الكتاب: "سياسيون ودبلوماسيون في أروقة
المذكرات، الجزء الأول"
الكاتب: محمد عبد الرحمن عريف
الناشر: مؤسسة أبرار 2022م
عدد الصفحات: 225
تعد المذكرات واحدة من أنواع الكتابة
التاريخية التي تعنى بوصف مجريات الأحداث وتفسيرها، من وجهة نظر الشخصية التي عاشت
تلك الأحداث، أو حتى لتبرير الأخطاء التي وقعت فيها، وبيان المواقف والظروف التي
أحاطت به، وبخاصة تلك التي لعب فيها كاتب المذكرات دورًا في الحياة السياسية، أو
تلك التي عايشها، أو شهدها من قريب أو بعيد، ومن النادر أن يضع صاحب المذكرات في
كتابه النصائح والمشورة للقراء؛ بل يسرد المجريات من وجهة نظره، فما يهمه تقديم
نفسه وتبرير أخطائه بالدرجة الأولى.
ظهرت كتابة المذكرات بعد الحرب العالمية
الثانية بصورة خاصة، حينما قام عدد من القادة العسكريين ورؤساء الدول والوزرات
بكتابة مذكراتهم، وتبوأت فرنسا مركز الصدارة في ذلك، حيث كتب شارل ديغول مذكراته،
كما كتب رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل، والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون
مذاكرتهم.
في هذه الدراسة يعرض الكاتب محمد عريف
مذكرات لعدد من القادة السياسيين والدبلوماسيين
العرب في عدة أجزاء، والجزء الأول
الذي بين أيدنيا ضم مذكرات كلا من علي عزت بيجوفيتش، وبطرس غالي وغيرهما، وهي
مذكرات جمعها الكاتب وقدمها عبر فضائية العربي، في برنامج مذكرات عربية، ومعهد
أبرار المعاصر في طهران، والصحافة المكتوبة، ومن ثم وضعها في كتاب من ثلاثة أجزاء.
سجل عريف في دراسته أولى المذكرات لعلي عزت
بيجوفيتش صاحب كتاب "هروبي إلى الحرية"، الناشط السياسي البوسني،
والفيلسوف الإسلامي، وله من الكتب أيضاً الإسلام بين الشرق والغرب.
عُرف بيجوفيتش بالفيلسوف المحارب، الذي شغل
منصب أول رئيس جمهورية البوسنة والهرسك لعشر سنوات بعد انتهاء الحرب، خاض خلالها
معترك الاستقلال عن يوغسلافيا وبناء الدولة، ودخل الحرب وخرج منها بالكثير من
الأثمان، بشعب عانى ويلات الحروب لسنوات عديدة، وضع بيجوفيتش مذكراته" هروبي
إلى الحرية" حول ما حل به في فترة سجنه ما بين 1983 ـ 1988م، تم تهريبها في
صندوق شطرنج من داخل السجن، ونشرت عام 1999م، مسجلاً فيها ظروفه الصعبة داخل
السجن، وطموحاته، وتطلعات الشعب البوسني المسلم، وفصل فيه لأفكاره واعتقاداته
للحالة البوسنية، ورسائل أولاده له التي مثلت له هروبا من السجن إلى الحرية.
مذكرات أخرى استعرضها عريف في مجموعته لبطرس
غالي حملت عنوان "بين النيل والقدس يوميات دبلوماسي مصري"، الذي كان
والده يوسف بطرس غالي ابن بطرس غالي (الذي يحمل اسمه أيضاً)، رئيس الوزراء المصري
من عام 1908 حتى اغتيل في عام 1910. كانت والدته صفية ميخائيل شاروبيم، والدها
موظف ومؤرخ مصري بارز، هو أيضاً عم يوسف بطرس غالي الذي كان وزيراً للمالية، تخرج
بطرس غالي من جامعة القاهرة عام 1946م، حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي
العام من جامعة باريس، تم تعيينه أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة
القاهرة، شغل منصب وزير خارجية مصر من عام 1977 -1991م، ثم أصبح نائب وزير الشؤون
الخارجية لعدة أشهر قبل الانتقال إلى الأمم المتحدة.
بوصفه وزيراً للدولة المصرية للشؤون
الخارجية، قام بدور بارز في صياغة اتفاقات السلام بين الرئيس السادات ورئيس وزراء
إسرائيل مناحيم بيجن، مذكراته بين النيل والقدس أو يوميات دبلوماسي مصري، وضع جل
ما مر عليه من أحداث مصيرية في الشأن العربي والإقليمي والدولي وطرحها بطرس بطرس
غالي، صورة موسعة لواقع الدبلوماسية
المصرية في القارة السمراء، وفي العالم
بشكل عام، عن الفترة ما بين 1977 ـ 1991م، قبل أن يتم اختياره كسادس أمين عام
لمنظمة الأمم المتحدة عام 1992.
