الصيف صديق المهاجرين نحو أوروبا.. مافيات التهريب وجدران الحدود من المنتصر؟

"نقطة الوصل بين الشرق والغرب" توصيف طالما حظيت بها تركيا عند مقارنتها بمثيلاتها من الدول، فهي الواصلة بين آسيا وأوروبا بموقع يتوسط القارتين ويطل على 3 بحار ويملك مفاتيح مضيقين بحريين.

أهلها هذا الموقع، لتكون نقطة انطلاق للهاربين من جحيم بلادهم والحالمين بغد أفضل في القارة العجوز، حيث كانت تركيا منذ عقود معبرا وطريقا رئيسيا للهجرة غير الشرعية تجاه أوروبا.

ومع تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط وآسيا عموما، وازدياد بؤر التوتر وأماكن النزاع، فضلا عن الأزمات الاقتصادية، انتعشت بشكل كبير طرق التهريب من تركيا إلى أوروبا خلال العقد الأخير.

جدار الخطر
يمثل اجتياز الحدود التركية نحو بلغاريا أو اليونان أهم مراحل الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا حيث تصب اهتمامات كل من تركيا وأوروبا واليونان على وقف تدفق المهاجرين عبر مسك ومراقبة الحدود الفاصلة بين تلك البلدان.

ويبلغ طول الحدود بين بلغاريا وتركيا 260 كم بين ولاية أدرنة التركية ومقاطعة روميليا الشرقية البلغارية، بينما بصل طول الحدود التركية اليونانية 212 كم، هذا فضلا عن السواحل التركية التي يستخدمها المهاجرون للعبور بحرا نحو اليونان.

اظهار أخبار متعلقة

نهر إيفروس
يتردد هذا الاسم كثيرا بين أوساط المهاجرين، فهو يمتد على مسافة 200 كيلومتر ليشكل الحدود البرية الوحيدة بين تركيا واليونان، تضيق بعض أجزائه إلى مئات الأمتار فيما يبلغ عرض أجزاء أخرى بضع كيلومترات.

ابتلع النهر جثث مئات المهاجرين حتى صار كابوسا لمن يرد العبور، ودفنت في قاعه أحلام مئات الطامحين بحياة أفضل من تلك الي يعانون منها في بلدانهم.

واجهت اليونان اتهامات بانتهاكات حقوق طالبي اللجوء وإعادتهم قسريا إلى تركيا، فضلا عن ارتكاب حرس الحدود اليوناني جرائم ضد المهاجرين شملت العنف والتعذيب الذي يفضي أحيانا إلى الموت.

وتعد منطقة نهر إيفروس الممتدة على مدى 200 كيلومتر محظورة تماما ويمنع على الصحافة أو حتى المنظمات الحقوقية من الاقتراب إليها.

اليونان.. نهر ايفروس
فيديو يوثق لحظة جر جثة مهاجر سوري من قبل حرس حدود اليونان

مهاجر ينادي صديقه الذي غرق (ابو نضال ابو نضال)، هناك جثتين من أصل ثلاثة جثث
المعلومات تقول إن الثلاثة قفزوا من القارب هربا من حرس الحدود، اثنين سحبتهم المياه النهر والآخر مات بسبب الضرب والتعذيب pic.twitter.com/iu5JpsDMQs

— 〰️☕▪️ (@solimanseid) July 2, 2022

خطوط التهريب
يرسم (ياسين) الاسم المستعار لأحد المهربين لـ "عربي21", طرق نقل المهاجرين إلى القارة العجوز، بدءا من نقطة الانطلاق التي تكون عادة مدينة إسطنبول.

وقال ياسين، "بعد الوصول إلى الحدود التركية البلغارية في ولاية أدرنة، يختار المهربون وقتا تقل فيه الدوريات الحدودية، قبل أن يقصوا الشريط الحدودي ليدخل اللاجئون الجانب البلغاري من الحدود، ليتابعوا طريقهم عبر نقاط حددها المهرب على نظام "GSP” حتى يصلوا لنقطة معينة وهناك تحدد الظروف وقت الانطلاق باتجاه العاصمة صوفيا عبر سيارات خاصة بشبكات التهريب".

