في
هذا المقال، نقرأ معا (عزيزي القارئ) جانبا من محضر اجتماع اليوم الثاني الذي جمع عددا
من قيادات
الإخوان المسلمين، وعددا من قيادات الضباط "الأحرار" يتقدمهم
جمال
عبد الناصر، في بيت "عبد القادر" القيادي في الإخوان، الذي استضاف هذه
الاجتماعات "التنسيقية"، على مدى الأيام العشرة التي سبقت 23 يوليو (تموز) 1952.
في
هذا الجزء من محضر اجتماع اليوم الثاني، ستقف (عزيزي القارئ) على جملة من الأمور
شديدة الأهمية منها:
- اعتراف
عبد الناصر بتدبير حريق القاهرة الشهير!
- اعتراف
عبد الناصر بالمشاركة في اغتيال والتخطيط لاغتيال زعماء سياسيين، وقادة عسكريين
كبار!
- اعتراف
عبد الناصر بالتنسيق الكامل مع الأمريكان.. فلم يكن الكاتب الراحل جلال كشك مبالغا
أو متجنيا في وصفه حركة يوليو 52 بـ"ثورة يوليو الأمريكية"، وجعل من هذا
الوصف عنوانا لأحد كتبه المهمة!
- اعتراف
عبد الناصر بأنه لم يكن يحب والده!
- وصْفُ
جمال عبد الناصر زميله جمال سالم بالمجنون! وربما كان "جنون" جمال سالم
سببا كافيا لأن يسند إليه عبد الناصر رئاسة "محكمة الشعب" الهزلية، التي
حكمت بالإعدام على بعض قيادات الإخوان، بعد ذلك!
- ادعاء
عبد الناصر الرغبة في اعتزال العسكرية والسياسة، وارتداء الجلباب، ومن ثم المغادرة
إلى قريته، بعد عشرة أيام من نجاح "الثورة"، كما قال! وما كان قوله إلا
مناورة، وورعا كاذبا.. وقد اعتمد هذا السلوك مع زملائه (طول الوقت) حتى استثأر
بالسلطة، أو ظن أنه استأثر بها!
- موقف
قيادة الإخوان المسلمين "الواضح" من المشاركة في الحكم، وكان موقفهم "عدم
المشاركة"؛ لأسباب موضوعية ومنطقية لاقت هوىً في نفس عبد الناصر، فلم يخفِ غبطته
الشديدة بهذا الموقف! غير أنه لم يتورع عن اتهام الإخوان (بعد سنتين فقط) بمحاولة
اغتياله؛ للاستيلاء على السلطة، الأمر الذي ثبت (لاحقا) كذبه وتلفيقه من ألفه إلى
يائه! وللأسف، لم تكن قيادة الإخوان إبَّان انتفاضة 25 يناير 2011 على نفس الدرجة
من الوعي السياسي التي كان عليها أسلافهم!
- الشك
المتبادل الذي صرَّح به بعض الإخوان، وكتمه عبد الناصر؛ حتى لا يخسر مساندتهم للحركة!
وأمور
أخرى كثيرة تُجليها محاضر هذه الاجتماعات، التي كان لدى كاتبها المستشار حسن
العشماوي متسع من الوقت (عام كامل) في عزلته الصحراوية؛ لاستعادة ما دار في هذه
الاجتماعات كلمة كلمة.. وها نحن اليوم نستعرض مقتطفات منها؛ لتصحيح الصورة
"المقلوبة"، التي رسخها إعلام العسكر، على مدى سبعين سنة ونيف، عن عبد
الناصر والإخوان..
اليوم
الثاني 19 يوليو 1952
(1)
(مساء
يوم 19/7/1952 ذات الغرفة التي بدت في المشهد السابق [بيت عبد القادر].. جمال وحسن
يجلسان متجاورين يتحدثان)
- جمال:
لقد فاتتنا فرصة مارس (آذار) الماضي.
- حسن:
لم تفتنا.. لقد كان رشاد مهنا على حق في ذلك الوقت.. كنتم لم تتفقوا نهائيا مع
الأمريكان.
- جمال:
ولكننا لم نتفق مع الإنجليز إلى اليوم، ولذلك كان القرار أن يؤجل كل شيء حتى تشرين الثاني/نوفمبر.
