بعث
كاتب
إسرائيلي رسالة متخيلة تحت بند "سري جدا" من الأمين العام للمجلس الأعلى
للأمن القومي
الإيراني، علي
شمخاني، إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تتناول
"انهيار إسرائيل" وكيف يمكن تسريع ذلك.
وجاء
في مطلع الرسالة المفترضة التي كتبها تشيك فرايلخ، في مقاله بصحيفة "
هآرتس"
العبرية: "إلى الزعيم الأعلى من الأمين العام شمخاني: سري جدا.. الموضوع:
سياسات عاجلة - إسرائيل تنهار".
وكتب:
"هدفنا لاستراتيجي المتمثل في القضاء على الكيان الصهيوني (إسرائيل) أصبح في متناول
اليد، التطورات هناك تلغي وتبطل التقديرات السابقة التي بحسبها كان الأمر يقتضي عشرات
السنين، الصهاينة يفقدون أنفسهم، واحتفالات الـ75 يمكن أن تكون الأخيرة، القضية تحت
تصرفك: كيف يمكن أن نستغل هذه التطورات لتسريع الانهيار؟".
وأضاف:
"النظام الصهيوني يتحلل، رئيس حكومة (بنيامين نتنياهو) متهم بثلاث مخالفات خطيرة،
يفرض الرعب على سلطات أخرى، هو يستخف بالمحكمة وبالمستشارة القانونية للحكومة، ويستمر
في جذب الخيوط من وراء الكواليس، وهو يبلور تشريعا خاصا لشرعنة عودة وزير (درعي) سجن
في السابق إلى الحكم، لكنه عاد لتنفيذ جرائم كبيرة، وهناك وزراء آخرون متهمون بالفساد
أيضا".
وأوضح
الكاتب على لسان شمخاني، أن "رئيس الحكومة ومساعده وزير العدل بادرا إلى إصلاح
قانوني، يدفعان قدما الآن بفقرة استخفاف، وتعيين قضاة بلاط، وتحويل مكاتب الحكومة لملك
شخصي لمجرم مدان، يتوقع حدوث صراع شديد بين السلطات، بحيث يهز أسس الكيان الصهيوني
إذا تجرأت المحكمة على إلغاء التغييرات أو الإعلان عن عدم أهلية نتنياهو، الآن تتساءل
سلطات إنفاذ القانون لمن ستخضع في حالة حدوث مواجهة بين السلطة التنفيذية والقضائية،
علما أن "الهايتك" في خطر، وهو قاطرة نمو الصهاينة".
وأشار
إلى أن "شركات دولية امتنعت عن الاستثمار في دولة غير مستقرة، شركات للصهاينة
بدأت في تحويل أموالها إلى الخارج، هناك انهيار مالي قريب، يوجد للصهاينة القليل من
الغاز، لكنه لا يكفي لإنقاذ اقتصادهم من الانهيار"، مضيفا: "الفوضى مطلقة
تقريبا، اليمين يستفز اليسار، العلمانيون يتحدون المتدينين. الشرقيون ضد الأشكناز، وجميعهم
ضد العرب، الجمهور ومفكرون ورجال أعمال وعلماء وحاصلون على جوائز نوبل وقضاة متقاعدون،
ضباط كبار سابقون في جيش الاحتلال، رؤساء في "الشاباك" ورئيس "الموساد"
وهيئة الأمن القومي، رئيس أركان سابق، كل هؤلاء وغيرهم يتظاهرون بشكل ثابت ضد نظام
ديكتاتوري، يطالبون بالعصيان أيضا".
وأكد
أن "جيش الاحتلال في الطريق للتفكك، خلال سنوات هددنا الصهاينة وسادتهم الأمريكان
بتغيير النظام عمليا، النظام الوحيد الذي يتعرض للخطر هو نظامهم، أصدقاؤهم الكبار يبتعدون،
يعاني الصهاينة من العزلة الدولية بسبب الاحتلال والعنصرية والأبارتهايد، الآن هم في
طريقهم لفقدان بقايا الدعم من "معسكر الدول الديمقراطية"، الذي تفاخروا بالانتماء
إليه، والتحول لدولة مجذومة، الاتحاد الأوروبي والدول المتقدمة والدول الرائدة تحذر
من انهيار في العلاقات، دولة دينية ديكتاتورية ستفقد أيضا الولايات المتحدة".
