تكشف التسريبات
الإسرائيلية يوما بعد يوم عن توجه جدي للحكومة اليمينية المقبلة لاستكمال مسار
التطبيع مع
السعودية، وهو ما كشفه رئيس الوزراء المكلف بنيامين
نتنياهو في مقابلة
مع بودكاست إخباري يهودي أمريكي، زاعما أنه "يأمل في تحقيق سلام رسمي وكامل
مع السعودية، وأن الأمر متروك للقيادة السعودية لاتخاذ قرار بشأن ذلك، وآمل أن
يفعلوا ذلك لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي".
إيتمار آيخنر المراسل
السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، أكد أن "تصريحات نتنياهو جاءت في مقابلة مع
موقع الأخبار اليهودي الأمريكي "
اليهودية من الداخل"، زاعما أن
"هناك أشياء تحدث بالفعل"، وأن قرار الحكومة السعودية بفتح مجالها الجوي
أمام إسرائيل جاء قبل اتفاقات التطبيع، وهذا يعطي تلميحًا جيدًا بأنهم لم ينظروا
بارتياب إلى هذه الاتفاقيات، وقد تم ذلك في عام 2018، في حين أن اتفاقيات التطبيع
جاءت لاحقا، حيث تم التوقيع عليها في عام 2020".
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "هذه علامة واضحة على التغيير، وآمل الآن بتحقيق سلام
رسمي كامل كما فعلنا مع دول الخليج الأخرى مثل البحرين والإمارات، والقيادة
السعودية مدعوة لاتخاذ قرار بشأن هذا، وأتمنى أن يفعلوا ذلك، وأعتزم استنفاده
بجانب أهدافي الرئيسية الأخرى، لكن هذا هدف مهم للغاية، لأنه إذا كان لدينا سلام
مع السعودية، فإننا سنضع حقاً نهاية للصراع العربي الإسرائيلي".
وقد سبق كلام نتنياهو
في الساعات الأخيرة ما نشره ناحوم بارنياع الكاتب الرئيسي في الصحيفة، أن
"نتنياهو يجري محادثات تحت الرادار لإعداد اتفاق بين إسرائيل والسعودية،
ووفقا للتفاصيل التي حصل عليها من ثلاثة مصادر مطلعة تم الاستشهاد بها، فإن هناك
موافقة من السعودية، وشخصيا من محمد بن سلمان الحاكم الفعلي، لإجراء اتصالات
مباشرة مع إسرائيل".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن
"نتنياهو يقترح على السعودية إنجاز اتفاق تطبيع دون الالتزام بإحراز تقدم في
القضية الفلسطينية، لكنه تعهد بالامتناع عن ضم الأراضي في الضفة الغربية طوال فترة
ولايته، وما بعدها، كما فعل في اتفاقات التطبيع السابقة، فيما طالب ابن سلمان من
جانبه، إسرائيل بالمساعدة في تنظيم العلاقات السعودية مع إدارة بايدن، خاصة بعد أن
رفع أنصار إسرائيل في الكونغرس الحظر المفروض على بيع الأسلحة المتقدمة للسعودية،
بما في ذلك طائرات إف35، رغم أن قضية المسجد الأقصى تعتبر أيضًا حقل ألغام في
مستقبل التطبيع مع السعودية".
ولا تبقي هذه
التصريحات العلنية والتسريبات السرية كثيرا من المجال لإبداء الشكوك في أن نتنياهو
مقدم في ولايته القادمة، ولعلها الأخيرة، على إنجاز التطبيع مع السعودية،
باعتبارها "الجائزة الكبرى"، ما يفسح المجال أمام الاحتلال لتحقيق
اختراقات جديدة في العالمين العربي والإسلامي.