- حسن:
لا بأس.. إن اتفاقكم المبدئي مع ذلك الموظف في السفارة يكفي.. ثم إن اتفاقكم
الكامل مع الأمريكان يغطي الأمر كله.
- جمال
(كالمناجي نفسه)؛ إن لنا سبعة عشر ضابطا في القاهرة الآن.
- حسن
(مقاطعا): ذلك بفضل إحراقك القاهرة.
- جمال
(معاتبا): ألا زلت تعيِّرني بذلك؟!
- حسن:
أنا لا أعيرك.. ولكني أذكِّرك فقط.
- جمال:
أنا أذكر ذلك جيدا.. وأذكر أنك أخفيت معالم ما فعلنا حين أخفيت ما تبقى من مواد في
قريتك.
- حسن:
لقد أخفيتها قبل أن أعلم بفعلتك.
- جمال
(معاتبا): أكنت لا تفعل لو علمت؟
- حسن:
لا أدري.. ولكني لا أحب الدم والخراب على أية صورة.
- جمال:
ولذلك رفضتَ أن نقتل حسين طنطاوي، وغضبت أن حاولنا قتل حسين سري عامر؟!
- حسن:
هذا صحيح.. ولا زلت أعتب عليك محاولتك قتل النحاس يوما، ومشاركتك في قتل
الخازندار.
- جمال
(مقاطعا): هذا تاريخ مضى.. عليك أن تنساه.
- حسن:
لقد نسيته تقريبا.. وإن كان لا يزال في السجن شابان بسبب قتل الخازندار.
- جمال:
ألم تقتلوا أنتم النقراشي؟
- حسن:
نعم.. قتلناه.. وإن كنتُ لم أعلم بالأمر قبل وقوعه.
- جمال:
إنك دائما لا تعلم ما لا يرضيك.
- حسن:
بل إن غيري يفعل ما لا يرضيني دون علمي.
- جمال
(ضاحكا في بساطة): أنا أرتاح في الحديث إليك.. كأني بك لست من هذه الجماعة في أعماقك..
مع أني أنا منها في أعماقي.. ولكني أعقل ممن تصدى لتصريف أمورها.. (يصمت لحظة يشعل
فيها سيجارة ثم يواصل حديثه).
- حسن:
ما قيمة اتفاقنا إذا لم يرضه الآخرون.
- جمال:
كلانا كفيل بأن يقنع أصحابه.
- حسن:
أراك تضمن أصحابك وغيرهم سلفا.. المهم.. ماذا تريد؟
- جمال:
لقد أعد أصحابي كشفا بمئتين لقتلهم، ومئتين لاعتقالهم.
(يدخل
عبد القادر صامتا ويجلس).
- حسن:
لا تبدأ حركتنا بالقتل والاعتقال.. إن الناس سيرحبون بها حتى أعدائنا، فالكل ضائق
بالوضع القائم.. فلا تجعل بدايتك بغيضة إلى الناس.
- جمال:
أنا معك.. لا داعي للبدء بالقتل والاعتقال.. خاصة أن الأمريكان يطلبون تأمينا
لحياة فاروق وحاشيته.
- حسن:
لا يعنيني ما يطلب الأمريكان والإنجليز.. إنما يعنيني ما نريده نحن.. ما يجدر بنا
أن نفعله.
- جمال:
ومن يتولى الحكم في البداية؟
- حسن:
لعلنا اتفقنا من قبل أن يتولاه شخص يطمئن إليه الناس، والدول الأجنبية أيضا.
- جمال:
الدول الغربية تعني؟
- حسن:
لعلهم أصحاب المصلحة الأولى الآن.
- جمال:
علي ماهر تعني؟ إنه يجمع بين الاسم الداخلي والسمعة الخارجية.
- حسن:
أجل أعنيه.. وإن كانت ثقتي فيه محدودة.
- جمال:
أراك لا تثق في أحد ثقة كاملة.
- عبد
القادر (متدخلا): الكمال لله وحده.
(يضحكون).
- جمال
(ملتفتا إلى عبد القادر): ما كنت أحسبك تشاركنا الحديث.
