ما تفتأ حكومة
الاحتلال تخرج من أزمة دبلوماسية مع واحدة من دول العالم حتى تدخل في أخرى.. وكان آخرها ما تلقاه وزير الشتات عميحاي شيكلي من حزب الليكود، الذي سيزور
كندا لمدة يومين الأسبوع المقبل، من انتقادات حادة من أعضاء الائتلاف في البرلمان الكندي، لأن الغرض من زيارته عقد لقاءات مع الإنجيليين اليمينيين المتطرفين.
وقال أعضاء البرلمان إن الوزير وحكومته
الإسرائيلية يهتمون بتطوير العلاقات مع اليمين المتطرف، ولكن بعد تدخل وزارة الخارجية الإسرائيلية، فقد غيّر شيكلي جدوله الزمني، وسيلتقي بقادة الأغلبية.
تال شنايدر المراسلة السياسية لموقع زمن إسرائيل، نقلت عن "أعضاء البرلمان الكندي أنهم أبلغوا مبعوثي وزارة الخارجية في كندا عن غضبهم من جدول أعمال الوزير شيكلي، لأنها تعطي الأولوية للاجتماعات مع اليمين المتطرف في كندا، وقد احتجوا على أن زيارته لا تتفق مع البروتوكول، دون دعوة رسمية من الوزير المسؤول، خاصة أن السياسة الكندية تميل نحو الجانب الليبرالي من الخريطة السياسية في السنوات الأخيرة، كما أن الحزب اليميني المحافظ بقيادة بيير بوليبرت، بعيد عن العودة للسلطة".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "الحكومة الإسرائيلية، خاصة حزب الليكود، تبحث دائمًا عن روابط مع اليمين القومي الديني المسيحي في الدول الغربية، أما في كندا فإن الحكومة هناك في يد اليسار الليبرالي، ولا يتوقع أي تغيير في هذا الجانب، ومع ذلك فقد تلقى الوزير شيكلي مؤخراً دعوة من هيئة مسيحية كندية تسمى "تجمع حلفاء إسرائيل"، وترتبط بشبكة عالمية تسمى "مؤسسة الحلفاء الإسرائيلية"، ويمثلها في البرلمان الكندي ليزلين لويس، عضو حزب المحافظين، وينظر إليه على أنه علامة يمينية متطرفة".
وأشار إلى أن "لويس تلقى مؤخرًا انتقادات عامة واسعة النطاق بعد لقائه بعضو البرلمان الأوروبي كريستيان أندرسون عضو حزب البديل من أجل ألمانيا (German Afd)، وقد وصله النقد من المنظمات اليهودية ورئيس الوزراء جاستن ترودو، حتى إن زعيم المحافظين بوليفار نشر بيانًا يدين اتصالاته بأندرسون".
وأوضح أن "رحلة شيكلي إلى كندا يومي 30-31 مايو، تضمنت دعوة للمشاركة بفعاليتين مع المنظمات المسيحية، أولاهما مع كتلة حلفاء إسرائيل التي تنوي عقد مؤتمر في أوتاوا، وثانيهما عقد لقاء بالكلية الإنجيلية في تورنتو، وسبق أن زارها سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان، لكن السفارة الإسرائيلية في كندا لا تقيم أي علاقات معها، يُنظر إليها بوصفها مؤسسة يمينية متطرفة، ورغم ذلك فإن شيكلي ينوي المثول أمامها، ما حدا بمستشار وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي لانتقاده أمام الدبلوماسيين الإسرائيليين في كندا".
وأشار إلى أنه "كان يجب أن يشمل برنامج زيارة شيكلي العمل مع المنظمات اليهودية في الشتات، و10٪ فقط مع تلك المنظمات المسيحية، وبسبب برنامجه تلقت السفارة الإسرائيلية في كندا تحديثًا للجدول الزمني المخطط لشيكلي، وتضمن تحذيرًا من الصعوبات التي تسببها لقاءاته مع هذه المنظمات اليمينية، ما حدا باعتراف السفارة الإسرائيلية في أوتاوا للاعتراف بأن الوزير ارتكب خطأ، لأن مثل هذه الزيارة يجب أن تمرّ عبر الهيئات الرسمية في الدولة منذ البداية".
يتزامن هذا الغضب الكندي من زيارة الوزير الإسرائيلي مع المخاوف من وصول حركة المقاطعة العالمية "بي دي أس" إلى كندا، وما شهدته السنوات الأخيرة من حملة لرفع الدعاوى القانونية والقضائية ضد وسائل الإعلام التي تبدي تعاطفا مع الاحتلال، بعد أن كانت أمريكا الشمالية معقلا له ولجماعات الضغط الموالية له، ما أثار كثيرا من القلق من تغير موازين القوى السياسية لصالح
الفلسطينيين، وضد الاحتلال.