#بلغاريا
اطلاق نار مباشر على لاجئين حاولوا عبور الحدود البلغارية pic.twitter.com/83n0q2LuX6

— 🌷(KAMAL)🌷 (@KAMAL26796389) December 9, 2022

وتابع "عادة ما يوفر المهربون سكنا للمهاجرين داخل صوفيا، قبيل الذهاب نحو الحدود الصربية، والالتزام بالنقاط المرسومة عبر نظام تحديد المواقع، بهدف الوصول إلى العاصمة بلغراد".

"من بلغراد يأخذ المهربون المهاجرين غير الشرعيين، إلى المجر أو كرواتيا اللتان تعتبران المرحلة قبل الأخيرة في طريق الوصول إلى أوروبا حيث عند الوصول لإحدى الدولتين يحدد اللاجئون وجهتهم الأخيرة والدولة التي يريدون تقديم اللجوء فيها"، بحسب ياسين.

ويسترسل (ياسين) متحدثا عن الخيار الثاني أمام الحالمين بالوصول إلى أوروبا، ويتمثل بالتوجه بحرا من السواحل التركية تجاه اليونان حيث تكون جزيرة رودوس المحطة الأولى قبل الانتقال للعاصمة أثينا.

در این ویدیو واضع معلوم میشود که کشتی مهاجرین در آب های یونان چگونه و توسط کی ها در آب غرق میشود
کجا است نهاد حقوق بشر؟
کجا شد انسانیت؟؟
💔😥 pic.twitter.com/4n3CekAEwx

— آژانس خبری قیام ملی (@afg_uprising) June 20, 2023

وتعد أثينا نقطة أمان للكثير من المهاجرين حيث تختفي هناك مخاوف الإعادة القسرية إلى تركيا، وتتاح خيارات أخرى أكثر سهول للوصول إلى أوروبا الغربية أبرزها السفر جوا بجواز سفر مزور يشتريه المهاجرون من سماسرة هناك بآلاف الدولارات.

ويضيف "المهرب" إن الطريق الأكثر شيوعا بين المهاجرين تلك التي يسلكونها برا من تركيا إلى اليونان حتى الوصول إلى منطقة سالونيك شمالي اليونان، ثم الاتجاه نحو ألبانيا أو مقدونيا ثم صربيا بذات الطرق.

لاجئين اكراد "أطفال - نساء - شباب" عالقين في البحر بين يونان وتركيا والحكومتين ترفض دخولهم للبلاد والمركب عاطل والاطفال يبكون من شدة الجوع pic.twitter.com/EY1oqaBVeG

— Bilal kurdi (@Bilalkurdi111) August 26, 2022

مافيات التهريب
رفض (ياسين) الحديث عن الجهات التي تقف وراء مافيات التهريب مكتفيا بالقول، "إنها شبكات لا تختلف عن تلك التي تمتهن أي مهنة أخرى لاسيما أننا نساعد الهاربين من بلدانهم بالوصول إلى دول يعيشون فيها حياة كريمة"

وعن جنسيات المهربين ذكر ياسين، "هناك مهربون من عدة جنسيات لكن غالبيتهم من السوريين المنحدرين من محافظات الرقة ودير الزور، ولعل الطبيعة العشائرية لتلك المناطق جعلت بعض أبنائها يقدمون على هذا العمل المحفوف بالمخاطر".

ويسرد المهرب تفاصيل عمل شبكات التهريب قائلا، " كل شبكة تمتلك الرأس زعيم الشبكة والسمسار المكلف والدليل الميداني في الرحلة،  حيث يحدد رأس الهرم في الشبكة يحدد نقاط السير عبر "GPS” والمسؤول عن تأمين أماكن بقاء المهاجرين في محطات تنقلهم، فضلا عن مسؤوليته عن إدارة عمليات استلام وتحويل الأموال، وتوجيه المهرب الميداني "الريبري" أثناء الرحلة".

وأضاف ياسين، "أن السمسار الذي عادة يكون منهمكا على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر السوق التي يروج المهربون فيها عروضهم لرحلة آمنة وسريعة، بينما يكون "الريبري" هو دليل المهاجرين غير الشرعيين، الذي يقودهم ويسير معهم قاطعا الحدود من بلد إلى بلد في سيناريو هوليودي مليء بالمخاطر".