وإذ يسرد غالي، يوميات عمله الدبلوماسي،
بقصص وحكايات ووقائع تاريخية ووثائق سرية جمعها غالي، بعد تاريخ حافل باللقاءات
والاجتماعات مع رؤساء وملوك الدول وزعمائها البارزين، والرئيس المصري الأسبق
ووزرائه ودبلوماسيين مصريين بارزين، فيقول حول اختلاف سياسة السادات عن مبارك:
"إذا كان هناك من استمرارية في نهج السياسة الخارجية ما بين عهدي الرئيس
السادات والرئيس مبارك، فهناك فرق في طريقة إدارة كل منهما للشئون الخارجية؛ فبقدر
ما كان السادات يطرح أفكارًا وآراء جريئة، وكان مستعدًا للإقدام نحو تنفيذها بغض
النظر عن المخاطر فإن مبارك كان يدير الأمور بحذر واضح."
حوى الجزء الأول أيضا مذكرات الدبلوماسي
المصري إسماعيل فهمي، وما تضمنتها من إجابات شافية لأسئلة كثيرة كانت مثارة على الساحة المصرية؛ فقد سلطت
الأضواء على زيارة السادات للقدس، التي وصفها بأنها حطمت الدور المصري تجاه
الفلسطينيين، كما نفي فهمي فيها أن الزيارة كان هدفها كسر الحاجز النفسي بين العرب
وإسرائيل، ويسجل فهمي الذي استقال من منصب وزير الخارجية اعتراضًا على حركة
السادات التي سماها المسرحية التي فوجئ بها العالم يوم 19 نوفمبر 1977 م، وإنما
كانت رغبة جامحة لدى السادات في أن يصبح “بطلًا عالميًا”؛ أدت إلى عزلة مصر
عربيًا، بنقل جامعة الدول العربية من مصر إلى تونس، وتعليق عضويتها، وعزلة السادات
داخل بلاده مشيرًا إلى أن غالبية المصريين استقبلوا مقتله بلا مبالاة؛ كأنهم
يتحررون من أوهامه، ويضيف فهمي في كتابه “التفاوض من أجل السلام في الشرق الاوسط”،
أنه لم يكن مستغربا أن تتم تصفية السادات، فمعظم المصريين على غير استعداد للذهاب
إلى هذا الحد “الاغتيال” فإن غالبيتهم كانت تشارك القتلة تحررهم من وهم مرحلة
السادات، واعتبر أن خير دليل على ذلك حالة
اللامبالاة الشديدة التي استقبل بها الشعب حادث مصرع السادات.
محمّد إبراهيم كامل
يبدأ عريف تسجيل مذكرات كامل بالقول:
"إن تلك الاتفاقيات ستؤدّي إلى عُزلة مصر وستسمح للدولة الصهيونية بحرية
مُطلقة في ممارسة سياسة القتل والإرهاب في المنطقة مُستخدمة السلاح الأميركي كمخلب
لها.. فالأفكار الأميركية التي طُرحت في كامب ديفيد كانت تهدف لإضفاء غطاء شرعي
للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية". وفق ما جاء في مذكرات السلام الضائِع
في اتفاقات كامب ديفيد"، ويضيف بأن "ما قبل به السادات بعيد جداً عن
السلام العادل".
الحقيقة أن البداية جاءت بالقضاء على ما كان
يُعرَف بمراكز القوى، وهي الحركة التصحيحية التي عبّر عنها الفريق سعد الدين
الشاذلي في مذكّراته بلفظ صريح "انقلاب" بوصول زعيم أوحد، حتى في
القرارات الصعبة والمصيرية الشائكة، منتقداً الاتفاقيات التي لم تشر بصراحة إلى
انسحاب دولة الاحتلال من قطاع غزّة والضفة الغربية، ولعدم النص على حق الشعب
الفلسطيني في تقرير مصيره، وغاب الكامل عن توقيع الاتفاق، ودون أن يعرف أحد أن سبب
الغياب هو "استقالته" احتجاجاً على الاتفاق، وطلب السادات منه عدم
الإعلان عن الاستقالة حتى توقيع على الاتفاقية.