- عبد
القادر: وإلا لتحفظتَ في كلامك على غير عادتك مع حسن!
- جمال:
لماذا تسيء بي الظن دائما؟ ألا تعلم أني أحبك؟
- عبد
القادر (في شبه همس)؛ إن من لا يحب أباه لا يمكن أن يحب أحدا.
- جمال
(وقد سمع الهمس): دعك الآن من أبي.. نحن في أمر أهم من ذلك.
- عبد
القادر: البداية هي دائما البداية.. وهي التي تشير إلى النهاية.
- جمال:
دعك يا عبد القادر من تعنيفي.. أنت لا تعلم لماذا لا أحب أبي.
- عبد
القادر: سمعت ذلك من حسن.. ولكني لم أقتنع.. ما علينا.. المهم أن تنتهيا من
حديثكما قبل أن يحضر الآخرون.. فأنتما أكثر تفاهما.
- جمال:
ولكني متفاهم مع صلاح [شادي - إخوان] أيضا.
- عبد
القادر: ذلك تفاهم لم نعلم عنه شيئا.. لا عليك الآن.. ماذا تريد بعد استبعاد القتل،
والاعتقال، واختيار علي ماهر لرئاسة الحكومة، والمفروض (طبعا) أن يعينه الملك، قبل
أن تطلبوا منه التنازل؟
- جمال:
طبعا.
- عبد
القادر: ماذا تريد بعد ذلك؟
- جمال:
إني أنتظر المزيد من حسن.. فهو صاحب رأي صائب.
عبد
القادر: أراك تنافق حسنا.. أبسبب السجائر؟
- جمال
(ضاحكا): لا.. وإلا لنافقتك بسبب الأكل، ولكني أثق في رأي حسن وأحبه أكثر منكم
جميعا.. اعذرني في ذلك.. أنا حقيقة أنتظر رأيه.
- عبد
القادر: لست أدري ماذا ينتظر حسن وعبد الحكيم منك.. فهما يحبانك أيضا.. ولكن حبهما
لك يختلف عن حبك لهما.
- جمال:
ينتظرهما كل خير إن شاء الله.. استمرار المودة والتقدير والتعاون.
- عبد
القادر: ماذا تنوي أن تفعل بعد نجاح الحركة؟
- جمال:
أنوي أن أعتزل العسكرية والسياسة بعد عشرة أيام.. سألبس جلبابي وأعود إلى قريتي
مواطنا عاديا.
- عبد
القادر (كالمخاطب نفسه): أفلح إن صدق.
- جمال:
ماذا تقول؟
- عبد
القادر: لا شيء.. خاطر مر بذهني.
حسن (متدخلا):
تخطئ إن فعلت يا جمال.. إنك وعبد الحكيم أعقل من في المجموعة.. عليك أن تبقى حتى
يتم للأمر الاستقرار.. لا بد أولا من إعلان الجمهورية، ووضع دستور جديد يضمن للناس
حرية وكرامة وعدالة اجتماعية.
- جمال:
أبهذه السرعة نعلن الجمهورية؟
- حسن؛ إن كنتَ قد شاركت في الحركة لأجل نفسك فلا عليك أن تعزل ملكا وتأتي بآخر، وإن كنت
قد فعلتها لأولادك وأحفادك فالأمر يختلف.. إعلان الجمهورية واجب لا بد من الإقدام
عليه.. فأنا لا أفهم الملكية على أية صورة من الصور.
- عبد
القادر: أنت هكذا دائما يا حسن.. تريد الجمهورية لأنك تراها صورة الحكم في
الإسلام.
- جمال:
التسرع في إعلان الجمهورية خطأ فاحش.. يجب أن نؤجله حتى يرضاه الشعب ويقتنع به
الغرب.
- حسن:
الغرب يشغلك دائما!
- جمال:
أتريد أن يشغلني الشرق؟
- حسن:
كلاهما عندي سواء.
- جمال:
لا.. بل الغرب هو المهم.. إنه مستعمر نعرفه، ويمكن أن نتفاهم معه.. أما الشرق وأما
الشيوعية فلن نرضاها أبدا.. إنه مستعمر جديد شديد الوطأة.. علينا أن نتجنبه بكل
سبيل.
