نشرت
صحيفة "
لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن أعضاء
الأوليغارشية الروسية
الذين بدأوا يتهاوون واحدًا تلو الآخر منذ بداية الحرب في أوكرانيا لأسباب ترتبط بالانتحار.
وقالت
الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه من غير المفهوم إن كان الأمر
من قبيل الصدفة أم أنه أمر مدبر؛ أن يتم العثور على العديد من أعضاء الأوليغارشية الروسية
ميتين في ظروف غريبة منذ بداية الحرب في أوكرانيا وحتى قبل ذلك بقليل.
وأوضحت
الصحيفة أن عدة حوادث شبيهة بما حدث في رواية أجاثا كريستي قد تكررت في الآونة الأخيرة؛
فتجد أحدهم معلقا في غصن شجرة والآخر غريقًا في قاع حمام سباحة وثالثا مسمومًا بسم الضفدع
أو حتى يلتقط أنفاسه بعد السقوط من فوق الدرج. وقبل بضعة أيام؛ فقد ديمتري زيلينوف،
قطب عقارات روسي، حياته بعد أن سقط على الدرج بعد عشاء مخمور في أنتيب الفرنسية.
وأفادت
الصحيفة بأنه خلال سنة تقريبا؛ توفي 12 شخصا من طبقة الأوليغارشية الروسية في ظروف
مماثلة. لافتة إلى أنه إذا كان عدد الموتى في فترة زمنية وجيزة أمرا مثيرا للاستغراب؛
فإن علاقتهم مع الشركات الروسية المرتبطة بقطاع الطاقة، مثل "غازبروم" أو
"لوك أويل" تعد أكثر إثارة للدهشة؛ حيث تثير هذه الموجة من حالات الانتحار
والحوادث العديد من الأسئلة ولكنها ظلّت في الوقت الحالي دون إجابة.
واستعرضت
الصحيفة في تقريرها الحوادث التي توفي أو قتل فيها أعضاء الأوليغارشية الروسية خلال
العام الحالي:
30 كانون
الثاني/يناير: انتحار ليونيد شولمان في الحمام
تتعلق
أولى الوفيات المبلغ عنها بوفاة ليونيد شولمان، الرئيس التنفيذي لشركة "غازبروم"،
وهي شركة روسية معروفة باستخراج الغاز الطبيعي ومعالجته ونقله؛ حيث كان هو نفسه يشغل
منصب رئيس قسم النقل في شركة "غازبروم إنفست" التي تدير المشاريع الاستثمارية
لعملاق الغاز.
توفي
شولمان الرجل البالغ من العمر 60 سنة في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، قبل
أقل من شهر بقليل من بدء فلاديمير بوتين العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا؛
حيث تم العثور عليه ميتا في حمام كوخه الجبلي في منطقة سان بطرسبرج في
روسيا وبجانبه
رسالة انتحار.
25 شباط/
فبراير: استبعاد الأطباء الشرعيين عند مقتل ألكسندر تيولياكوف
بعد
يوم من غزو أوكرانيا وبتاريخ 25 شباط/فبراير، توفي فجأة ألكسندر تيولياكوف، البالغ
من العمر 61 سنة والمدير المالي لشركة "غاز بروم"، والزعيم الثاني لها؛ حيث
تم العثور عليه مشنوقا في مرآب منزله بالقرب من سانت بطرسبرغ، وعندما تواجد الأطباء
الشرعيون في مسرح الحادثة لتحليل حيثيات المشهد، وصلت عدة سيارات كبيرة تابعة لأجهزة
الأمن في شركة "غازبروم"، وقد قام الضباط الذين جاؤوا في هذه السيارات بإبعاد
الشرطة وتطويق مسرح الجريمة، كما أفادت "نوفايا غازيتا"، إحدى وسائل الإعلام
الروسية المعارضة.
28 شباط/
فبراير: وفاة ميخائيل واتفورد شنقا
جاء
دور ميخائيل واتفورد، الملياردير الروسي الذي جمع ثروته من النفط والغاز ليتم العثور
عليه مشنوقا في مرآب منزله، ولكن لم يحدث الأمر هذه المرة في روسيا ولكن في الضواحي
الغربية لمدينة لندن. وبحسب صحيفة "الغارديان"؛ تذكر الشرطة حالة وفاة
"غير مبررة" دون اعتبارها "مريبة"، لم تجد الشرطة البريطانية أي
خيوط تقود لفك لغز الحادثة غير الانتحار.