سعد مرتضى
الديبلوماسي والسفير المصري الأول في دولة
الاحتلال ذهب ليتسلم مهام عمله في 24 شباط 1980، وهو نفس يوم قدوم أول سفير
إسرائيلي إلياهو بن إليسار، شغل أيضًا سفيرا لدى الإمارات العربية المتحدة، وضع
مرتضى مذكراته تحت عنوان "مهمتي في إسرائيل"، وعبر فيها عن تفهمه على ما
أُطلق عليه من خصوم اتفاقية السلام، ووصفت بالمهمة الملعونة، وعرض فيها أفكار
رافضي السلام بين مصر وإسرائيل، ومقدماً احترامه وتقديره لكل الذين استقالوا من
عملهم، احتجاجًا على ما قام به السادات منذ زيارته إلى القدس، في تشرين الثاني/
نوفمبر 1977، مثل وزير الخارجية إسماعيل فهمي، مؤكدًا أنه اقتنع بما قام به
السادات، ومرحباً به، وأشار في مذكراته إلى الترحيب الشديد الذي وجده في إسرائيل،
حيث تلقى الدعوات من مراكز الأبحاث والصحف، والأحزاب، والكنيست، وقادة إسرائيل،
لمقابلته، إلا أنه في1982، وعقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، سحبت مصر سفيرها، سعد
مرتضى، احتجاجًا على مذابح إسرائيل في صبرا وشاتيلا.
تعد مذكرات إبراهيم غوشة الأولى التي تصدر عن أحد أبرز قيادات حماس في الخارج، ومثلت شهادته على العصر، وعلى تجربة الإخوان وحماس من داخلها، في فلسطين والمملكة الأردنية لمدة خمسين عاماً من حياة غوشة؛ لذلك وجدت مذكراته اهتماماً بالغاً من المتخصصين والباحثين في الشأن الفلسطيني، وأبناء الحركة الإسلامية؛
أما السفير المصري رفعت الأنصاري الذي لا
يعرفه أحد؛ إلا أنه دبلوماسي مصري تقلد العديد من المناصب، بينها عمله في السفارة
المصرية في دولة الاحتلال في مطلع الثمانينات من القرن الماضي لمدة تسع سنوات، إلا
أن الأنصاري وضع كتابه كشف فيه أسرارًا مثيرة حول تلك الفترة من حياته، والتي وصلت
إلى حد اعتباره جاسوسًا لمصر في إسرائيل، وهو الأمر الذي ينفيه الأنصاري بشدة؛
مؤكدًا أنه «قام بمبادرة، ولم يكلف بها من أية جهة». يسرد الأنصاري قصته في كتابه «حكايتي في تل
أبيب (أسرار دبلوماسي مصري)»، التي يحكي فيها ذكرياته في إسرائيل بعد أن وثقها على
11 شريط كاسيت بناء على نصيحة والده، وحولها إلى كتاب جمعه في ست سنوات بعد
موافقات أمنية مصرية ليكشف عن أسرار انتظر ثلاثون عامًا ليعلنها.
في عام 1981، استدعاه سفير مصر بلندن للعمل
كدبلوماسي في إسرائيل. لكن والده الذي كان يعمل أستاذًا جامعيًا، بعث له رسالة
طويلة يحذره فيها من العمل بإسرائيل حين علم بالأمر.. إلا أن الأنصاري قبل المهمة،
وإثر ذلك طلبت زوجته الطلاق لرفضها السفر.
شفيق الغبرا بين "النكبة" ونشوء
"الشتات الفلسطيني"
هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
من عام 1987 والرئيس المؤسس للجامعة الأميركية في الكويت (2003 ـ 2006)، وهو في
الوقت نفسه قائد الكتيبة الطلابية لحركة فتح من (1975 ـ 1981) في بنت جبيل وصاحب
مسار نضالي مهم داخل الحركة الوطنية الفلسطينية. ترك الدراسة في أمريكا وتخلى عن
الحياة المدنية الرغيدة في الكويت والتحق بالعمل العسكري، وسردية الغبرا خالية من
الاستعراض وعفوية حميمية لأحلام ذاتية ولجيله في آن واحد، وصادقة في انحراف مشروع الكفاح المسلح الفلسطيني وحتى
المشروع الوطني واستشراء الفساد فيهما.
انتقد الغبرا العمل الفدائي الذي لا يتعامل
مع البيئة الاجتماعية المحيطة به، يقدم الغبرا في مذكراته جانبًا مهمًا وغير
موثَّق من جوانب الشتات الفلسطيني وممراته المعقدة، مركزًا على دور الروابط على
مستوى العائلة بالتحديد، وعلى مستوى علاقات القرية، ودورهما في الحفاظ على النسيج
الاجتماعي الفلسطيني وإعادة بنائه وصوغه في بلدان الشتات الفلسطيني، وعرج في
مذكراته إلى مفهوم اللادولة الذي يتحكّم بالوضع الفلسطيني، وناقش طبيعة المجتمع
الفلسطيني العائلي الذي اقتُلِع من جذوره في عام 1948، ليجري مراجعة للأدبيات
النظرية من قسمَين: العائلة كوحدة اقتصادية اجتماعية؛ والهجرة من الريف إلى
المدينة في سياق التكتيكات التي يلجأ إليها المهجّرون في أحوال مشابهة بدافع
التأقلم والحفاظ على الذات.
