اتهم تقرير لصحيفة "
أبزيرفر"
البريطانية
روسيا باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لاستغلال انقلاب
النيجر.
وقالت؛ إن موسكو تمارس تأثيرا واسعا في أفريقيا، وحصلت على عقود مربحة ومنافذ للمصادر الطبيعية.
وشنت منصات التواصل الاجتماعي المرتبطة بروسيا
حملة واسعة لاستغلال انقلاب النيجر الشهر الماضي، ومحاولة تعزيز التأثير الروسي في
البلد المهم استراتيجيا وربما التدخل العسكري فيه، بحسب التقرير.
وقام الحرس الرئاسي قبل شهر بالإطاحة بمحمد
بازوم، وسجنه في مقر إقامته بالقصر الرئاسي في العاصمة
نيامي.
وهدد قادة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا
(إكواس) بالتدخل العسكري لو لم يعد العسكر الرئيس المنتخب ديمقراطيا، إلا أن دعاة
التدخل العسكري بين قادة المجموعة لم يستطيعوا حشد الدعم الكافي لعملية ضد الانقلابيين
في النيجر، الذين رفضوا تلبية إنذار أسبوع وضعته المجموعة.
إظهار أخبار متعلقة
ووفق الصحيفة، فإن خبراء ومحللون كشفوا عن أن
النشاطات المتعلقة بالنيجر على القنوات المرتبطة بشركة
فاغنر انخفضت بشكل نسبي بعد
مقتل زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين الأسبوع الماضي في تحطم طائرة خاصة بموسكو،
إلا أن القنوات الروسية على تطبيق
"تيلغرام" واصلت مناقشة أو الدفع بعمليات التضليل الإعلامي بشأن النيحر،
وبنفس المستويات التي كانت قبل مقتل بريغوجين. وهو ما كشفه بحث قامت به شركة
"لوجيكالي"، التي تتابع المحتويات المضرة على الإنترنت وعمليات التضليل
المعلوماتي في بريطانيا والهند والولايات المتحدة.
وعمل بريغوجين الذي قاد قبل شهرين تمردا ضد الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين، على حملة تضليل في أفريقيا أدت دورا في توسيع التأثير
الروسي بمناطق استراتيجية مثل دول الساحل والصحراء. وزاد المحتوى المتعلق بالنيجر
على قنوات تيلغرام المرتبطة بالدولة الروسية أو فاغنر بنسبة 6.64% في الشهر الذي تلا الانقلاب، مما يقترح اهتماما
كبيرا من موسكو لاستغلال الاضطرابات.
واكتشفت شركة لوجيكالي 11 تقريرا متعلقا
مباشرة بالنيجر، قبل شهر من الانقلاب مقارنة مع 742 تقريرا بعده. وحددت الشركة
محتويات على الإنترنت وبخاصة تلك المعادية لفرنسا ومواجهة روايتها. لكن الشركة
وجدت أن المشاعر الساخطة ضد
فرنسا، المستعمر السابق، منتشرة بشكل واسع قبل الانقلاب.
ويعلق التقرير أن البحث سيعزز المخاوف من أن روسيا ستحاول الحصول على تأثير
وعقود مربحة، ومنافذ على المصادر الطبيعية بعد الإطاجة ببازوم.
وكان تحرك العسكر في مالي وانقلابهم على الحكم
المدني نقطة تحول في المعركة بين روسيا والدول الغربية بمنطقة الساحل والصحراء.
وتوصل النظام الجديد بمالي وبشكل سريع لصفقة مع مجموعة فاغنر، مما قاد لانسحاب
القوات الغربية منها ونظر إليه كانتصار لموسكو.
وفوجئ معظم المراقبون من انقلاب النيجر في
تموز/يوليو، وبخاصة أنها مستقرة وفيها حكومة منتحبة ديمقراطيا وموالية للغرب وكذا
مؤسسات قوية مقارنة مع جاراتها. وتعتبر النيجر قاعدة رئيسية للقوات الغربية وشريكا
للولايات المتحدة في مكافحة الجماعات الجهادية بمنطقة الساحل.
