أظهرت نتائج الانتخابات التركية، بعد حسمها
لصالح الرئيس رجب طيب
أردوغان، تغيرا في خطاب وسائل إعلام غربية، بعد شنها هجوما
وتحريضا ضده، إلى أهمية العمل معه بسبب نيله ثقة شعبية كبيرة ببلاده.
وفاز الرئيس أردوغان في الجولة الثانية بولاية
جديدة بتأييد 52.18 بالمئة من الأصوات، مقابل 47.82 بالمئة لكليتشدار أوغلو، وفق ما
أعلنت الهيئة العليا للانتخابات.
وكانت صحيفة الإيكونوميست من أوائل وسائل
الإعلام الغربية التي شنت هجوما على أردوغان، ووصفته قبل الجولة الأولى، في مانشيت
كبير، بـ"الديكتاتور"، وقالت إنه "يجب على أردوغان الرحيل".
اظهار أخبار متعلقة
وقالت الصحيفة: "إن طرد أردوغان سيُظهر
للديمقراطيين في كل مكان أنه يمكن هزيمة الرجال الأقوياء".
في 29 مايو/ أيار الماضي، عنونت
"الإكونوميست" معلقة على فوز الرئيس التركي قائلة: "أظهر فوز
أردوغان الرئاسي في
تركيا مدى القوة التي يتمتع بها بالفعل".
من جانبها، كانت صحيفة لوموند الفرنسية نشرت
قبل إعلان فوز أردوغان عدة عناوين تشكك في قدرته على الحصول على أصوات الشعب،
بينها "تركيا: هل يترك أردوغان السلطة إذا خسر؟"، وتساءلت أيضا "هل
نعيش بداية نهاية حقبة أردوغان؟"
لكن بعد ظهور النتائج، وصفت "لوموند"
الفرنسية فوز أردوغان بأنه "تاريخي"، وعنونت في تقرير نشر الاثنين، في
نسختيها الفرنسية والإنجليزية "انتخابات تركيا: أردوغان يفوز بولاية ثالثة
تاريخية".
كما وصفت الرئيس التركي بأنه شخص "لا يمكن
هزيمته" في عنوانها "انتخابات تركيا: أردوغان الذي لا يغرق".
وقالت عنه إنه "تمكن طوال عشرين عاما من
التغلب على كل شيء: أزمات سياسية واحتجاجات جماهيرية وفضائح فساد ومحاولة انقلاب
عسكري".
أما صحيفة إندبندنت، فنشرت عناوين تشكك في
إمكانية الفوز، قبل الجولة الأولى، وقالت: "أردوغان يواجه خطر فقدان
السلطة".
وأعربت الصحيفة عن دهشتها من قدرة الرئيس
أردوغان على الفوز رغم الكثير من التحديات، وعنونت متعجبة: "كيف يحافظ الرئيس
التركي على شعبيته على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية".
وقالت أيضا إن "أردوغان هو وحده الذي يعرف
خططه لمستقبل تركيا".
بدورها صحيفة لاكسبريس الفرنسية، بعدما استخدمت
الصحيفة الفرنسية في عدة مواضع عناوين معارضة للرئيس أردوغان قبيل إعلان فوزه،
بينها "أردوغان ومخاطر الفوضى" و"أردوغان - بوتين، ميثاق الحكام
المستبدين"، غيرت الصحيفة نبرتها بعد انتخابات الأحد الماضي.
واختارت الصحيفة عناوين تبرز قدرة أردوغان على
تحقيق الفوز، بينها "أردوغان لا يهزم، ويعرف كيف يجلب الأصوات إلى صناديق
الاقتراع"، و"على الغرب أن يتعلم كيف يتعايش مع أردوغان".
اظهار أخبار متعلقة
من جانبها، شنت مجلة دير شبيغل الألمانية هجوما
على أردوغان، ففي الأسبوع الأول من شهر مايو/ أيار، نشرت المجلة غلافا ظهر فيه
الهلال العثماني ورمز الدولة التركية مكسورا، وعرش محطم يجلس عليه الرئيس الحالي
رجب طيب أردوغان، وهو ما رآه كثيرون إساءة كبيرة لتركيا.
وعنونت "دير شبيغل" الصورة بـ
"أردوغان، الفوضى أو الانقسام في حال الخسارة"، في إشارة إلى منعطفات
خطيرة قد تشهدها تركيا بعد الانتخابات.
وبعد إعلان فوزه، قالت المجلة: "يبدو أن
رجب طيب أردوغان حصل على دعم كبير من الناخبين في ألمانيا. يمكن رؤية فرحة نجاحه
في مدن مثل ميونيخ ودويسبورغ وبرلين".
وعلقت متسائلة: "فاز رجب طيب أردوغان مرة
أخرى في انتخابات الإعادة للرئاسة، كيف فعلها؟".