إبراهيم غوشة و"المئذنة الحمراء"
وُلد في القدس 1936م في حارة السعدية، بالقرب من مسجد "المئذنة
الحمراء"؛ لذلك عندما كتب إبراهيم غوشة كتابه أسماه باسم أكبر ما رأته عيناه
وهو طفل صغير، درس في مدرسة الشيخ جراح ولاحقاً في مدرسة الرشيدية في القدس
المحتلة، تأثر منذ طفولته في البيئة الإسلامية والقراءات في التاريخ الإسلامي، حضر
محاضرات تقي الدين نبهاني في شعبة الإخوان المسلمين، تعد مذكراته الأولى التي تصدر
عن أحد أبرز قيادات حماس في الخارج، ومثلت شهادته على العصر، وعلى تجربة الإخوان
وحماس من داخلها، في فلسطين والمملكة الأردنية لمدة خمسين عاماً من حياة غوشة؛
لذلك وجدت مذكراته اهتماماً بالغاً من المتخصصين والباحثين في الشأن الفلسطيني،
وأبناء الحركة الإسلامية؛ كونها غنية بالمعلومات فهو الناطق الرسمي باسم حماس في
الفترة (1991 ـ 1999)، وواحد من أهم صناع قرارها السياسي، أي أن مذكراته تمثل رافد
لا غنى عنها في القضية الفلسطينية، واختار غوشة لمذكراته اسم “المئذنة الحمراء:
سيرة ذاتية” لينقلنا إلى أجواء مدينة القدس حيث نشأ، ومنها انطلق يسجل مذكراته
وتجاربه السياسية في العمل الإسلامي الفلسطيني لنصرة القضية الفلسطينية
أكرم زعيتر في يومياته
الأديب والسياسي القومي العربي الذي ولد في
مدينة نابلس عام (1909 ـ 1996)، والده الشيخ عمر زعيتر (الجزائري) من كبار رجالات
نابلس، وترأس بلديتها في أوائل القرن العشرين. أخوه عادل زعيتر شيخ المترجمين
العرب. درس أكرم زعيتر في كلية النجاح ثم انتسب إلى الجامعة الأمريكية في بيروت،
تولى رئاسة تحرير جريدة (مرآة الشرق) في القدس، وبعد ثلاثة أشهر من عمله في
الصحافة قبض عليه وأودع السجن نتيجة لانخراطه في العمل الوطني، وحوكم بالإبعاد مدة
سنة إلى نابلس، وهناك قاد المظاهرات الوطنية خاصة يوم إعدام الشهداء الثلاثة: فؤاد
حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير، ومن ثم تولى تحرير جريدة الحياة التي قامت بدور هام
في تحريك أحداث عام 1931، لكن جرى اعتقال زعيتر وأُغلقت الجريدة، وتم إبعاده مرة
أخرى إلى مدينة نابلس حيث تولى التدريس في كلية النجاح، وألف مع نخبة من الأحرار
جمعية العناية بالمساجين العرب.
ومن ثم أسس مع عدد من رفاقه حزب الاستقلال
العربي في فلسطين. وكان ينشر مقالاته الوطنية على صفحات جريدتي (الدفاع) و(الجامعة
الإسلامية) في يافا، واشترك أكرم في تأسيس
عصبة العمل القومي في سوريا، وكان نائباً لرئيس مؤتمرها التأسيسي الذي انعقد في
بيروت عام 1933، بعد عودته إلى فلسطين شرع في عقد الاجتماعات الشعبية في جميع
أنحاء فلسطين داعياً للمقاومة ولمجابهة الانتداب البريطاني. وعلى إثر الصدام الذي
وقع عام 1936 بين الوطنيين الفلسطينيين وقوات الشرطة البريطانية دعا أكرم زعيتر
إلى تأليف لجان قومية، وتولّى هو أمانة سر لجنة نابلس، تاريخ ومذكراته حافلة
بالأحداث السياسية، وصورة مشرقة من صور النضال الفلسطيني.
وأخيراً يمكن القول: إن عريف في سلسلة
المذكرات التي وضعها استطاع أن يجمع العشرات من مذكرات القادة السياسيين والزعماء
العرب في كتاب على ثلاثة أجزاء، سهلت على القراء الاطلاع على تفاصيل دقيقة من حياة
أولئك، وأعطت صورة مقتضبة للقراء عن أهمية تلك المذكرات، وأهمية مطالعتها
بتفاصيلها وخباياها لسياسيين ودبلوماسيين في أروقة المذكرات.