في الوقت الذي يتعثر فيه مسار
التطبيع العربي الإسرائيلي
في ضوء السياسات العنصرية للاحتلال، كشفت أوساط دبلوماسية إسرائيلية أن وزير الخارجية
الأمريكي أنتوني بلينكن يدرس تعيين السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو
مسؤولاً بوزارة الخارجية الأمريكية عن موضوع اتفاقات التطبيع، وفق ما أكده اثنان من
كبار المسؤولين الأمريكيين.
باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "
ويللا" زعم
أن "هذا التعيين، في حال تم، سيكون بمثابة بيان التزام أكثر أهمية من جانب إدارة
الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بتعزيز التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، ويشير لمحاولتها
الترويج لاتفاقيات إضافية قبل الانتخابات الرئاسية في 2024، ولذلك من المتوقع أن يزور
مدير عام وزارة الخارجية واشنطن، ويلتقي مع مستشاري بايدن لإجراء محادثات في هذا الشأن،
مع العلم أن هذا المنصب لم يكن موجودًا حتى الآن بوزارة الخارجية الأمريكية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذا التعيين
يعني التزاما أكثر أهمية من إدارة بايدن بتعزيز اتفاقيات التطبيع الإسرائيلي العربي
التي بدأتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ومثل هذه الخطوة ستظهر أن الإدارة الحالية
قررت بذل جهد إضافي للترويج لاتفاقات جديدة في الوقت المتبقي حتى الانتخابات الرئاسية
للولايات المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، مع أنه في الأشهر الأخيرة منذ تشكيل
حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، شرعت الدول العربية المطبّعة مع إسرائيل بتبريد علاقاتها،
وامتنعت عن الترويج لتحركات علنية مع إسرائيل".
وأشار إلى أن "بلينكن يفكر بتعيين شابيرو جزئيًا بعد رحيل
نائبة مساعده يائيل لامبيرت، المسؤولة عن قيادة "
منتدى النقب التطبيعي"،
وستتولى قريباً منصب سفيرة الولايات المتحدة في الأردن، بجانب ضغوط أعضاء الكونغرس
الديمقراطيين والجمهوريين على الإدارة للقيام بخطوات إضافية لتعزيز اتفاقيات التطبيع،
حيث نشروا قبل ثلاثة أسابيع بيان دعم لها بأغلبية 400 عضو مقابل 19، وفي شباط/ فبراير،
قدموا بقيادة العضو الديمقراطي ريتشي توريس مشروع قانون يلزم الإدارة بإنشاء منصب المبعوث
الخاص لاتفاقيات التطبيع".
وأكد أن "المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن بلينكين لم
يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن إنشاء المنصب الجديد، وكيفية تحديده بالضبط في التسلسل
الهرمي داخل الوزارة، وما زال يدرس عدة خيارات، مع العلم أنه في الأشهر الأولى بعد
تولي إدارة بايدن، درس بالفعل تعيين شابيرو في ذات المنصب، ولكن في النهاية تم إلغاء
التعيين بسبب صراع على السلطة بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية بشأن من سيكون مسؤولاً
عن القضية".
تجدر الإشارة إلى أن شابيرو عمل ست سنوات سفيرا في تل أبيب
خلال ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما، وبين آب/ أغسطس 2021 وآذار/ مارس 2022 عمل
مستشارا للمبعوث الأمريكي لإيران روبرت مالي خلال هذه الفترة، وركّز على الاتصالات
مع إسرائيل بشأن القضية الإيرانية، ثم عمل باحثا بمعهد الأبحاث "أتلانتيك كاونسل"
في واشنطن الذي يقود مبادرة N7 لمنتدى للكيانات الحكومية وغير الحكومية من إسرائيل
وست دول عربية مطبّعة.
من جهته، سيلتقي مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية رونان
ليفي الذي يزور واشنطن هذا الأسبوع مع نظيره ويندي شيرمان، والمسؤول عن الشرق الأوسط
في البيت الأبيض بريت ماكغورك ومستشار بايدن الكبير عاموس هوخشتاين، المسؤولان عن جهود
تعزيز التطبيع مع السعودية، وسيثير في محادثاته منتدى النقب، الذي كان سيعقد بداية
العام في المغرب، لكنه رفض بسبب الحساسية تجاه الحكومة اليمينية الجديدة.
اظهار أخبار متعلقة
موريا فالبيرغ مراسلة "
القناة 13"، كشفت أن
"الولايات المتحدة ودول اتفاقات التطبيع طلبت تغيير اسم "منتدى النقب"،
الذي أقامته حكومة بينت-لابيد في 2022، وشاركت فيه الإمارات والبحرين مع دول أخرى،
لأنه من وجهة نظر الدول الشريكة فإن اسم المنتدى تم تحديده مع إسرائيل، والهدف هو اختيار
اسم أكثر عمومية يساعد في إضافة شراكات إضافية، وقد وافقت إسرائيل على الطلب، وتدرس
عددًا من الخيارات".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذا
الطلب غير المعتاد قوبل بهجوم من زعيم المعارضة ومؤسس المنتدى يائير لابيد الذي اعتبره
وصمة عار، متهما الحكومة الحالية بالتخلي عن "الكبرياء القومي"، رغم وجود
محاولات إسرائيلية لتفادي تأجيل آخر للمنتدى الذي كان مقررا في المغرب بسبب الأوضاع
الأمنية الحساسة، وقررت قبول الطلب، حيث يتم الآن النظر في عدة بدائل، كلها باللغة
الإنجليزية".