جددت حركة "التوحيد والإصلاح"، الجناح الدعوي لحزب العدالة
والتنمية في
المغرب، رفضها للتطبيع مع
إسرائيل باعتباره مسارا قد يجعل المغرب "ساحة
للصراعات الإقليمية والدولية والاختراق الصهيوني بما يهدد الأمن والاستقرار في
المنطقة".
واعتبرت الحركة في بيان لها أصدرته مساء أمس الأحد، في ختام لقائها
السنوي الذي استمر 3 أيام في مدينة تارودانت، أن مسار
التطبيع "لا ينسجم مع
دور المغرب المنخرط بقوة في دعم الحق والنضال الفلسطيني عبر التاريخ".
ودعت الحركة مجددا الرباط إلى "التراجع عن مسار التطبيع وقطع
العلاقات مع الكيان الصهيوني، والانحياز لتاريخ المغرب المجيد في نصرة القدس".
ودعت إلى تفويت الفرصة عن الخصوم "الذين يستغلون كل محطة
لمزيد من التوتر والإساءة لصورة المغرب الذي ما فتئ يعلن أن القضية الفلسطينية هي
في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية".
وجددت رفضها لجعل قضية الصحراء "موضوع ابتزاز أو مساومة أو
مقايضة، لأنها قضية عادلة تتعلق بوحدة الأمة ورفض التجزئة والانفصال".
وفي ما يخص تكرار حوادث حرق المصحف الشريف، أدانت الحركة بشدة إقدام
عدد من المتطرفين على حرق المصحف.
واعتبرت هذا العمل "جريمة نكراء تترجم مدى الحقد المتنامي ضد
رموز الإسلام، والذي يسجل من حين لآخر في أكثر من دولة أوروبية".
وأضافت أن ذلك يشكل "عدوانا صارخا، وانتهاكا جسيما للمواثيق
الدولية الداعية إلى احترام المعتقدات الدينية وعدم ازدراء الأديان".
داخليا جددت حركة التوحيد والإصلاح، تنويهها بالدعوة الملكية لإطلاق
ورش تعديل مدونة الأسرة التي وردت في خطاب العرش للسنة الماضية، واعتبرت النقاش
العمومي الذي تعرفه الساحة الوطنية في هذا الموضوع فرصة للوقوف على المكتسبات
المهمة التي تحققت للأسرة بالمغرب والتي تتطلب تحصينها وتثمينها..
وكان لافتا للانتباه أن حزب العدالة والتنمية، اختار الصمت إزاء
الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على الصحراء، والرسالة الجوابية من الملك محمد
السادس إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقد وجه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران منظوري
حزبه إلى عدم التعليق على الخطوة الإسرائيلية تجاه الصحراء.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد بعث الأربعاء الماضي، برسالة
إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعاه فيها إلى زيارة المملكة، عقب
اعتراف تل أبيب بسيادة الرباط على إقليم الصحراء.
والاثنين الماضي، أعلن الديوان الملكي المغربي، أن إسرائيل اعترفت
بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، حسب رسالة تلقاها الملك محمد السادس من نتنياهو.
وفي 10 كانون أول/ ديسمبر 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب، استئناف
العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000.
وفي 22 من الشهر ذاته، وقعت الحكومة المغربية، "إعلانا
مشتركا" بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي
إسرائيلي أمريكي للعاصمة الرباط.
وترفض هيئات وأحزاب مغربية هذا التطبيع، عبر عدد من الاحتجاجات
والفعاليات المختلفة.
وتقترح
الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو جبهة
"البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي
تستضيف لاجئين من الإقليم.