وعن تكلفة الرحلة قال، "إن الأسعار باتت ترتفع كلما زادت الدول إجراءاتها للحد من الهجرة غير الشرعية إذ قفزت الأسعار إلى نحو 8000 دولار للرحلة برا بعد أن كانت بنصف هذا المبلغ قبل 3 سنين، فيما يصل سعر الرحلة جوا بجواز سفر مزور إلى 15 ألف دولار وقد تصل لأكثر من ذلك في بعض الأحيان، فالتكلفة ترتفع كلما كانت الطريق أكثر أمنا وسرعة".

جهود ذاتية
ظهرت خلال السنوات الأخيرة عدة طرق لوصول المهاجرين من تركيا إلى أوروبا لا تعتمد على شبكات التهريب المعروفة، إذ يجتمع عدد من المهاجرين ويتواصلون مع فرق عبر تطبيق التلغرام بهدف الهجرة بجهود ذانية من دون الاعتماد على المهربين.

وتحدث محمد ذو 25 عاما عن رحلته إلى النمسا عبر "فريق مغامرون" قائلا، "يجتمع من يرغب بالهجرة لتكوين فريق من 10 أشخاص مثلا لا يتمكن أغلبهم من الوصول إلى أوروبا بسبب ارتفاع التكاليف، فيقدمون على الذهاب بالاعتماد على جهودهم الذاتية، ولا يحتاجون عادة سوى لمعدات السفر. والمشي الطويل وشراء نقاط التحرك من أحد المهربين".

ويضيف، "ليس السبب المادي هو العائق الوحيدة للهجرة بواسطة شبكات التهريب، فالأخيرة باتت تفتقد للمصداقية بشكل كبير، وقد يتعمد المهرب تسليم المهاجرين لحرس الحدود للنجاة بنفسه".

مطاردة مهاجرين سوريين في غابات بلغاريا.. . https://t.co/0NORmyYEQT ...كماورد ماشاء الله صاعقة وما بحاجة تدريب لو....😔 pic.twitter.com/y5OpJpmxxg

— abdullsamad aboadam (@abdullsamadabo1) September 22, 2022

وتابع، "شراء معدات السفر ليس بالأمر المكلف والانضمام لفريق مهاجرين أصبح سهلا بوجود مواقع التواصل الاجتماعي كما لا يتعدى سعر نقاط السير الـ 1000 دولار، لذا فإن الهجرة عبر "الفرق" أفضل من الارتباط بشبكات التهريب التي لا تخدع المهاجرين في كثير من الأحيان".

وعن سؤاله حول انتعاش الهجرة صيفا قال محمد، "في فصل الصيف تزدحم طرق الهجرة خصوصا لمن يخرج ضمن تلك "الفرق" إذ يصبح بالإمكان الاختباء في الغابات والسير فيها فضلا عن عبور النهر بسهولة وهذا الأمر شبه مستحيل شتاءً".

اظهار أخبار متعلقة

أحلام يقتلها الموت
تعج شاشات التلفاز بشكل متواصل بأخبار غرق مهاجرين في عرض البحر أو اختناق آخرين في شاحنة أو العثور على جثث في الغابات، وبالرغم من هذا كله فإن كثيرا من قصص الموت لا تترسب لوسائل الإعلام.

يروي صابر 38 عاما والمنحدر من محافظة درعا السورية، لـ "عربي21" مأساة شقيقه في طريق الهجرة قائلا، "أواخر عام 2021 كنا في رحلة باتجاه أوروبا عن طريق اليونان، عندما فقدت أخي (عمر) الذي غرق في النهر".

ويضيف، "اخترنا ساعة متأخرة من الليل لاجتياز النهر بزورق صغير وقد قسمنا أنفسنا لفريقين، كان أخي مع الفريق الأول برفقة 4 أشخاص عندما شق الزورق النهر إيفروس للضفة الأخرى، حيث كان ينتظرهم حرس الحدود اليوناني".

وتابع، "الظلام الحالك منعنا من رؤية التفاصيل سمعنا صوت ضرب وصراخ وكذلك أصوات ركض وملاحقة لم أتيقن حينها هل نجى شقيقي أم سنراه في الصباح معاد قسرا إلى الحدود التركية".

وأردف، "بتنا الليلة عند النهر بانتظار أي خبر أو إشارة، لكنها مع الأسف لم تأت ومنذ ذلك الحين لم نسمع خبرا عن أخي ورفاقه، حتى أننا تواصلنا مع محامين في اليونان لمعرفة إن كان مسجونا هناك، لكن دون جدوى، على الأرجح قد يكون عمر ميتا لكن لا أقوى على نقل الخبر لأسرتي التي لم ينقطع أملها في الوصول إليه".

