اعتبرت
الجزائر، الإعلان الصادر من السلطات
المغربية عن اعتراف
الاحتلال الصهيوني بسيادة المغرب على أراضي
الصحراء، خرقا للقوانين الدولية.
وجاء في بيان وزارة الخارجية، اليوم الخميس، أن "الجزائر أخذت
علما بإعلان السلطات المغربية اعتراف الاحتلال الصهيوني بالسيادة المزعومة للمغرب
على أراضي الصحراء الغربية ويعتبر هذا الفعل الصادر عن سلطة احتلال لها سجل أسود
في خرق القوانين الدولية وقرار الشرعية الدولية حلقة جديدة في سلسلة المناورات
وسياسة الهروب إلى الأمام التي ينتهجها الاحتلال المغربي".
وحسب البيان ذاته، "فإن هذا القرار الذي يعد خرقا فاضحا للقانون
الدولي ولقرارات مجلس الأمن ولوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص قضية
الصحراء الغربية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، تناسق سياسات المحتلين وتواطئهما
المشترك في خرق القوانين الدولية والدوس على الحق المشروع للشعب الفلسطيني في
إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وللشعب الصحراوي في تقرير مصيره كاملا
غير مبتور".
وأضافت الوزارة أن "هذه الخطوة التي لا تعدو إلا أن تكون صفقة
مفضوحة لا يمكنها بأي حال من الأحوال إضفاء الشرعية على احتلال الأراضي الصحراوية
ولا المساس بحق الشعب الصحراوي، غير القابل للتصرف ولا السقوط بالتقادم، في تقرير
مصيره طبقا لقرارات مجلس الأمن ولوائح الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي".
والإثنين الماضي أعلن الديوان الملكي المغربي، أن
إسرائيل اعترفت
بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، حسب رسالة تلقاها الملك محمد السادس من رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتضمنت الرسالة، وفق بيان للديوان الملكي، "قرار الوزير الأول
الإسرائيلي لدولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية".
وأكد نتنياهو، أن "موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق
الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة"، بحسب ذات البيان.
وشدد البيان أيضا، على أنه سيتم "إخبار الأمم المتحدة،
والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان
التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار".
واعتبر البيان أن إسرائيل تدرس، إيجابيا، "فتح قنصلية لها
بمدينة الداخلة"، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا.
وأمس الأربعاء بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس، رسالة إلى بنيامين
نتنياهو، الوزير الأول لدولة إسرائيل، أكد فيها على أن القرار "الهام"
لدولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على صحرائها، والنظر إيجابياً في
فتح قنصلية بمدينة الداخلة، "صائب ومتبصر".
ووجه العاهل المغربي دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة
المغرب، وقال: "كما سبق وأكدت لكم، خلال محادثتنا الهاتفية بتاريخ 25 كانون
أول / ديسمبر 2020، فإني أرحب بكم للقيام بزيارة إلى المغرب في موعد يحدَّد عبر
القنوات الدبلوماسية، بما يناسبنا معاً".
ولم يذكر البيان كيفية توصيل الرسالة أو من سلمها للملك، فيما لم
يصدر بيان رسمي فوري من تل أبيب بشأن الأمر.
وفي 10 ديسمبر/كانون أول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب، استئناف
العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000.
وفي 22 من الشهر ذاته، وقعت الحكومة المغربية، "إعلانا
مشتركا" بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي
إسرائيلي أمريكي للعاصمة الرباط.
وترفض هيئات وأحزاب مغربية هذا التطبيع، عبر عدد من الاحتجاجات
والفعاليات المختلفة.
وتقترح
الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو
"البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي
تستضيف لاجئين من الإقليم.