- حسن:
أرجو أن تتجنب وطأة الغرب والشرق معا.. أرجو الحياد بين المعسكرين.. أرجو أن يقوم الوجود
الذاتي للمنطقة على عدالة اجتماعية أصيلة.
- جمال:
الغرب أهون، والحياد غير وارد إطلاقا.
- حسن:
هذا رأيك دائما.. لعل الأمريكان أغروك به.. ألم يستطع أصدقاؤك الشيوعيون تعديله؟
إني على ثقة أنك ستضطر إلى تغيير رأيك يوما.
- جمال:
أنا لن أضطر إلى شيء، فأنا لن أحكم أبدا!
- عبد
القادر (مخاطبا نفسه): أفلح إن صدق.
- جمال:
بمَ تغمغم؟
- عبد
القادر: لا شيء.. خاطر خطر لي.. لا عليك.. استمرا في حديثكما.. إنه يسعدني أن
أسمعكما.
- جمال:
وألا تشارك في حديثنا إلا بغمغمتك التي لا أسمعها؟
- عبد
القادر: قد لا يرضيك سماعها.. لا عليك منها.
(يُسمع
جرس الباب.. فيخرج عبد القادر)
(2)
(يعود
عبد القادر مع صلاح [شادي] وصالح [أبو رقيق] وفريد [عبد الخالق].. يتولى صلاح
تقديم فريد وصالح إلى جمال)
- جمال:
أهلا.. آسف لقد تأخر أصحابي.. أخشى أن يمنعهم شيء من الحضور.
- عبد
القادر (مداعبا): إذا لم تكن قد منعتهم، فإنهم قادمون.
- جمال
(متوجها إلى حسن): ألن تكف عني صاحبك؟
- حسن:
أنا لم أستطع أن أكفه عن نفسي.. فكيف أكفه عنك؟
- عبد
القادر؛ إن إحساسي لا يطمئنني.. ولكني..
- حسن:
آه من إحساسك الذي لا أدري له سببا؟
- جمال:
دعونا الآن من إحساس عبد القادر، ولنعش في الواقع الذي نعلمه، هل ترون أن تتولوا
أنتم الحكم ما دمتم جماعة لها برامجها؟
- صلاح:
لا.. إن هذا يضر بالحركة كلية.. إنه يؤلب عليها إنجلترا وأمريكا وروسيا أيضا.
- جمال:
صدقت.. إذا نرجئ إشراككم في الحكم.. بل نرجئ إعلانكم أي تأييد علني لها عند
قيامها.. ولتكن الحركة وطنية من الجيش وحده.. يشاركه ويؤيده الشعب بطبيعة الحال..
أليس كذلك؟
- عبد
القادر: أهذه نصيحة أصدقائك الأمريكان؟
- جمال
(في ضيق)؛ إني أقول ما أعتقده صوابا، بغض النظر عن آراء من أتصل بهم لمصلحة
الحركة.
- حسن:
أنا لا أقر جمالا على رأيه.
- صلاح:
وأنا كذلك.
- عبد
القادر: أراكما ستقرانه على رأيه حين تقعا في شِراكِه.
- حسن:
ماذا تعني؟
- عبد
القادر: أنت تعلم ما أعني.. وإلا فأنت الغباء ذاته.
- حسن:
سامحك الله.. أنت تتهمني دائما بالغباء والذكاء معا.. ولست أدري أيهما تعني؟
- عبد
القادر: لعلك ذكي في العقليات وحدها.. غبي في الإحساسات!
- جمال:
إنما تعنينا العقليات والواقع الملموس.. هذا الذي نتداول فيه.. أما الإحساسات
الداخلية.. أي الغيبيات، فإننا نتركها لك، ولصلاح في بعض الأحيان.
- عبد
القادر (مقاطعا): لولا تعقله في كثير من الأحيان.
- جمال:
هلّا نعود إلى أحاديثنا؟
- صالح
[أبو رقيق]: ألا نفهم الموضوع أولا؟
- حسن:
ألم يشرح لكما صلاح [شادي]؟
(3)
(يدق
جرس الباب.. يخرج عبد القادر، بينما ينصرف صلاح في حديث لا يُسمع مع صالح وفريد..