ولا توجد أدلة قوية بشان تدخل روسي بالنيجر
قبل الانقلاب على بازوم، الذي يرى المراقبون أنه مرتبط بالصراع الداخلي على
السلطة. إلا أن النيجر كانت مركزا لحملة تضليل على منصات التواصل الاجتماعي من
قبل. ففي منتصف شباط/ فبراير سافر بازوم إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون. وانتشرت مقاطع فيديو على "تيك توك" و"فيسبوك" بنفس
الشهر، زعمت أنها صور عن محاولة انقلابية في آذار/ مارس 2021 بنيامي، وأدلة عن
تبادل إطلاق النار حول القصر الرئاسي، وتحت اللقطات منشور انتقد بازوم ودعمه
لفرنسا. وتم نشر لقطات أخرى بنفس الطريقة للتضليل. وأظهرت صور مفبركة الفرنسيين
وهم يهاجمون قافلة عسكرية للقوات في النيجر، وفيها اتهامات للقوات الفرنسية بأنها
تتواطأ مع الجهاديين.
وعثرت لوجيكالي على محتويات مماثلة في الأسابيع
الماضية، بما فيها منشور من موقع روسي "للتحقق من المعلومات" على تطبيق
تيلغرام ولديه أكثر من 600.000 متابع، وزعم أن عدم الاستقرار في النيجر والدول
الأخرى كانت نتيجة للجهود الغربية، التي
تعارض انضمام العديد من الدول إلى مجموعة البريكس، التي كانت بشكل عام داعمة
لروسيا والحرب في أوكرانيا. وفي منشور آخر، على وسيلة إعلامية تابعة للدولة الروسية
وبـ 360.000 متابع، كررت المزاعم حول اتهامات النخبة العسكرية لدولتين في إيكواس، وأنهما تحضران لتدخل عسكري محتوم بالنيجر لإعادة بازوم.
وقال كايل وولتر، مدير البحث في لوجيكالي: "تحركت الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي وسريعا باتجاه النيجر، وبقضايا
جادة وسوء نسبة اللقطات، وكان هناك جمهور كبير موال لرواية الكرملين، التي تتناقض
مع رواية الدول الغربية الموالية لأوكرانيا". واتهمت حسابات التواصل الاجتماعي
بإثارة حملات الكراهية ضد فرنسا، التي أدت لخروج القوات الفرنسية من مالي وجمهورية
أفريقيا الوسطى في 2022 وبوركينا فاسو هذا العام.
ولا يعرف مستقبل فاغنر في القارة بعد مقتل
بريغوجين، فقد حصلت شركاتها على عقود للتنقيب عن الذهب والماس وتصدير الخشب، ووقعت
عقوبات للمرتزقة في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وليبيا وموزامبيق ومناطق أخرى.
يقول دينو مهتاني، المحلل المستقل والخبير
بالشؤون الأفريقية: "ليس من الواضح إن تمت عملية سيطرة شاملة على فاغنر من
الدولة الروسية أو أجزاء منها، وإن استخدمت موسكو كتلة من الجماعات وهي تحاول
الحفاظ على التأثير الذي حققته" فاغنر. وأضاف: "هناك صعود في المشاعر
المؤيدة لروسيا في العديد من هذه الدول التي تريد موسكو تقويتها".
وتشير الجهود المتواصلة من الحسابات المرتبطة
بروسيا، إلى أن الكرملين يبحث عن طرق للاستمرارية، وهو يقوم بالتحكم بعمليات التأثير وشبكات المال والأعمال
التي كان يديرها بريغوجين.
ونشرت عدة مواقع استغلت الاضطرابات في النيجر
معلومات مضللة عن فرنسا في دول الساحل. وفي صفحة على "فيسبوك" نشر
معلومات مضللة في نيسان/ أبريل 2022 زعمت أن القوات الفرنسية ارتكبت جرائم وحفرت
مقابر جماعية في غوزي، قرب القاعدة العسكرية الفرنسية التي تسلمها الجيش المالي.
إظهار أخبار متعلقة
وكشف الجيش الفرنسي، أنه استخدم المسيرات وصور
ما يمكن أن يكون قبورا جماعية حفرها المرتزقة الروس.
واستأجرت جمهورية أفريقيا الوسطى المرتزقة
الروس، وهناك مظاهر قلق تتعلق ببوركينا فاسو. وفي كانون الثاني/ يناير، انتشر على
منصات التواصل شريط متحرك حول قيام فاغنر بعملية لمساعدة دول غرب أفريقيا لقتال
جنود الزومبي الفرنسيين.
وقال المجلس الأطلنطي، مركز بحث أمريكي؛ إن
مصدر الشريط غير معروف، ويبدو أنه نشر على
منصة "إكس" (تويتر سابقا) في 14 كانون الثاني/ يناير قبل أن يهاجر إلى
مواقع فيديو وينتشر من هناك. وأخبر أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي "بي
بي سي" أنه لا يعتقد بوجود صلة روسية بانقلاب النيجر، "لكنهم يحاولون الاستفادة
منه".