لا تزال الأوساط الإسرائيلية منشغلة في
تبعات الإخفاق الأمني والعسكري الذي حصل في مستوطنات غلاف
غزة، وكيف أن الحركة
خدعت
الاحتلال بأنها منشغلة بالمشاكل الاقتصادية في غزة، بينما هي في الواقع تستعد
للهجوم على مرأى ومسمع من الجميع.
وتشير التعليقات الإسرائيلية، إلى أنه حتى المسؤولين الإسرائيليين زعموا "كنا نظن أن حماس مشغولة بإدارة الصراع، وليس قتلنا، إنه يوم 11
سبتمبر".
اظهار أخبار متعلقة
غاي أولستر الكاتب الإسرائيلي في موقع
ويللا أكد أننا "أمام الهجوم الدراماتيكي الأخطر على إسرائيل منذ حرب يوم
الغفران 1973، وبينما اعتقدت أنه يمكن كبح جماح حماس من خلال المزايا الاقتصادية
للعمال من غزة، أجرى مقاتلوها التدريبات المتقدمة، وفي بعض الأحيان مرئية للجميع،
حيث أعطت الحركة الشعور بأنها غير مستعدة للقتال، كما استخدمت أساليب استخباراتية
غير مسبوقة لتضليل إسرائيل في الأشهر الأخيرة، عندما أعطت الانطباع علناً بأنها
لا تريد الدخول في قتال أو صراع، بينما استعدت لهذه العملية الضخمة".
اظهار أخبار متعلقة
ونقل في مقال ترجمته "عربي21"
عن نير دينير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "هذا يوم 11 سبتمبر الخاص بنا،
لقد انقضوا علينا، فاجأونا، ووصلوا بسرعة من نقاط عديدة، من الجو والبرّ والبحر،
مما أثبت أن الفلسطينيين لديهم العزم على تحقيق أهدافهم رغم قوة إسرائيل
وإمكانياتها العسكرية، وقامت خلال التحضير للهجوم ببناء نموذج لمستوطنة في غزة،
ومارست الغارات العسكرية، ولسنوات عديدة لم تخف استعداداتها ومناوراتها في غزة،
ونشرت وثائق لا تعدّ ولا تحصى فسّرت على أنها حرب نفسية فقط".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أنني "مقتنع أن إسرائيل رأت
هذه التدريبات، لكنها اقتنعت بأن حماس لا تريد الدخول في مواجهة، حتى في الفترة
التي سبقت الهجوم، حاولت الحركة إقناع إسرائيل بأنها مهتمة أكثر برفاهية العمال في
غزة الباحثين عن عمل لديها، وليست مهتمة ببدء حرب جديدة، وهكذا نجحت في خلق صورة
كاملة بأنها غير مستعدة لمغامرة عسكرية ضد الاحتلال الذي اعتقد أن الاستقرار
الاقتصادي في غزة من خلال منح الآلاف من تراخيص العمل سيكبح جماح حماس، وقال
مسؤول آخر بجيش الاحتلال لقد كنا مخطئين، واعترف مسؤول أمني إسرائيلي بأن
المنظومة الأمنية سقطت في أيدي حماس، جعلونا نعتقد أنهم يريدون المال".
وأوضح أنه "طوال هذا الوقت شارك
مقاتلو حماس في التدريبات والتمارين حتى خرجوا عن السيطرة، وكجزء من حملة الخداع
امتنعت حماس خلال عامين عن الانضمام للقتال مع الجهاد الإسلامي، بل وتعرضت
لانتقادات من قبل بعض أنصارها الذين رأوها تفضّل الحكومة على الصراع في إسرائيل،
وركزت الحركة بشكل كبير على منع التسريبات في التخطيط للهجوم، مع أن إسرائيل
تفاخرت لسنوات بقدرتها على اختراق صفوف المنظمات، والحصول على معلومات مهمة، ولكن
ليس هذه المرة، حتى أن العديد من قادة حماس لم يعلموا بالخطط، أما آلاف المقاتلين
الذين خضعوا للتدريب على الهجوم فلم يعرفوا الغرض من التدريب".
اظهار أخبار متعلقة
نير كيبنيس الكاتب في موقع
ويللا أكد أن
"الترقب الإسرائيلي للحظة حصول ضربة مضادة ضد حماس قد لا تأتي، لأن الأسرى
الإسرائيليين في غزة أصبحوا رصيدا استراتيجيا للحركة، وإن وطأة الضرر الذي تلحقه
حماس يتحمله مستوطنو الجنوب، لكن الضرر المعنوي لجميع الإسرائيليين، وكثيرون منهم
يمزقون شعر رؤوسهم أمام نشرات الأخبار ويصرخون: أين الجيش الإسرائيلي؟".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"
أن "سؤال الإسرائيليين عن غياب الجيش عن الأحداث كونه يعتبر اللاصق الوحيد
الذي يربط 90 بالمئة من اليهود بالدولة، مما يزيد من دعوات أننا "هذه المرة سنمسح
غزة من الخريطة، لكني أراهن أنه لن يحدث ذلك، لأن الوقت المناسب للقيام بكل ما
نريده في غزة قد فات"، مع أن العالم كله أصيب بالصدمة من المشاهد الرهيبة
للإسرائيليين وهم يقتلون ويختطفون ويذلّون".