تتزايد المخاوف الغربية من انتشار فيروس "
كورونا" في
الصين، على نطاق واسع.
والخميس، انضمّت الولايات المتحدة إلى الدول التي فرضت قيودًا على الوافدين من الصين بعدما أعلنت بكين رفع القيود على المسافرين إلى الخارج، فيما يرتفع عدد الإصابات.
وتشهد المستشفيات ومراكز إحراق الجثث في الصين حالات اكتظاظ بسبب تفشي فيروس كورونا الذي يؤثر بشكل حاد على المسنين، بعدما تخلّت بكين بشكل مفاجئ عن سياساتها الصارمة لاحتواء الفيروس عقب اندلاع تظاهرات واسعة.
وأعلنت بكين هذا الأسبوع إنهاء فرض الحجر الصحي على الوافدين إلى الصين، ما دفع العديدين في الصين إلى التخطيط للسفر إلى الخارج.
ردًا على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة ودول أخرى بينها ألمانيا أنها ستفرض إظهار فحوص
كوفيد-19 سلبية على جميع الوافدين من البر الرئيسي للصين.
بدورها، انتقدت بكين "المبالغة والتشهير والتلاعب السياسي" من قبل وسائل الإعلام الغربية في ما يتعلق باستجابتها لتفشي كوفيد-19.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين الأربعاء: "حاليًا، الوضع الوبائي في الصين يمكن التنبؤ به ولا يزال تحت السيطرة".
وقررت إيطاليا الأربعاء فرض اختبارات إجبارية على جميع المسافرين القادمين من الصين. وهو إجراء فرضته اليابان، فيما طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الحكومة "اتخاذ تدابير مناسبة لحماية" الفرنسيين، مؤكدًا أن الحكومة "تتابع تطور الوضع في الصين".
استنفار قبل العطلة
تسابق المناطق الريفية مترامية الأطراف قليلة الموارد في الصين الزمن لتعزيز المرافق الطبية قبل عودة مئات الملايين من عمال المصانع إلى مناطقهم للاحتفال مع عائلاتهم بعطلة رأس السنة القمرية الجديدة الشهر المقبل قادمين من المدن التي ترتفع بها الإصابات بكورونا.
وبعدما ظلت تفرض أكثر أنظمة الإغلاق صرامة في العالم لاحتواء فيروس كورونا وتجري اختبارات بلا هوادة لثلاث سنوات، عكست الصين مسارها هذا الشهر إلى التعايش مع الفيروس، مما ألقى بثقله على نظامها الصحي الهش.
اظهار أخبار متعلقة
ووفقا لخبراء دوليين في مجال الصحة فإن إلغاء القيود، بعد احتجاجات واسعة النطاق ضدها، يعني انتشار كوفيد بمعدلات خارج السيطرة إلى حد كبير مع احتمال إصابة الملايين به كل يوم.
وأعلنت الصين رسميا رصد حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا أمس الأربعاء، بانخفاض عن ثلاث حالات يوم الثلاثاء.
ويعود مئات الملايين من الأشخاص، معظمهم يعملون في مصانع بالقرب من السواحل الجنوبية والشرقية، كل عام إلى قراهم للاحتفال بالسنة القمرية الجديدة، المقرر أن تبدأ في 22 كانون ثاني/ يناير المقبل.
وأعلنت وزارة النقل هذا الأسبوع أنه من المتوقع أن تستمر ذروة موسم السفر لقضاء العطلات لمدة 40 يوما، من السابع من كانون ثاني/ يناير حتى السابع من شباط/ فبراير المقبلين.
تراجع الدولار والأسهم الأوروبية
تراجع الدولار اليوم الخميس بعد ارتفاعه في الجلسة السابقة، إذ يشعر المستثمرون بالقلق في نهاية العام مع تراجع التفاؤل الأولي بشأن تخفيف الصين قيود كورونا وفتح الاقتصاد.
وبعد صعوده لأعلى مستوى في أسبوع مقابل الين أمس الأربعاء عندما لامس 134.40 ين، هبط الدولار لأدنى مستوى في الجلسة مقابل العملة اليابانية اليوم الخميس. وخسرت العملة الأمريكية 1.05 بالمئة في أحدث التعاملات أمام الين لتسجل 133.065 ين.
وتراجع الدولار أيضا مقابل الفرنك السويسري إلى 0.9208، أدنى مستوى له منذ 31 مارس/ آذار. وجرى تداوله في أحدث التعاملات منخفضا 0.57 بالمئة إلى 0.923.
وزاد اليورو قليلا، إذ ارتفع 0.3 بالمئة إلى 1.064 دولار، بعد انخفاضه 0.27 بالمئة أمس.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات، بنسبة 0.23 بالمئة إلى 104. وكان قد صعد 0.18 بالمئة في الجلسة السابقة.
وفي سياق متصل، تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس وسط تداولات محدودة خلال فترة العطلات.
وتراجع المؤشر ستوكس 600 بواقع 0.4 بالمئة. وبالنسبة للعام ككل، هبط 12.8 بالمئة حتى الآن.
وبعد تعاف لفترة قصيرة هذا الأسبوع، تشعر الأسواق حول العالم بالقلق من تحرك بكين لمزيد من تخفيف القيود.
وألقى أداء أسهم شركات السلع الفاخرة التي لديها انكشاف على الصين مثل إل.في.إم.إتش وريتشمونت بظلاله على المؤشر الأوروبي في التعاملات المبكرة.
وهبطت أسهم الطاقة 0.6 بالمئة وشركات التعدين 0.3 بالمئة، مقتفية أثر أسعار السلع الأولية.
وانخفضت أسهم شركات سلع استهلاكية أساسية مثل نستله ولوريال 1.2 بالمئة و0.5 بالمئة على التوالي.