ويروي عضو شبكة  التهريب ياسين، شيئا من المشهد على الشريط الحدودي: "حرس الحدود البلغار واليونانيون قساة بشكل كبير على المهاجرين، شهدت بأم عيني إلقاء مهاجرين في النهر، وضرب آخرين حتى الإغماء فضلا عن المعاملة الوحشية عند الاعتقال، والتي يتخللها سرقة كل المقتنيات الشخصية للمهاجرين بما فيها الملابس".

مهاجرين سوريين تعرّضوا للتعذيب في بلغاريا
تعرّض سوريين للتعذيب من قبل القوات البلغارية، اليوم على الحدود التركية.
كانوا في سيارة قاموا بمطاردتها لعدة دقائق بعد اشتباههم ،
تعرضوا للضرب المبرح بالعصي من قبل القوات البلغارية، ثم أُعيدوا حفاة القدمين إلى الجانب التركي”. pic.twitter.com/KdMoe9WNcs

— Walid Maamo (@maamo_walid) February 14, 2022

وسبق أن تحدثت منظمات حقوقية دولية عن الانتهاكات ضد طالبي اللجوء على الحدود اليونانية، في عدة تقارير طالبت اليونان و"الاتحاد الأوروبي" باحترام الحقوق وتخفيف المعاناة على الحدود.

وتتحدث منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها صدر بآذار/مارس 2020، عن واحدة من حالات الاعتداء على اللاجئين، قائلة، "إن قوات الأمن اليونانية ومُسلّحين مجهولين على الحدود البريّة بين اليونان وتركيا، اعتقلوا طالبي لجوء ومهاجرين وعنفوهم، واعتدوا عليهم جنسيا، وسرقوهم، وجرّدوهم من ملابسهم، ثم أجبروهم على العودة إلى تركيا. 

وذكرت نادية هاردمان، المدافعة عن حقوق اللاجئين في هيومن رايتس ووتش "أن الاتحاد الأوروبي يختبئ خلف انتهاكات قوات الأمن اليونانية بدل مساعدة اليونان على حماية طالبي اللجوء ونقلهم بأمان إلى أماكن أخرى داخله. 

وطالبت الاتحاد الأوروبي بحماية الأشخاص المحتاجين وليس دعم القوات التي تضرب طالبي اللجوء والمهاجرين وتسرقهم وتجرّدهم من ملابسهم وتعيدهم عبر النهر.

وفي أيار/مايو من العام الماضي قالت رايتس ووتش إن السلطات البلغارية تطارد طالبي اللجوء باستخدام الكلاب البوليسية، وغيرها من الأساليب، لدفعهم بشكل غير قانوني عبر الحدود للعودة إلى تركيا، مؤكدة أن المهاجرين تحدثوا عن تعرضهم للضرب والسرقة وتجريدهم من ملابسهم.

من جانبها طالبت المفوضية الأوروبية في حزيران/يونيو 2020 اليونان بالتحقيق في حالات لصد طالبي اللجوء على الحدود البحرية والبرية مع تركيا.

اظهار أخبار متعلقة

جهود دولية
في شباط/رفبراير الماضي اتفق رؤساء الاتحاد الأوروبي قي بروكسل على حزمة من الإجراءات للحد من الهجرة غير الشرعية.

وشملت الإجراءات مبادرات لمضاعفة البنية التحتية للحماية على الحدود بين بلغاريا وتركيا، بما في ذلك الكاميرات وأبراج المراقبة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إن الاتحاد سيعمل على تعزيز الحدود ومنع الهجرة، كما طالبت بالاعتراف بقرارات الترحيل الصادرة بهدف خفض أعداد اللاجئين.

On migration, the lesson is clear: we need to act together.

We agreed on concrete and operational steps forward along two tracks:

First, keeping the pace on the Pact on Migration and Asylum. I count on the 🇸🇪🇪🇸 presidencies.

And 4 types of priority measures we can take now ↓ pic.twitter.com/j4hFqUUTpO

— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) February 10, 2023

وفي تشرين الأول/أكتوبر عام 2020 بدأت اليونان ببناء سياجا حديديا على طول حدودها البرية مع تركيا، لمنع عبور طالبي اللجوء عبر أراضيها إلى أوروبا.