ولد
الملياردير البالغ من العمر 66 سنة في تولستوشيسا وقد انتقل إلى المملكة المتحدة في
أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ووفقا لصحيفة "صنداي تايمز"
لسنة 2015؛ جنى الرجل ثروته من النفط والغاز وانتقل من لندن إلى ساري مع زوجته الإستونية
جين.
24 آذار/
مارس: فاسيلي ميلنيكوف وجريمة القتل الثلاثية
يبدو
أن الملياردير الروسي فاسيلي ميلنيكوف قد انتحر في شقته الواقعة في نيجني نوفغورود
غرب روسيا. وعلى عكس حالات الوفاة الأخرى؛ تم العثور على جثث زوجته وطفليه اللذين تتراوح
أعمارهما بين أربع و10 سنوات مطعونين في مكان قريب منه، وقد وُجهت إليه أصابع الاتهام
بارتكاب جريمة قتل ثلاثية.
لم يشاطر
جيران ميلنيكوف وأقاربه الذين قابلتهم صحيفة "كوميرسانت" اليومية الروسية
هذا الرأي. بل على العكس من ذلك؛ أكدوا أنهم كانوا عائلة متوازنة وغير مفككة.
وأوضحت
وسائل إعلام أخرى أن الرجل ميلنيكوف البالغ من العمر 43 سنة والذي كان يدير مجموعة
الأدوية ميدسوم، عانى من صعوبات مالية كبيرة. وفقا لموقع "جلافريد" الأوكراني،
كانت أعمال الملياردير على وشك الانهيار بسبب العقوبات المفروضة على روسيا.
18 نيسان/
أبريل: شقة فلاديسلاف أفاييف مغلقة من الداخل
شغل
فلاديسلاف أفاييف منصب نائب رئيس سابق لشركة "غازبروم بانك"؛ وهو أحد أكبر
المقرضين في روسيا المرتبطين بشركة "غازبروم" وكان أيضا مسؤول بوتين الرفيع
سابقا في الكرملين ومجلس الدوما.
وتم
العثور على أفاييف البالغ من العمر 51 سنة ميتا في شقته في موسكو بجوار جثتي زوجته الحامل
وابنته البالغة من العمر 13 سنة مقتولين بالرصاص. وبحسب الرواية الرسمية للمحققين الروس،
فإنه كان سيقتل عائلته قبل أن يقتل نفسه، ولاحظت مجلة "نيوزويك الأمريكية"
أن الرجل كان يحمل سلاحا ناريا وأن مكان الإقامة كان مغلقا من الداخل.
19 نيسان/
أبريل: سيرغي بروتوسينيا وحبل وسكين وفأس
وأوردت
الصحيفة أنه في 19 نيسان/أبريل، عُثر على سيرغي بروتوسينيا، البالغ من العمر 53 سنة،
وزوجته وابنته البالغة من العمر 18 سنة ميّتين في منزل في منتجع يوريت دي مار بإسبانيا،
حيث كانوا في إجازة. وعُثر على الملياردير الروسي معلقا على شجرة في حديقة الفيلا الخاصة
به، بينما عُثر على زوجته وابنته مقتولتين طعنا. بالإضافة إلى ذلك؛ تم العثور على فأس
وسكين ملطخين بالدماء في مكان الحادث.
واشتبه
المحققون في أن رجل الأعمال قتل زوجته وابنته أثناء نومهما ثم انتحر. في المقابل؛ أثارت
وسائل الإعلام الإسبانية أطروحة القتل الثلاثي في صورة مشهد درامي عائلي.
عاش
سيرغي بروتوسينيا وعائلته في مدينة بوردو؛ حيث تلقت ابنته تعليمها في مدرسة جراند ليبرون
الثانوية الخاصة، وتقدر ثروته الشخصية بنحو 400 مليون يورو.
إلى
جانب ذلك، كان بروتوسينيا المدير السابق لشركة "نوفاتك"، ثاني شركة غاز روسية،
والتي كان لا يزال حينها عضوا في مجلس إدارتها، وكان قد شغل سابقا منصب المدير المالي
لشركة النفط الروسية تاركوسالينيفتيجا، ولطالما وصفه جيرانه بالشخص الكتوم.
4 تموز/يوليو:
يوري فورونوف مع بندقية في قاع حوض السباحة
وعثر
على يوري فورونوف، رجل الأعمال الروسي ورئيس شركة شريكة لمجموعة "غازبروم"
للطاقة، والذي يبلغ من العمر 61 سنة، ميتا في حمام السباحة بمقر إقامته في سانت بطرسبرغ،
وذلك في الرابع من تموز/ يوليو، برصاصة في رأسه، وتم العثور على البندقية في قاع حوض
السباحة. ولم يتمكن المحققون من تحديد ما إذا كان انتحارا أم اغتيالا، في حين رجح التحقيق
الذي أجرته اللجنة الروسية احتمال حدوث نزاع "مع شركاء تجاريين". ومن جهتها،
تعتقد أرملته أنه كان ضحية احتيال من قبل شركائه.
