وصل وزير خارجية
دولة الاحتلال،
إيلي كوهين، إلى
تركمانستان لافتتاح
سفارة تل أبيب لدى عشق آباد، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 29 عاما.
وقال كوهين عبر حسابه على تويتر: "هبطت في تركمانستان في زيارة تاريخية بعد 29 عاما، من آخر زيارة لوزير إسرائيلي هنا".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "جئت لافتتاح سفارة إسرائيلية على بعد 17 كيلومترا من الحدود مع إيران، ولعقد سلسلة لقاءات مع الرئيس ومسؤولين آخرين".
واستطرد: "للعلاقات مع تركمانستان أهمية أمنية وسياسية كبيرة، وهذه الزيارة ستعزز مكانة دولة إسرائيل في المنطقة".
من جانبها، قالت قناة "كان" العبرية الرسمية، إنه "من المتوقع أن يلتقي كوهين مع الرئيس سردار بردي محمدوف ويفتتح المبنى الدائم للسفارة الإسرائيلية".
والتقى كوهين خلال زيارته وزير الخارجية رشيد ميريدوف، وقادة الجالية اليهودية في تركمانستان.
وكان شيمون بيريز آخر وزير خارجية إسرائيلي زار تركمانستان عام 1994، بعد ثلاث سنوات من سقوط الاتحاد السوفيتي، وفق قناة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية.
وبحسب المصدر ذاته، كان لتل أبيب سفير في عشق آباد منذ أكثر من عقد، لكنه ظل يعمل من الفنادق والمكاتب المؤقتة.
إحكام الخناق حول إيران
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، قال في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تركمانستان من أكثر دول العالم انغلاقًا، وهي الثانية بعد كوريا الشمالية، وتعتبر زيارتها جزءً من سياسة إسرائيل للسعي لتحالفات مع الدول المجاورة لإيران، مع العلم أن تركمانستان آخر دولة في الاتحاد السوفياتي السابق أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في أكتوبر 1993، وبين 1994-2003 كان تمثيلها على مستوى سفير غير مقيم، ومقره وزارة الخارجية في تل أبيب في 2009، حينها قرر وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان رفع مستواها إلى سفارة مقيمة في عشق أباد".
وأشار أنه "بين 2010-2013 عقدت محادثات سياسية بين وزارتي الخارجية للوصول لصيغة لرفع مستوى العلاقات، والاتفاق على سفير إسرائيلي مقيم مقبولاً لدى التركمان، بعد استبعادهم سفيرين عينتهما إسرائيل بدعوى أنهم عملاء استخبارات، وفي 2013 وصل شيمي تسور أول سفير إسرائيلي مقيم، فيما قرر التركمان تجديد تمثيلهم في إسرائيل بعد توقف، وفي 2013 تم تعيين السفير التركماني عطا سيرداروف سفيرا غير مقيم في إسرائيل، واعتبارًا من 2017 أصبح سفير تركمانستان في روما مسؤولا عن العلاقة مع إسرائيل".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "نطاق النشاط الاقتصادي بينهما منخفض للغاية، ففي السنوات الأولى لعبت شركة ميرهاف الإسرائيلية بهذا النشاط بتركمانستان، وأدارت معاملات لبناء وتجديد البنى التحتية للطاقة على نطاق واسع، وبعد تغيير الرؤساء في 2007 انخفض نشاطها، ومنذ 2017 حصلت زيادة بطيئة في هذا النشاط، خاصة من الشركات الإسرائيلية بمجالات المعدات الإلكترونية والأمنية، مما أوجد إمكانات للشركات من إسرائيل في مجالات الطاقة والزراعة والمياه والتقنيات الحديثة والمعدات الطبية والأمن والسلامة".
وكشف أن "علماء إسرائيليين، بمن فيهم فائزة بجائزة نوبل في الكيمياء آدا يونات بمؤتمر علمي دولي في تركمانستان، ورغم أنها تعتبر نفسها محايدة لكن سجلها في التصويت ضد إسرائيل يظل سلبياً، وهي عضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي، ولذلك شهدت علاقاتها بإيران حالات من التعاون والاستجابة بينهما، لكنهما ترتبطان بعلاقات تاريخية وثقافية قوية، وتشتركان في حدود 1148 كم، وتتمتعان بعلاقات جيدة وتعاون في مجالات الاقتصاد والنقل وتطوير البنية التحتية والطاقة، وهي الشريك التجاري الثالث لتركمانستان بعد الصين وروسيا".
اظهار أخبار متعلقة
في سياق متصل، أكدت صحيفة
يديعوت أحرونوت أن "الدفء الظاهر بعلاقات إسرائيل وتركمانستان وأذربيجان، الدولتان المسلمتان على حدود إيران يقلقها، لأنها ترى محاولة إسرائيلية لوضع "رابط خانق" حولها، لأنها بالتزامن مع زيارة كوهين الى تركمانستان، فإنه يخطط لزيارة مماثلة لأذربيجان، أول دولة إسلامية شيعية تفتح سفارة في تل أبيب".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "يتوقع أن يزور يتسحاق هرتسوغ أذربيجان في مايو، على خلفية علاقاتهما الدافئة، عقب اندلاع نزاع دبلوماسي حاد بين باكو وطهران، التي طالبت بتوضيح منها، وحذرتها أنها لن تظل غير مبالية بما تسميه "الجبهة الموحدة لإسرائيل وأذربيجان بمواجهة إيران"، مع أن حدودهما المشتركة تبلغ 765 كم، وعشرات ملايين الأذريين يعيشون في إيران، التي غضبت من كلام كوهين في البيان المشترك مع بايرموف لتشكيل جبهة موحدة ضد إيران، وتعزيز التعاون في الاقتصاد وأمن الطاقة والابتكار".