ويبلغ طول السياج 27 كيلومترا بالإضافة إلى ثمانية مراصد مرتفعة خاصة بقوات الجيش.

وفي أيلول/سبتمبر 2021 كشفت أثينا، أنها بصدد زيادة طول سياج مقام من الخرسانة المسلحة والأسلاك الشائكة على حدودها الشمالية مع تركيا لمنع دخول المهاجرين.

وقال وزير حماية المواطنين اليوناني تاكيس تيودوريكاكوس، خلال زيارة لمنطقة إيفروس إن السياج الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا سيمتد 140 كيلومترا أخرى.

من جهتها أقامت بلغاريا 165 كيلومترا من الأسوار على الحدود مع تركيا فيما بنت المجر حاجزا بطول 175 كيلومترا على طول حدودها مع صربيا، بحسب تقرير لمجلة لوبس الفرنسية، تناول أوضاع المهاجرين في بلغاريا.

في آذار/ مارس 2016 وقعت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقا خاصا باللاجئين، تتلقى بموجبه أنقرة بموجبه مساعدات سياسية ومالية مقابل التصدي للمهاجرين غير الشرعيين وأدى الاتفاق بالفعل إلى خفض أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا.

وشمل التوقيع 3 اتفاقيات مرتبطة ببعضها بعضا حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.

والتزمت أنقرة بما يجب عليها بخصوص الاتفاقين الأولين، في حين لم تقم بروكسل بما يجب عليها بخصوص إلغاء تأشيرة الدخول للأتراك، بحسب صحيفة الصباح التركية.

تدفق مستمر
منعت اليونان حوالي 260 ألف مهاجر من عبور حدودها مع تركيا خلال عام 2022، معتبرة أن الجدار الحدودي الذي شرعت ببنائه أسهم في تحسين قدرات حرس الحدود بأداء مهماتهم بهذا الخصوص، وفقا لوزارة الداخلية اليونانية.

وفي بلغاريا أكدت السلطات إنها اعترضت نحو 95 ألف مهاجر خلال عام 2022، مقارنة بـ 41 ألفا فقط 2021.

حرب ضد مافيات التهريب
في أيار/ مايو الماضي أعلنت إيطاليا اعتقال 29 شخصاً متهمين بالانتماء لشبكة تهريب مهاجرين من تركيا واليونان إلى شمال أوروبا عبر إيطاليا.

وذكرت الشرطة الإيطالية أن المهاجرين كانوا يدفعون سبعة الى 15 ألف يورو لقاء رحلتهم إلى أوروبا، جيث تسلم الدفعة الأولى من  المبلغ لفرع الشبكة في تركيا قبل أن يتم نقل المهاجرين إلى اليونان، وخصوصاً إلى سالونيك ثم إلى أثينا وباتراس، حيث كانوا ينقلون في قوارب شراعية.

وخلال العام الماضي شن الإنتربول حملة واسعة في عدة دول أوروبية اعتقل خلالها 121 شخصا في 25 بلدا وفتح 93 تحقيقا جديدا، ضد مافيات تهريب اللاجئين.

وأواخر تموز/يوليو الماضي أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، الأحد، القبض على 8 من منظمي تهريب المهاجرين في ولاية إزمير غربي البلاد.

وأفاد الوزير في تغريدة عبر تويتر، أن قيادة الدرك بولاية إزمير نفذت عملية مشتركة مع قيادة خفر السواحل بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات، مدعومة بالمسيرات.

وأوضح أن العملية أسفرت عن إلقاء القبض على 8 من منظمي تهريب المهاجرين، تم توقيف 7 منهم، وإقرار رقابة قضائية بحق متهم.

8 GÖÇMEN KAÇAKÇISI ORGANİZATÖRÜ YAKALANDI❗️

İzmir İl Jandarma Komutanlığımızca, MİT Başkanlığı ile koordineli, Jandarma İHA destekli, Sahil Güvenlik Komutanlığımız ile müştereken icra edilen operasyonda;
Yakalanan göçmen kaçakçılığı organizatörlerinin 7’si tutuklandı, 1’i… pic.twitter.com/xthC6C3r3A

— Ali Yerlikaya (@AliYerlikaya) July 23, 2023