يسود الصمت الغرفة حتى يعود عبد القادر ومعه عبد الحكيم وكمال وسالم.. يسلمون
ويجلسون]
- جمال
(مخاطبا من حضر)؛ إن الصحاب متفقون معنا تماما.
- سالم
[صلاح]: كغيرهم؟
- جمال:
لا.. لا، بل هم مشاركون في كل شيء.
- سالم:
ماذا تعني بقولك: "مشاركون في كل شيء"؟
- جمال:
لا.. لا.. لستُ أعني ما جال بخاطرك.. فهم مشاركون في العمل والتأييد فقط.. متفقون
في الرأي.. واقفون على كل الأسرار.. أما الحكم، فإنهم لا يريدونه.
- عبد
القادر: نعم.. نحن قوم مشاركون في الغرم لا الغنم.
- كمال:
وإذا كنت تعتبر الحكم غنما، فلماذا تعرضون عنه؟
عبد
القادر: هو غنم للبعض.. وغرم على البعض الآخر.. وهو لنا غرم لا نريده الآن.
- كمال
[الدين حسين]: لماذا وأنتم أصحاب مبادئ؟
- عبد
القادر: مبادئنا تأتي بالتدريج.. يجب أن يُمهد لها السبيل وإلا سقطت في اختبار قاسٍ..
هذا فضلا عن أن الدنيا ستتألب على الحركة إنْ وُصِفت بأنها حركة إسلامية.
- جمال
(مخاطبا زملاءه الضباط): ألم أقل لكم ذلك؟ وها قد سمعتموه منهم.
- كمال:
أهو رأيهم أم رأيك أنت أقنعتهم به لمصلحة؟
- جمال:
بل رأيهم.. قالوه قبل أن أقول لهم رأيي.. سلوهم إن لم تصدقوني.. ومع ذلك، فلا زلت
أرى أن مجيء صلاح [شادي- عضو الإخوان] وزيرا للداخلية من البداية
سيطمئننا كثيرا من جانب البوليس.
- صلاح
[شادي] (في حدة): قلت لك مرارا لا.. فلا تعد إلى فتح هذا الموضوع.
- جمال
(في نشوة): أسمعتم؟
- كمال:
نحن لن نحكم، وهؤلاء لن يحكموا، وكلنا لا يرضى حكم الشيوعيين ولا
مصر الفتاة.. فمن
سيحكم إذن؟ القدماء؟
- حسن:
ليحكم الشرفاء من القدماء حتى يأتي دور الجُدد.. لم لا؟
- كمال:
علي ماهر تعني؟
- حسن:
لا بذاته.. ولكن بأوصافه.. أي شخص مثله.
- فريد:
الهلالي مثلا.. أم بركات؟
- حسن:
الهلالي سيؤلف الحكومة القادمة بأمر ملكي.. فحسين سري سيستقيل، أو هو استقال
فعلا.. وبركات وارد إنْ قَبِل.
- سالم:
والسنهوري؟
- حسن؛ إنه سياسي له لون حزبي واضح.. وإذا أخذنا حزبيا سابقا فالنحّاس أولى.
- جمال:
ماذا تقول؟ النحاس؟!
- عبد
القادر؛ إنه يساير منطق أصحابك.. فبهذا المنطق يكون النحاس أولى.. فهو زعيم له
شعبيته بغير نزاع.. وإن كنا لا نؤيده.
- جمال:
إذا دعونا من الحزبين القدامى.. وليكن علي ماهر.
- عبد
الحكيم: أراك مصرّا على الفكرة التي أوحى إليك بها حسن.
- جمال:
أنا مُصر على فكرة اقتنعت بها.
- عبد
الحكيم: وإن سرق الحركة؟
- جمال:
لن يستطيع.. فهو عديم الشعبية.
- فريد؛ إن من عيوبه، أن وزراءه مجرد سكرتارية له.
- جمال:
هذه إحدى مزاياه؛ لأننا سنتفاهم مع شخص واحد فقط.
- كمال:
وهل وافق المستشار [الهضيبي- المرشد العام للإخوان المسلمين]؟
- حسن:
سنسافر صباح الغد لنعرض عليه الأمر.
(يُتبع)..
twitter.com/AAAzizMisr
aaaziz.com