نقلت هيئة صحية الطفلة السورية آية،
التي ولدت تحت أنقاض
الزلزال المدمر في شمال غرب
سوريا، إلى مكان آمن، بعد تداول
أنباء عن محاولة اختطاف الطفلة بهدف تزوير تبنيها.
وقال مصدر في مديرية صحة عفرين بريف حلب،
إنه تم اتخاذ إجراء احترازي لحماية الطفلة آية من احتمال خطفها وتزوير تبنيها، بحسب
هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وجاءت عملية نقل الطفلة إثر وقوع حادث عنيف
في المستشفى حيث كانت تعالج آية، عندما ضرب ممرض رفقة شخصين مسلحين مدير المستشفى.
ونفى رئيس مديرية الصحة، الدكتور أحمد
الحاج حسن، الادعاءات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تفيد بأنها
محاولة فاشلة لاختطاف آية.
وقال لـ"بي بي سي" إن "ادعاءات الاختطاف
كانت مبنية على سوء فهم. وكانت هذه قضية داخلية تماما تتعلق بالمستشفى، وليس لها
أي صلة على الإطلاق بالطفلة".
اظهار أخبار متعلقة
ورفضت مديرية
الصحة في عفرين آلاف العروض لتبني الطفلة، بعد أن تناقلت وسائل الإعلام المحلية
والدولية قصة ولادتها تحت الأنقاض، إذ تعتزم مديرية الصحة إعطاء الأولوية لرفاهية
الطفلة، والتصرف بحذر في مسألة التبني، بحسب المصدر.
وشعرت والدة
آية بالمخاض بعد وقت قصير من تدمير منزل عائلتها في بلدة جندريس بسبب الزلزال الذي
بلغت قوته 7.8 درجات، والذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط.
وتوفيت الأم
بعد أن أنجبت آية، التي كانت لا تزال متصلة بها عن طريق حبلها السري عندما عثر
عليها رجال الإنقاذ.
وأظهرت لقطات
مثيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجلا يحمل الرضيعة وهي مغطاة بالغبار
بعد انتشالها من بين الركام.
كما قُتل والد
آية مع أربعة من إخوتها وخالتها في الكارثة.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد مدير
مستشفى جيهان بمدينة عفرين شمال محافظة حلب، خالد عطية، والذي يشرف على متابعة
حالة الطفلة أنه تلقى عشرات الاتصالات من حول العالم، من أشخاص يريدون تبني آية،
بحسب "فرانس برس".
وشدد على أنه
"لن يسمح لأحد بتبنيها الآن" مشيرا إلى أن لديه ابنة أكبر من آية بأربعة
أشهر فقط، حيث ستقوم زوجته بإرضاع الطفلة إلى جانب ابنته.
ونقلت وكالة
"فرانس برس" عن خليل السوادي أحد أقارب الأسرة قوله إنهم كانوا يبحثون
عن والد الطفلة وأسرته، ووجدوا جثث الوالدين والعمة أولًا، ثم سمعوا صوتًا خلال
الحفر ليجدوا المولودة ما زالت متصلة بالحبل السري مع والدتها قبل أن يقوموا بقصه
وينقلوا المولودة إلى المستشفى.
وكانت بلدة
جندريس، التي تبعد نحو 8 كيلومترات من الحدود التركية، واحدة من أكثر المدن تضررا
في سوريا. وقد انهار فيها ما يقرب من 200 مبنى بالكامل.
وتقول منظمة
الخوذ البيضاء، التي يقود متطوعوها جهود البحث والإنقاذ في المناطق التي تسيطر
عليها المعارضة، إن 517 جثة انتشلت من تحت الأنقاض هناك.
وتمثل الوفيات
ما يقارب ربع العدد الإجمالي الذي أبلغت عنه الخوذ البيضاء وسلطات المعارضة في
جميع أنحاء المنطقة، حيث كان 90 بالمئة من سكان المنطقة البالغ عددهم 4.6 ملايين
نسمة بحاجة إلى مساعدة إنسانية حتى قبل الكارثة.