شارك مئات المحتجين بوقفات في عدة مدن بالمغرب، ليلة الأربعاء الخميس، تنديدا
باقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد
الأقصى والاعتداء على المعتكفين داخله.
ووفق مقاطع فيديو وصور نشرها حقوقيون من "الهيئة المغربية لنصرة
قضايا الأمة" بمنصات التواصل
الاجتماعي، جرت الوقفات مباشرةً بعد صلاة التراويح.
ورفع المشاركون في الوقفات، التي جرت في مدن من بينها فاس ومكناس،
وجدة، تارودانت. لافتات تندد بالاقتحام الإسرائيلي للأقصى، وتدعم
الفلسطينيين.
كما ردد المحتجون، شعارات مساندة للقضية الفلسطينية، رافعين الأعلام
الفلسطينية وصور المسجد الأقصى، وفق مقاطع الفيديو المنشورة عبر المنصات
الاجتماعية.
وأدانت الخارجية المغربية في بيان أمس الأربعاء، اقتحام الأقصى،
وأكدت "ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن
المقدسة والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص
السلام بالمنطقة".
وأدانت قوى سياسية ومدنية مغربية اقتحام المسجد الأقصى المبارك من
طرف قوات
الاحتلال الصهيوني وجحافل المستوطنين الصهاينة واعتداءاتهم الوحشية على
المصلين والمصليات والمعتكفين والمعتكفات والمرابطين والمرابطات بالمسجد الأقصى
وباحاته.
وقد ثمّن حزب العدالة والتنمية الموقف المغربي الرسمي المدين والرافض
بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وعبّر عن اعتزازه بالمواقف الثابتة
والراسخة للعاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس في دعم الشعب
الفلسطيني والمقدسيين والدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
وأدان العدالة والتنمية واستنكر بأشد وأقوى العبارات ما أقدم عليه
العدو الصهيوني وإصراره على تدنيس حرمة المسجد الأقصى والاعتداء على الفلسطينيين
العزل وهم يقيمون الصلاة وفي عز شهر رمضان المبارك وأمام مرأى ومسمع من العالم، ودعا
الدول العربية والإسلامية لاتخاذ المبادرات والخطوات والقرارات الحاسمة ووقف مسلسل
التطبيع بما يضغط على الاحتلال الصهيوني في مواجهة أفعاله الإجرامية والإرهابية
ويدعم الفلسطينيين والمقدسيين وحقوقهم المشروعة في العيش الآمن وإقامة دولتهم
الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد العدالة والتنمية دعمه المطلق للمقاومة الفلسطينية في مواجهة
الاحتلال الصهيوني وحقها المشروع في الدفاع عن شعب فلسطين وأرض فلسطين والقدس
الشريف والأقصى المبارك.
كما أدانت جماعة العدل والإحسان بشدة الاعتداءات الوحشية على
المعتكفين والمرابطين في المسجد الأقصى واعتبرته نتيجة مباشرة للتخاذل العربي
والإسلامي الرسمي عن نجدة فلسطين وإغاثة أهلها وعدم دعم صمود المعتكفين والمقاومة
عامة في الأرض المباركة. كما اعتبرته نتيجة لتطبيع بعض الأنظمة العربية والإسلامية
(ومنها النظام المغربي) مع الكيان الغاصب لأرض فلسطين.
ودعت العدل والإحسان الأنظمة المطبعة مع الصهاينة إلى وقف كل أشكال
التطبيع، والتراجع عن مواقفها النشاز المعزولة عن هوية الأمة وعن تأييد جماهيرها
لفلسطين واعتبارها قضيتها الدينية والوطنية المصيرية، والاصطفاف مع مقدسات الأمة
في فلسطين ودعم صمود الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة.
من جهتها أعربت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة عن تضامنها المطلق
واللامشروط مع المقدسيين والمرابطين في بيت المقدس، وإدانتها الشديدة لاقتحام
المسجد القبلي بالمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين داخله.
وأكدت الهيئة في بيان لها نشرته على صفحتها الرسمية، أن مسلسلات
التسوية والسلام والتطبيع التي تزعم الأنظمة المتورطة أنها تستهدف حماية الشعب
الفلسطيني وحقوقه، هي مجرد شعارات وأباطيل يكذبها واقع الهمجية والوحشية الصهيونية
كل يوم.
من جهته قال حزب التقدم والاشتراكية المغربي المعارض، إن اقتحام قوات
الكيان الصهيوني للمسجد الأقصى، والاعتداءات الشنيعة التي أقدمت عليها قواتُ
الاحتلال الصهيوني، بمعية المستوطنين، ضد المسجد الأقصى والمقدسيين، من خلال
اقتحام المسجد وباحاته، والتنكيل الوحشي بالمصلين، يُعتبر تصعيداً خطيراً وعملاً
إرهابيا مقيتاً وانتهاكاً عنصريا صارخاً لكل القوانين الدولية والإنسانية.
وعبر المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في بيان له اليوم عن
قلقه البالغ، إزاء التطوراتِ الخطيرة والأعمال الإجرامية التي تشهدها مدينة القدس
الشريف. ويُعربُ، في هذا الشأن، عن إدانته الشديدة.
وقال البيان: "إنَّ حزبَ التقدم والاشتراكية، وهو يُثمن
الموقف الرسمي الـمُعبَّر عنه من قِبَـل بلادنا بهذا الصدد،
لَيُعرِبُ عن رفضه القاطع وإدانته الشديدة لسعي الكيان الصهيوني الغاشم نحو
تغيير الوضع التاريخي والقانوني والحضاري والثقافي والديني للقدس ومقدساتها. كما يُحَمِّلُ
إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة كامل المسؤولية عن تداعيات توجهاتها الغارقة
في التطرف الأعمى، بما يُهدد السلم والأمن في المنطقة، وفي العالم بأسره".
وأضاف البيان: "في ظل صمت المنتظم الدولي إزاء الغطرسة
الصهيونية، يُجدد حزبُ التقدم والاشتراكية نداءه إلى كل القوى والضمائر الحية من
أجل العمل، بكل الوسائل المتاحة، لأجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني،
وإقرار مُساءلة المسؤولين الصهاينة عن الجرائم التي يقترفونها ضد الإنسانية".
ولليلة الثانية على التوالي، اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية مساء
أمس الأربعاء المصلى القبلي في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة،
واعتدت على المصلين والمرابطين داخله.
ودعت جماعات إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى
بمناسبة "عيد الفصح" اليهودي الذي بدأ الأربعاء ويستمر أسبوعا، وتسود
حالة من التوتر الشديد أنحاء البلدة القديمة في القدس ومختلف أنحاء الأراضي
الفلسطينية.
وأكدت الدول العربية والإسلامية، رفضها الشديد للاعتداءات
الإسرائيلية، ودعت إلى وقفها على الفور، وفيما حثت الولايات المتحدة "جميع
الأطراف على ضبط النفس"، أعربت الأمم المتحدة عن "صدمتها" حيال
أحداث المسجد الأقصى.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة مغلقة لبحث "التطورات
الأخيرة المقلقة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحديدا اقتحام المسجد
الأقصى"، بدعوة من الإمارات والصين.