تتجهز حكومة الاحتلال الإسرائيلي للسيناريوهات المتوقعة للحرب المقبلة، ما دفعها إلى تحديث "سيناريو الإسناد" في محاولة لتقليل الأضرار والمخاطر من تلك
الحرب المتوقعة، وسط مساعي حكومة الاحتلال لتحديد "خارطة الأخطار" لتسهيل التعامل معها وضمان تقديم الخدمات الرئيسية.
وأوضحت "
يديعوت أحرنوت" في تقرير أعده الخبير يوآف زيتون، أن "سيناريو الإسناد" المحدث، يتعلق بصراع واسع النطاق في الحرب القادمة في الشمال والجنوب في آن واحد، وسيعرض على مجلس الوزراء السياسي والأمني (الكابينت)، حيث يتضمن خريطة بها 40 تهديدا وتحذيرات جديدة حول الوضع على الجبهة الداخلية لم تكن موجودة في السيناريوهات السابقة.
انقطاع الإمدادات
وذكرت أن "المؤسسة الأمنية في "إسرائيل"، تقوم مرة كل بضع سنوات بتحديث سيناريو الإسناد للحرب في الساحة الرئيسية في الشمال ضد حزب الله، وذلك بالاستناد إلى مجموعة متنوعة من البيانات الاستخبارية والتقييمات والتنبؤات المختلفة من قبل الجيش الإسرائيلي".
اظهار أخبار متعلقة
ويستعرض "سيناريو الإسناد" المحدث الذي وافقت عليه اللجنة الوزارية للشؤون الداخلية في آب/ أغسطس الماضي، وسيعرض قريبا على "الكابينت" بعض التحذيرات منها؛ هجمات سيبرانية واسعة النطاق تستهدف البنية التحتية الخلوية والاتصالات، انقطاع الإمدادات الأساسية بسبب عدم تمكن سائقي النقل العرب من الوصول لأماكن عملهم بسبب التوتر المتوقع في المناطق العربية أو المختلطة بالداخل، كما حصل في عدوان 2021 على غزة، حيث تقدر المؤسسة الأمنية، في حال لم يتم العثور على حل مسبق لهذه الأزمة أنه يمكن أن تعطل حياة ملايين الإسرائيليين في الجبهة الداخلية".
ومن بين الأمور التي سيتم عرضها، "تنظيم العمل في حالة الطوارئ بين قيادة الجبهة الداخلية والسلطات المحلية، علما بأن 70 في المئة من الإسرائيليين لديهم حل دفاعي جيد على شكل غرفة داخلية (محمية)، وملجأ، ومأوى من الهجمات الصاروخية".
ومن بين المخاطر الرئيسية للجبهة الداخلية التي سيتم عرضها في السيناريو، "لأول مرة مشاكل خطيرة من المتوقع أن تعطل حياة الملايين من الإسرائيليين، ليس بالضرورة بسبب الضربات المباشرة أو تسلل بعض العناصر من الحدود الشمالية والجنوبية (غزة)".
في حزيران/ يونيو المقبل، ستجرى "مناورات حربية كبيرة لإعداد الجبهة الداخلية لصراع عسكري في ساحتين؛ لبنان وغزة، كما ستجري في تشرين الثاني/ نوفمبر مناورة كبيرة لإعداد الجبهة الداخلية لسيناريو الزلزال، وفي سيناريو الإسناد الجديد، لا توجد تقديرات لعدد الصواريخ التي ستسقط".
ونوهت "يديعوت" إلى أن الجيش الإسرائيلي قدر بالفعل خلال مناورة "شهر الحرب" العام الماضي، أنه في المتوسط، سيتم إطلاق حوالي 1500 صاروخ نحو إسرائيل في حرب الشمال القادمة، وبناء عليه، يجري إعداد قوات الإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية لتقديم الإسعافات الأولية والسريعة في الميدان إلى المحاصرين، والجيش سيساعد القطاع المدني، لكنه يحتاج إلى الاستعداد".
اظهار أخبار متعلقة
ومن بين التهديدات المركزية الـ 40 التي تناولها "سيناريو الإسناد" المحدث لحالة طوارئ؛ 4 هجمات صاروخية مركزية وهجوم إلكتروني وزلزال ووباء، ومن بين جميع التهديدات، يمكن أن تجد سيناريوهات تعاملت معها إسرائيل بالفعل وبعض السيناريوهات لم تتعامل معها مثل؛ فيضانات، حادث كبير، أضرار في النبات، حرائق، موجات حر شديدة، حادثة تسرب مواد خطرة، حرب بيولوجية غير تقليدية، الاضطرابات، انقطاع التيار الكهربائي، الجفاف، أيام المعركة (التصعيد)، الصرف الصحي، العواصف الترابية، ارتفاع منسوب المياه ، تسونامي، إنفلونزا الطيور، الجراد وغيرها".
خطوط النزاع
ولفتت الصحيفة، إلى أن "المؤسسة الأمنية ترى أن للجيش دورا أكثر أهمية وأوسع نطاقا في التعامل مع الاضطرابات داخل البلاد، وخاصة في تأمين المحاور للحفاظ على استمرارية العمل ونقل القوات والأدوات والمعدات والذخيرة من المستودعات العسكرية (الطوارئ وحدات التخزين) إلى مناطق التجمع، لصالح المناورة الأرضية".
ويقدم السيناريو، "صورة جديدة لمخزون الطوارئ، بما في ذلك مخازن الوقود والأغذية والأدوية، حيث يتوقع حدوث نقص في القوى العاملة خلال أسابيع الحرب في جميع القطاعات، لأن هناك نسبة عالية من الموظفين العرب، بما في ذلك الصيدلة والتمريض في المؤسسات الطبية وسائقي النقل".
كما ينبه "السيناريو المحدث" للحرب، إلى "التهديد السيبراني، والذي في حالة هجوم واسع النطاق يمكن أن يشل أنظمة بأكملها، من إشارات المرور إلى أجهزة الصراف الآلي وصولا إلى الأنظمة الصحية والقطارات ومجموعة متنوعة من التطبيقات التي يستخدمها الملايين من الإسرائيليين، حيث تعتبر أنظمة الطاقة والاتصالات هما الأكثر تهديدا".
ومن بين الأمور الهامة التي يركز عليها السيناريو، "قضية إخلاء السكان من خطوط النزاع قرب الحدود، وهناك قسائم سكن ستوزع على آلاف الإسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من حدود لبنان وغزة خوفا من تسلل بعض العناصر أو شن هجمات صاروخية على المستوطنات".
وأفادت الصحيفة أن من بين الأهداف الأساسية التي تتعلق بنشاطات قوات الجبهة الداخلية، هو "الحفاظ على النشاط المستمر لآليات الإدارة وصنع القرار في البلاد خلال حرب واسعة النطاق، مع حماية الجبهة الداخلية والمواقع الإستراتيجية، إضافة إلى توفير الخدمات الطبية والتعليمية والإنقاذ؛ المأوى المناسب، نقل المعلومات العاجلة والموثوقة إلى الجمهور، تقديم خدمات الدفن ومنع الإضرار بالبيئة".
وذكرت الصحيفة أن سيناريو الإسناد يسعى لضمان "الحفاظ على الخدمات المطلوبة للأجهزة الأمنية، وجود حرية التنقل في البر والجو والبحر، استقرار النظام الاقتصادي والمالي، الحفاظ على أنظمة الاتصال والحفاظ على القانون والنظام".