10 أيار/مايو:
الكسندر سوبوتين وسم الضفدع
وقتل
ألكسندر سوبوتين، وهو مسؤول كبير سابق في مجموعة النفط الروسية "لوك أويل"،
أكبر منتج للنفط في روسيا والتي كانت من بين الشركات القليلة التي عارضت الحرب في أوكرانيا،
وذلك في 19 أيار/ مايو، بعد أمسية لشرب الخمر؛ حيث ذهب الرجل البالغ من العمر 43 سنة
إلى كاهن يعرفه، يُدعى ماجوا فلوريس، في ضواحي موسكو، وشق هذا الأخير جلده لصب سم علجوم
الضفدع فيه، مما سبب له القيء وآلاما في الصدر بعد تناول السم وأصيب بنوبة قلبية.
1 أيلول/سبتمبر:
سقوط رافيل ماجانوف من نافذة المستشفى
يعتبر
رافيل ماجانوف، رجل الأعمال الروسي أحد أقدم قادة شركة النفط "لوك أويل"
والتي شارك في تأسيسها قبل 30 سنة، ووفقًا للشركة نفسها؛ فهو الذي أطلق على الشركة
هذا الاسم. وتم الإعلان عن وفاته في 1 أيلول/ سبتمبر؛ فبحسب الشركة؛ توفي بسبب مرض
خطير. ومع ذلك؛ هناك عدة فرضيات معارضة، فقد زعمت وكالتا أنباء "إيتار تاس"
و"إنترفاكس" أنه انتحر بالدفاع عن نفسه من الطابق السادس بالمستشفى حيث كان
يعالَج من مشاكل في القلب.
10 أيلول/سبتمبر:
إيفان بيتشورين ورحلة القارب
في التاسعة
والثلاثين من عمره؛ كان إيفان بيتشورين مديرا لمؤسسة تنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي؛
حيث كلفه فلاديمير بوتين بشكل خاص بتحسين موارد الطاقة والتعدين في شرق روسيا لمواجهة
العقوبات الدولية منذ الحرب في أوكرانيا.
وفي
10 أيلول/سبتمبر؛ تم العثور على جثة الرجل البالغ من العمر 40 عامًا في بحر اليابان،
شرق روسيا.
من جانبها،
ذكرت صحيفة "ديلي ميل" أنه سقط في البحر من مركب شراعي عندما لم يكن قادرا
على السباحة، وتقول وسائل إعلام روسية إنه كان في حالة سكر عندما سقط في الماء.
21 أيلول/سبتمبر:
أناتولي جيراشينكو و"الحادث"
توفي
الخبير والعالم الروسي الرائد في مجال الطيران أناتولي جيراشينكو، في سن يناهز 72 سنة،
في 21 سبتمبر / أيلول، في ظروف مريبة؛ حيث أشار معهد موسكو في بيان رسمي إلى أنه كان
قد مات في "حادث".
في المقابل؛
أفادت صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الروسية، بأنه سقط من درج لم يتم تركيب درابزينه
بعد، أثناء زيارته لموقع بناء. وتضيف الصحيفة أنه كان شبه أعمى في إحدى عينيه لبعض
الوقت وهو ما تسبب في سقوطه.
9 كانون
الأول/ديسمبر: ديمتري زيلينوف والسقوط من على الدرج
واختتمت
الصحيفة تقريرها بوفاة قطب العقارات الروسي ديمتري زيلينوف، في حدود منتصف ليل التاسع
من كانون الأول/ ديسمبر، وذلك بعد تناول العشاء مع أصدقائه في بلدة أنتيب الفرنسية،
بسبب سقوطه من على الدرج بعد أن شعر بالدوار. وحسب وسائل الإعلام كان الرجل البالغ
من العمر 50 سنة، يعاني من مشاكل في القلب وخضع لعملية جراحية في الأوعية الدموية قبل
وفاته بفترة وجيزة.
وبحسب
وسائل الإعلام المحلية؛ فقد توفي متأثرا بصدمة في الرأس بعد نقله إلى مستشفى باستور
في نيس، ووفقا للصحافة الإيطالية، فقد انتقد زيلينوف مؤخرا الغزو الروسي لأوكرانيا.