مع استمرار معركة المقاومة من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني، تتصاعد التحذيرات من إقدام جيش
الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين وخاصة المحاصرين في قطاع
غزة للعام الـ17 على التوالي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، استشهاد 232
فلسطينيا وإصابة 1697 آخرين، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وفجر السبت، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، وذلك عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
هجوم واسع
ومن خلال متابعة "عربي21"، بدأت العملية العسكرية بعد صلاة الفجر بقليل، حيث انطلقت فصائل المقاومة بتنفيذ ضربات نوعية في وقت واحد؛ جوية وأرضية ميدانية وصاروخية، وتمكن رجال المقاومة من تفجير السياج الأمني في عدة مناطق واقتحام المقاومة لعدة مستوطنات إسرائيلية قريبة من القطاع، بالتزامن مع عملية إنزال جوي عبر طائرات شراعية والبدء في قضف عنيف للمستوطنات والمدن الإسرائيلية المختلفة بصواريخ طورت محليا.
واستمر إطلاق المقاومة لرشقات صاروخية ما تسبب بخلل في منظومات الطيران العسكري الإسرائيلي، كما أدى إطلاق الصواريخ بكثافة لتوفير "مظلة نارية" لعناصر المقاومة الذين كانوا يتجولون في المستوطنات والمواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية القريبة من القطاع، حيث تمكنوا من قتل العديد من المستوطنين وجنود الاحتلال وأسر آخرين لم يكشف عن عددهم الإجمالي، لكن الكثير من الدلائل تؤكد أنهم بالعشرات.
اظهار أخبار متعلقة
وحذر رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني "حشد" الناشط الحقوقي، صلاح عبد العاطي، من "اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني"، منبها إلى "مخاطر التصريحات الداعمة لدولة الاحتلال، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية، التي تمنح الاحتلال الضوء الأخضر لشن هجوم نخشى أن يكون واسعا يدفع ثمنه المدنيون الفلسطينيون كما جرى في كل عدوان للاحتلال على قطاع غزة".
وطالب في تصريح خاص لـ"عربي21" "
المجتمع الدولي والدول المتعاقدة على اتفاقية جنيف، بـ"تحمل المسؤولية في وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وضمان التزام دولة الاحتلال بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ووقف استهداف المدنيين والأعيان المدنية وخاصة استهداف الأطفال والنساء والأطقم الطبية والصحفية".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف عبد العاطي: "نخشى من ارتكاب دولة الاحتلال لمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين وجرائم إبادة في قطاع غزة المحاصر، الذي يدافع عن نفسه ويحاول صد العدوان الإسرائيلي"، مشددا على ضرورة "قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على دولة الاحتلال لاحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ووقف سياسة الكيل بمكيالين، والتحرك الجاد من أجل حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص".
لجم الاحتلال
من جانبه، ذكر الخبير القانوني والحقوقي، نافذ المدهون، أن "الاحتلال يبيت إلى مسلسل جرائمه السابقة بحق شعبنا، جرائم جديدة، ومن المتوقع أن يشن عدوانا واسعا، عقب الضربة التي تلقاها من المقاومة التي تمكنت من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "عدوان الاحتلال على غزة والشعب الفلسطيني من المتوقع أن يكون غير طبيعي، وسيتجاوز قواعد القانون الدولي، في الوقت الذي يغيب فيه الرادع لهذا الاحتلال، ودلالة ذلك؛ الدعم الأمريكي لعدوان الاحتلال الذي يخطط للقيام به في الساعات القادمة".
واستنكر المدهون، "حالة الصمت التي يعيشها المجتمع الدولي على تلك الجرائم التي يرتكبها الاحتلال حتى في هذه اللحظات، من قصف المباني والأبراج السكنية لمواطنين عزل، وذلك بدلا من أن يرد الاحتلال على المقاومين الذين يحاولون تحرير الأرض من الاحتلال".
اظهار أخبار متعلقة
وشدد على ضرورة وجود "تحرك دولي سريع عبر مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أن يبدأ جيش الاحتلال حماقته الجديدة بحق الشعب الفلسطيني وارتكاب المزيد من الجرائم من الواضح أنها ستكون بمستوى عال من الإجرام".
وطالب القانوني الفلسطيني، بـ"ضرورة وجود موقف عربي رسمي واضح، وأن يعقد اجتماع طارئ هذه الليلة لجامعة الدول العربية على مستوى الرؤساء، من أجل اتخاذ قرارات لموجهة هذا الاحتلال إذا ما ارتكب حماقات في قطاع غزة والضفة الغربية".
وأضاف: "إذا لم يكن هناك إلجام لهذا الاحتلال عن جرائمه، فلتكن هناك مساعدة عربية للمقاومة الفلسطينية من أجل أن تردع الاحتلال عن الاستمرار في مسلسل جرائمه".