أعرب الرئيس
التونسي قيس سعيد عن ترحيبه بعودة
سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تجميد عضويتها لنحو 12 عاما، على هامش لقائه برئيس النظام السوري
بشار الأسد الذي قال؛ إن "تونس لم تتغيّر".
وأفادت رئاسة الجمهورية التونسية في بيان بلقاء سعيّد ببشار الأسد في مدينة جدة السعودية، على هامش المشاركة في القمة العربية 32.
وأعرب سعيد عن "الأمل في أن يستعيد هذا البلد (سوريا) عافيته، ويحافظ على وحدته واستقراره، ويحسم شعبه أمره بنفسه بعيدا عن كل التدخلات الخارجية؛ حتى تعود سوريا منارة للعلم والثقافة وتضطلع بدورها الطبيعي إقليميا ودوليا".
وأعرب سعيد عن "بالغ سعادته بعقد هذا اللقاء التاريخي، الذي يعكس علاقات الأشقاء بين تونس وسوريا"، وفق البيان.
كما تطرق اللقاء إلى "العلاقات التاريخية والوطيدة بين البلدين، وضرورة توسيعها نحو مجالات واعدة، وفق فكر مستقل جديد وتصورات غير تقليدية"، بحسب بلاغ الرئاسة التونسية.
وتم الاتفاق، في هذا السياق، على تكثيف آليات وفرص الاتصال والتشاور والتنسيق بين البلدين على مختلف المستويات وفق الرئاسة التونسية.
من جهته، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد؛ إن "تونس ااستخدمت كإحدى المنصات للتآمر على سوريا وعلى الفكر والانتماء العربيين، وكإحدى منصات نشر الفكر الظلامي الذي يريدون أن يسود في البلدان العربية ''، وفق تعبيره.
وأضاف في تصريح للتلفزيون التونسي الرسمي: ''السؤال الذي كان يطرح في سوريا في أثناء الحرب، هو: هل يا ترى الشعب العربي تغيّر؟ هل يا ترى سوريا وحيدة؟ لكن بعد لقائي بقيس سعيد، تأكّدت من أنّ الشعب العربي لم يتغير وتونس لم تتغيّر''.
واعتبر بشار الأسد أنّ تونس كانت تُظهر التّوجّه الشعبي الحقيقي، رغم الظروف التي مرت بها خلال العقد الماضي. وتابع: ''حتى الاستعمار الفرنسي الذي عمل على فرنسة المغرب العربي، لم يتمكّن من تغيير الشعوب، وهذا أهم من ما وقع في العقد الماضي''.
والشهر الماضي، عين سعيد، محمد المهذبي سفيرا لبلاده في دمشق، للمرة الأولى منذ قطع علاقات البلدين في شباط/ فبراير 2012، بعد نحو أسبوع من زيارة رسمية قام بها وزير الخارجية فيصل المقداد إلى تونس.
وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في 4 شباط/ فبراير 2012؛ احتجاجا على قمع مظاهرات تطالب بالديمقراطية في عام 2011، التي تصاعدت لاحقا إلى صراع مسلح أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين، ودفع الملايين إلى الفرار.
وأعادت تونس تركيز بعثة دبلوماسية محدودة في سوريا في عام 2017 للمساعدة في تعقب أكثر من 3000 مقاتل تونسي سافروا إلى سوريا للانضمام إلى "تنظيم الدولة"، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن "مسألة النظام السوري تهم السوريين وحدهم، ونحن نتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لنا في خيارات الشعب السوري"، مضيفا أن "هناك جهات كانت تعمل على تقسيم سوريا لمجموعة من الدول منذ بداية القرن 20 ولن تقبل بذلك".
إظهار أخبار متعلقة
وقبل تعيين السفير، عززت تونس بعثتها الدبلوماسية في دمشق بدبلوماسين من بيروت، لكن مع إعلان الرئيس أنه يجب اتخاذ قرار، فمن المتوقع على نطاق واسع أن تعين وزارة الخارجية قريبا سفيرا لها في دمشق.
ورغم قرار قطع العلاقات، افتتحت تونس في تموز/ يوليو 2014 مكتبا للخدمات الإدارية والقنصلية لفائدة الجالية التونسية في سوريا، قبل أن تُعيّن وزارة الخارجية التونسية قنصلا عاما (دون رتبة السفير) في دمشق، عام 2015، في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
وعقب الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا في 6 شباط/ فبراير الماضي، أرسلت السلطات التونسية مساعدات وفريق إنقاذ إلى دمشق لإغاثة المتضررين، عبر طائرة وصلت إلى مطار حلب الخاضع لسيطرة حكومة الأسد.