamesMelville) November 27, 2022

ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الاثنين السلطات الصينية إلى عدم "الاحتجاز التعسفي" للمتظاهرين الذين يحتجون سلميا على القيود الصحية ومن أجل مزيد من الحريات.

وقال الناطق باسم المفوضية جيريمي لورانس: "ندعو السلطات إلى الرد على الاحتجاجات وفقًا لقوانين ومعايير حقوق الإنسان الدولية" مضيفاً: "لا ينبغي احتجاز أي شخص بشكل تعسفي بسبب تعبيره عن آرائه سلميا".

اظهار أخبار متعلقة

وأشار لورانس إلى أن "السماح بنقاش واسع داخل المجتمع - وخاصة مع الشباب - يمكن أن يساعد في تشكيل السياسات العامة وضمان فهمها بشكل أفضل، وأكثر فاعلية في نهاية المطاف".

وأثار حريق حصد أرواحا في أورومتشي عاصمة مقاطعة شينجيانغ في شمال غرب البلاد، غضب الكثير من الصينيين وحمل بعضهم القيود الصحية الصارمة مسؤولية عرقلة عمل فرق الإطفاء والإغاثة.

ودعت المفوضية السامية إلى "إظهار الشفافية للرد على اهتمامات الشعب واستخلاص الدروس من هذه المأساة".

كما ذكّرت بأن "القيود التي تفرضها السلطات يجب أن تكون ضرورية ومتوافقة" مع آراء العلماء والكادر الطبي.

تفهم ألماني


من جانبه قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الاثنين إنه "يتفهم" "نفاد صبر" المحتجّين في الصين في مواجهة القيود الصارمة ضد كورونا.

The CCP is going to have to crack down hard in order to survive, similar to the Tiananmen square massacre in 1989. These videos are happening all over China.

Police arrest residents in China's Xinjiang province. They smash this guys cellphone for recording ⚠️⚠️⚠️

🔊sound ...😰 pic.twitter.com/GmcChiqIo5

— Wall Street Silver (@WallStreetSilv) November 27, 2022

وقال شتاينماير في مقابلة مع "دويتشيه فيليه"، "أفهم أن يعبّر الناس عن نفاد صبرهم وسخطهم في الشوارع"، مضيفاً: "بصفتي ديموقراطياً، يمكنني القول إنّ حرية التعبير هي منفعة عامة مهمة".

اظهار أخبار متعلقة

وقال شتاينماير: "نتذكّر جميعاً معركتنا ضد كورونا والعبء الذي يمثّله"، وأضاف: "يمكننا أن نتخيل مدى ثقل العبء على الناس في الصين، حيث الإجراءات الأكثر صرامة لا تزال قائمة منذ فترة أطول بكثير وتمّ تشديدها أكثر".

وأعرب الرئيس الألماني عن أمله في أن "تحترم السلطات في الصين الحق في حرية التعبير والتظاهر".

إدانة أوروبية


إلى ذلك أدان اتحاد البث الأوروبي للإذاعة والتلفزيون، أكبر تحالف وسائل إعلامية عامة في العالم، "الاعتداءات" على الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات ضد القيود الصحية في الصين.

وقالت المنظمة التي يقع مقرها في جنيف في بيان إنها "تدين بأشد العبارات أعمال الترهيب والاعتداءات غير المقبولة التي يقع ضحيتها الصحافيون وفرق إنتاج أعضاء اتحاد البث الأوروبي في الصين".

واعتقل أحد صحافيي هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وتعرّض للضرب خلال تغطيته الاحتجاجات ضدّ قيود كوفيد-19 في شنغهاي وأطلق سراحه لاحقاً، بحسب الشبكة البريطانية.

وندّدت الحكومة البريطانية الإثنين بممارسات الشرطة الصينية بعدما أعلنت الهيئة نبأ اعتقاله.

وصرحت وزارة الخارجية الصينية الإثنين بأنّ إد لورنس لم يعرّف عن نفسه على أنه صحافي ولم يقدّم طواعية أوراق اعتماده الصحافية، داعية الإعلام الدولي إلى "اتباع القوانين والأنظمة الصينية أثناء وجودها في الصين".

كما أدانت منظمة مراسلون بلا حدود اعتقال لورنس وتعرّضه المفترض للاعتداء.