وتابع:
"الصهاينة ينشغلون بالتعفن الداخلي، حتى أنهم نسوا تقريبا مشروعنا النووي، الآن
توجد لدينا مادة متفجرة تكفي لعدة قنابل، وبدأنا في تخصيب اليورانيوم بمستوى 84 في
المئة، ونحن على بعد مسافة قصيرة من المستوى العسكري، وهو 90 في المئة، الاعتبار الذي
من أجله امتنعنا منذ 15 عاما عن القيام بهذه الخطوة المهمة الأخيرة في الطريق إلى القنبلة،
الخطر الذي يستدعي عقوبات متطرفة، وحتى هجوما علينا، يتلاشى الآن".
ومضى
بقوله: "الصهاينة محاطون من كل الجهات، لدى حزب الله نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة
وعدد يزداد من الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، هذه ستفعل فعلها في البنى التحتية
المدنية للصهاينة، ستشل قواعد سلاح الجو لديهم، وستضر بقدرتهم الهجومية، وهناك حماس
والجهاد الإسلامي في غزة، ونستمر في نشر الصواريخ في العراق واليمين، الصهاينة نجحوا
في إبطاء تواجدنا في سوريا، لكنهم لم يوقفوه، نحن فقط ننتظر الفرصة لنوقع ضربة كهذه
بالجبهة الداخلية لديهم، سادتهم الأمريكيون منشغلون في أزمات داخلية، ومحاولة منع روسيا
من الانتصار في حربها في أوكرانيا، نحن سنواصل تزويد حليفتنا الكبرى بالمسيرات وربما
بالصواريخ البالستية، ونتوقع في المقابل الحصول على طائرات "سوخوي 35" والدعم
في سوريا والمحادثات النووية وما شابه".
ورأى
أن "استغلال هذه الظروف لتسريع انهيار الصهاينة يحتاج لقرارات مهمة: أولا؛ هل
ننطلق الآن نحو القدرة النووية العملياتية؟ هل الصهاينة وواشنطن سيسلمون بتخصيب اليورانيوم
بمستوى 84 في المئة؟ نحن نعرف أنهم منشغلون جدا بشؤونهم الداخلية ويخشون من الرد، وإذا
كان الأمر هكذا، نحن يمكننا إخضاعهم لامتحان أخير، مستوى 90 في المئة، وربما تطوير
رأس متفجر".
ثانيا:
"هل نعود إلى المفاوضات وحتى اقتراح مبادرة دراماتيكية لتفكيك قدرتنا النووية
مقابل تفكيك مواز من قبل الصهاينة؟ فمنذ عقود والصهاينة يحصلون على تسليم دولي صامت
بقدرتهم النووية، إزاء التقدير بأن إسرائيل تواجه تهديدات وجودية، وهذه الافتراضات
تتبخر الآن، وهذه المبادرة ستحصل على تأييد واسع في العالم كخطوة ستشجع على الرقابة
على السلاح بشكل عام".
وتساءل
مجددا في البند الثالث: "هل نشغل قدرة السايبر والمواجهات التي توجد لدينا لزيادة
شدة التوتر وتفاقم الخلافات المذكورة أعلاه، والتي هي مادة قابلة للاشتعال لتقويض النظام
هناك؟ فهجوم السايبر الروسي ضد الانتخابات الأمريكية في 2016 كان فقط المقدمة الترويجية
لما يمكننا نحن أن نفعله".
ورابعا:
"كيف سنستغل هذا الوقت المناسب من أجل دق إسفين بين الصهاينة والأمريكان؟ كلما
قمنا بالتقليل من أهمية المواجهة في اتفاق نووي جديد، وحتى فقط تغيير خطابنا، هذا سيسهل
على الصهاينة مواصلة التدمير الذاتي في الضفة، والتسليم بالانقلاب النظامي، ومع ذلك،
هذه الخطوات ستضعهم على مسار تصادم مع واشنطن".
وختم
الكاتب الإسرائيلي رسالته على لسان شمخاني بالسؤال: "متى سنستغل التوتر في القدس
والضفة الغربية وفي قطاع غزة من أجل توجيه ضربة منسقة من قبل حزب الله وحماس والجهاد
الإسلامي، وفي هذه المرة ربما بتدخل مباشر منا؟ هم (الصهاينة) لا يتخيلون جهنم التي
تنتظرهم".