في الوقت الذي تتدهور فيه العلاقات الأمريكية مع دولة
الاحتلال، ينوي رئيس الحكومة بنيامين
نتنياهو تلبية الدعوة التي تلقاها لزيارة
الصين، فيما لم يتلق دعوة مماثلة لزيارة للبيت الأبيض.
وقال شلومو ماعوز الكاتب في
صحيفة معاريف العبرية، أكد "أن نتنياهو ليس لديه ما يقدمه للصين التي يتطلع لزيارتها خصوصا في محاولة الصينيين الحصول على مزيد من التكنولوجيا فائقة التطور، حيث تحتل إسرائيل المرتبة الأولى بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الإنفاق على البحث والتطوير كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي 5.7 بالمئة مقارنة بـ 2.1 بالمئة في المتوسط لدول المنظمة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "زيارة نتنياهو المرتقبة الى الصين تتزامن مع ارتفاع التجارة الإسرائيلية معها مرة أخرى، ولكن في نصف سنوي انخفضت الصادرات الإسرائيلية إلى الصين بنحو 23 بالمئة حتى وصلت إلى 1.8 مليار دولار، فيما انخفضت الواردات بنسبة 17 بالمئة إلى 5.4 مليار دولار".
وأوضح أن زيارة نتنياهو لبكين من المفترض أن تكون سياسية، على خلفية توسع تدخل الصين في الشرق الأوسط، بهدف ملء فراغ انسحاب
الولايات المتحدة من المنطقة".
وأكد ماعوز، "أن الصينيين في الوقت نفسه لا يعتزمون التوقف عن إدارة ظهورهم لإسرائيل باستمرار في المجال السياسي، فهم يصوّتون دائما ضدها في مؤسسات الأمم المتحدة، وهم مهتمون فقط بالتكنولوجيا الإسرائيلية التي تنافس أمريكا، مع أن جميع عمليات نقل التكنولوجيا الإسرائيلية إلى الصين لم تسفر عن أي فوائد سياسية لإسرائيل، بل كانت غير ناضجة".
وتابع، "أن نتائج زيارة نتنياهو ستكون إعلامية فقط، مصحوبة بصورة مشتركة مع الزعيم الصيني شي جين بينغ، الذي لا يبتسم أبدًا، كما هو الحال في الثقافة الصينية القديمة".
اظهار أخبار متعلقة
صحيح أن زيارة نتنياهو المتوقعة إلى الصين تأتي لإرسال رسالة لبايدن الذي لم يوجه له دعوة حتى اليوم لزيارة واشنطن، لكن علاقات الاحتلال والصين تكشف عن نافذة مهمة لقراءة الفرص والتحديات، فبعد مرور عقود على علاقاتهما الدبلوماسية، فإنها تواجه عددا من التحديات المهمة.
ويتمثل التحدي الأهم بكيفية الاستفادة من علاقات الاحتلال مع الصين في الفترة القادمة من جهة، ومن جهة أخرى إدارة العلاقات المعقدة السائدة بينهما، بتخفيض حدة المخاطر الكامنة، رغم أن علاقاتهما تشكل نموذجا غريبا في العلاقات السياسية.
ويعتبر الجانب الاقتصادي هو الأهم في علاقاتهما، خاصة مع اتساع الأسواق الصينية، رغم أن هناك جملة فجوات تواجه الاحتلال، منها مشاكل اللغة والثقافة وطبيعة السوق من الناحية التجارية، بجانب تحديات أخرى تتمثل في السياسة الخارجية الصينية، وتأثيرها على تسويق المنتجات الإسرائيلية، مع أن مثل هذه التحديات تواجهها العديد من الدول التي ترتبط بعلاقات تجارية مع الصين.
وتتعلق أهمية زيارة نتنياهو الى الصين بتبعاتها المتوقعة على العلاقة مع الولايات المتحدة، وهما ترتبطان بتحالف غير مسبوق، ولا يوجد لها بديل، وفي الوقت ذاته تربطها بالصين شراكة اقتصادية متصاعدة، وبالتالي فإن المشكلة الماثلة أمام "إسرائيل" ستكون أن هاتين القوتين العظميين تخوضان حربا تجارية، بسبب خلافهما على القواعد العامة للسوق، وتنامي التأثير والنفوذ الصيني في العالم، ما قد يمنحها تفوقا استراتيجيا، لا ترضى عنه الولايات المتحدة.