ينتشر عناصر شركة "فاغنر" الروسية في أكثر من بلد حول العالم، في إطار سياسة جديدة تتخذها موسكو لتوسيع نفوذها الدولي في مناطق النزاع والتوتر، لا سيما أوكرانيا ومناطق متفرقة من أفريقيا.
ورغم أن موسكو لا تعترف بنشاط "فاغنر" رسميا، إلا أن الأخيرة تنشط كقوة عسكرية بالدرجة الأولى، ومن ثم في إطار شركات تحت عدة مسميات، منها شركات للحماية الخاصة والتدريب العسكري، وأخرى للتعدين عن الذهب والماس، أو شركات متخصصة في الحرب السيبرانية.
وترصد "عربي21" أبرز مناطق
انتشار قوات
الفاغنر حول العالم استنادا إلى معلومات خاصة حصلت عليها، وصحف ووسائل إعلام غربية.
أوكرانيا
ذاع صيت قوات الفاغنر في الحرب الروسية على أوكرانيا، وأصبحت قواتهم هناك لاعبا رئيسيا في المعارك التي تدور شرق أوكرانيا، إذ تمكنوا خلال الأيام القليلة الماضية من السيطرة على بلدة سوليدار في مهمة لم يستطع الجيش الروسي النظامي القيام بها، فيما يتواصل زحفهم إلى مدينة باخموت، حيث سيطروا على أجزاء واسعة منها.
اظهار أخبار متعلقة
وقال مسؤولون بريطانيون إن عدد مقاتلي مجموعة "فاغنر" في أوكرانيا ارتفع إلى ما يقرب من 20 ألف مقاتل، في علامة على اعتماد
روسيا المتزايد على الشركة العسكرية الخاصة لدعم غزوها.
وعلى إثر إحرازهم تقدما غير مسبوق في المعارك ضد الجيش الأوكراني، أعلنت واشنطن أنها ستصنف "فاغنر" ضمن المنظمات الإجرامية الدولية، وقالت إنها ستفرض عقوبات عليها تشمل الداعمين لها.
ليبيا
ينتشر مرتزقة فاغنر، في محافظتي سرت (شرق طرابلس) والجفرة (جنوب شرق طرابلس)، ويتمركزون بقاعدة القرضابية الجوية بسرت ومينائها البحري، بالإضافة إلى قاعدة الجفرة الجوية وسط ليبيا، وقاعدة براك الشاطئ شمال سبها.
ودخلت فاغنر ليبيا ضمن اتفاق مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لدعم حربه على العاصمة طرابلس في نيسان/ أبريل 2019، لكن الأخير لم يتمكن من السيطرة على العاصمة وانهزمت قواته، فيما لا تزال قوات "الفاغنر" تتواجد في المناطق المذكورة سابقا، رغم وجود اتفاق دولي يقضي برحيل القوات الأجنبية في ليبيا التي لا يرتبط وجودها باتفاق رسمي.
وقدرت مصادر أمريكية وأممية عدد مرتزقة فاغنر في ليبيا بنحو ألفي عنصر غالبيتهم من روسيا وشرق أوكرانيا وصربيا، إلا أن خبيرا عسكريا تحدث لـ"عربي21" في وقت سابق قال إن هؤلاء المرتزقة أعادوا انتشارهم على ضوء مشاركتهم في الحرب الروسية على أوكرانيا.
اظهار أخبار متعلقة
وقال الخبير، عادل عبد الكافي في حديث خاص لـ"عربي21 "، إن عددا كبيرا من عناصر مرتزقة فاغنر انسحبوا من ليبيا بهدف المشاركة في الحرب الدائرة في أوكرانيا، نظرا لخبرتهم الكبيرة في قتال الشوارع وحرب المدن، وهي المرحلة التي تحتاجها روسيا الآن.
ولفت إلى أن أعداد المرتزقة الفاغنر تتراوح حاليا بين 900 إلى 1000عنصر فقط، بعدما كان عددهم يضاهي حوالي 2200 عنصر يتواجدون على الأراضي الليبية، وكانوا يتمركزون في ثلاث قواعد رئيسية، وهي الجفرة وبراك الشاطئ (وسط) والقرضابية قبالة سرت.
أفريقيا الوسطى
يتواجد بجمهورية أفريقيا الوسطى، المئات من عناصر فاغنر تحت ذريعة تقديم خدمات التدريب العسكري للقوات النظامية، وتقديم خدمات أخرى، وذلك على حساب
نفوذ تقليدي للقوات الفرنسية.
وتشرف فاغنر على أمن المؤسسات المختلفة، وتلعب دورًا رائدًا في تدريب الحرس الرئاسي والجيش، حيث يشرف عناصرها على تدريب أفراد الحرس الرئاسي والجيش، ويحرسون الرئيس فوستين أرشانج تواديرا، من المجموعات المتمردة التي تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلاد.
اظهار أخبار متعلقة
كما يحمي عناصر فاغنر مناجم الذهب والماس، ويحصلون على نسبة من العائدات، حيث تقع معظم هذه المناجم شمال شرقي البلاد، منها مناجم قرب مدينة بامباري.
يتركز انتشارهم في قصر الرئاسة في العاصمة بانغي ومناطق المناجم في شمال شرقي البلاد قرب مدينة بامباري.
السودان
بدأت فاغنر نشاطها في السودان منذ 2017، تحت غطاء عدة شركات منها "ميروغولد" و"أم إنفست" للتنقيب عن الذهب، بحسب وسائل إعلام سودانية وغربية.
وتولت فاغنر تدريب أفراد من الجيش السوداني، وأيضا قوات الدعم السريع في إقليم دارفور.
ويتركز وجودهم حاليا في مناطق تعدين الذهب في منطقة العبيدية الغنية بالذهب على بُعد 320 كيلومتراً شمال الخرطوم
مالي
أبرمت "فاغنر" صفقة أمنية مع المجلس العسكري الجديد في مالي، لحمايته وتوفير الدعم له خاصة بعد انسحاب الجيش الفرنسي، الذي كان يتواجد في البلاد تحت عنوان محاربة تنظيم الدولة.
وتنتشر تلك القوات في العاصمة باماكو بالجنوب، وفي موبتي بالوسط وتومبكتو في الشمال والتي انسحبت منها القوات الفرنسية.
سوريا
تواجد عناصر "فاغنر" في سوريا جاء في إطار حملة الضربات الجوية التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2015 دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
اظهار أخبار متعلقة
ولا توجد معلومات كافية حول تعداد عناصر فاغنر في سوريا، لكن وسائل إعلام غربية تحدثت عن المهام التي يقومون بها هناك، إذ يتركز انتشارهم في المناطق النفطية في محافظة دير الزور شرق البلاد. ما يعني أنهم يشرفون ويتحصلون على حصة من الإنتاج هناك، لدعم عملياتهم في مناطق نفوذهم حول العالم.