في ضوء التحذيرات
المتصاعدة من ارتكاب حكومة
الاحتلال الجديدة جرائم حرب ضد الفلسطينيين، طالبت
منظمة "المحاربون من أجل السلام" السفارة الأمريكية في تل أبيب بنقل
رسالتها لأعضاء مجلس الشيوخ، ومفادها تقليص المساعدات الأمريكية الأمنية المقدمة
للحكومة الإسرائيلية، لأن تعيين إيتمار بن غفير وزيرا للأمن القومي وإخضاع قوات
حرس الحدود تحت مسؤوليته أمر خطير.
شيلا فاريد، مراسلة
صحيفة "
مكور ريشون"، ذكرت أنه "في ظل تصاعد الاحتجاجات من قبل
معارضي الحكومة، فقد بعثت منظمة "المحاربون من أجل السلام" اليسارية
برسالة إلى سفارة الولايات المتحدة للمطالبة بخفض المساعدة الأمنية المقدمة لقوات
الأمن الإسرائيلية؛ بسبب إجراءات الحكومة الجديدة، وتعيين إيتمار بن غفير في منصب
وزير الأمن القومي، واعتبرت الرسالة أن الأموال والمعدات التي سيتم تلقيها من
الحكومة الإسرائيلية ستساعد في تنفيذ سياسات اليمين".
وأضافت في تقرير
ترجمته "عربي21" أن "الصلاحيات
التي حازها ابن غفير في تغيير التعليمات بفتح النار ضد الفلسطينيين على أساس عرقي
مرعبة بشكل خاص، لأن المعنى العملي لهذه الخطوات هو التخلص من استنتاجات اللجنة التي فحصت أحداث تشرين الأول/ أكتوبر 2000، وقد شكرت المنظمة السفارة الأمريكية لإحالة
رسالتها لكبار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي للنظر فيها بشكل فوري".
منظمة "إلى
الآن" اليمينية الصهيونية زعمت أنه "حان الوقت لمنع العناصر الفلسطينية
في منظمة "محاربون من أجل السلام" من دخول إسرائيل، بزعم أنهم يحاولون
إحداث ضرر أمني ودولي على إسرائيل، ودعا الوزير عميحاي شكلي، المكلف بمكافحة نزع
الشرعية عن دولة الاحتلال لاستخدام الأدوات المتاحة له لوقف الضرر الذي تسببه
المنظمة للدولة".
لا تعتبر هذه المطالبة
الأولى من نوعها الموجهة للإدارة الأمريكية لوقف المساعدات المقدمة لدولة الاحتلال
بسبب سياساتها الإجرامية ضد الفلسطينيين، لكنها الأولى من نوعها الصادرة من داخل
الأوساط الإسرائيلية، ما يتناغم مع مطالب أمريكية مشابهة، مع العلم أنه في عام
2020 زودت الولايات المتحدة إسرائيل بـ3.8 مليار دولار كمساعدات، فيما وقع الرئيس
الأسبق باراك أوباما اتفاقية لاستمرار المساعدات بين 2016-2028 بـ38 مليار دولار.
مع العلم أن الأموال
الأمريكية ساعدت دولة الاحتلال بتطوير أحد الجيوش المتقدمة في العالم، وشراء معدات
عسكرية متطورة، ومنذ 2011 استثمرت الولايات المتحدة 1.6 مليار دولار في نظام القبة
الحديدية، وأنفق الاحتلال الملايين على التعاون مع الولايات المتحدة في تطوير
التكنولوجيا العسكرية، مثل نظام الكشف عن الأنفاق، وتستثمر إسرائيل بكثافة في
المعدات العسكرية والتدريب، وتستخدم المساعدات لتعويض أن إسرائيل قوة أصغر من
العديد من القوى الإقليمية الأخرى.
ومنذ الحرب العالمية
الثانية، تلقت إسرائيل أكبر مساعدة من الولايات المتحدة، ففي 2019 حصلت على ثاني
أعلى مساعدة بعد أفغانستان، ما جعل منها الدولة التي تتلقى أكبر قدر من المساعدات
الأمريكية في الشرق الأوسط بهامش كبير، رغم أن مصر والأردن تتلقيان أيضًا مساعدات
أمريكية، تصل قيمة كل منهما إلى 1.5 مليار اعتبارًا من 2019، ثم يأتي بعد ذلك
العراق بمساعدات تبلغ مليار دولار.