قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن مشهد القتل والدمار يخيم
على كافة مناطق قطاع
غزة وتفوح منها رائحة الموت في ظل إيغال إسرائيلي في سفك
الدماء وتواطؤ دولي صارخ بما يرتقي إلى جرائم
الحرب ضد الإنسانية.
وطالب الأورومتوسطي، في بيان له اليوم الاثنين أرسل نسخة منه لـ
"عربي21"، بتحرك عاجل لدعم علميات انتشال الضحايا من تحت ركام المباني
السكنية المدمرة بما في ذلك توفير الحماية لعمال الإنقاذ وتزويدهم بالإمكانيات
الواجبة لتنفيذ مهامهم بشكل عاجل.
وشجب المرصد الحقوقي بشدة قصف طائرات حربية إسرائيلية مقر جهاز
الدفاع المدني في غزة وقتل خمسة من طواقمه وإصابة ثمانية آخرين في انتهاك لكافة
المواثيق والاتفاقيات الدولية.
وذكر أن الاستهداف الإسرائيلي للدفاع المدني جاء عقب إعلانه أن أكثر
من ألف مفقود تحت أنقاض المباني المدمرة ما بين مصاب وقتيل في ظل كثافة الغارات
ودمويتها على أحياء سكنية بكاملها.
ونقل المرصد عن "محمود بصل" المتحدث باسم جهاز الدفاع
المدني
الفلسطيني تأكيده، أن الجهاز يواجه شبه انعدام للإمكانيات اللوجستية على
رأس ذلك الآليات الثقيلة لانتشال المصابين من تحت الأنقاض.
في هذه الأثناء طالب المرصد الأورومتوسطي الجيش الإسرائيلي بوقف
سياساته المستمرة في ترهيب المدنيين في قطاع غزة ودفعهم إلى النزوح من مناطق
سكنهم لوقف كافة أشكال الحياة في محافظتي غزة وشمال القطاع بما في ذلك المستشفيات.
ونبه إلى أن الجيش الإسرائيلي لجأ الليلة الماضية إلى شن غارات مكثفة
في محيط مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية في إطار ما يمارسه
من ضغوط على إدارته للإخلاء.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه يتلقى تقارير بأن عدة
مستشفيات في قطاع غزة قد تلقّت أوامر بالإخلاء، علماً بأن العديد من عمليات
الإجلاء هذه ستكون مستحيلة.
إذ لا يمكن نقل الجرحى والمرضى في العناية المركزة وأولئك الذين
يحتاجون إلى آلات خاصة للبقاء على قيد الحياة أو إجلائهم ببساطة في غضون مهلة
قصيرة لاسيما في ظل تواصل غارات إسرائيل.
وأكد المرصد أنه رصد توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارات إخلاء لأربعة
مستشفيات رئيسية (هي: كمال عدوان، والعودة، والقدس، والمستشفى الأردني الميداني) من
محافظتي غزة وشمال القطاع في إجراء من شأنه منع الخدمات الصحية الأساسية والطارئة
لمئات آلاف السكان.
اقرأ أيضا: مجزرة إسرائيلية بحق عناصر الدفاع المدني في غزة.. واستشهاد محلل سياسي
وأشار "الأورومتوسطي" إلى أن "إسرائيل" تكتفي بتوجيه إنذارات الإخلاء
للمدنيين في غزة من دون إعلان وقف الغارات والهجمات الجوية وفي غياب أي ضمانات
للسلامة أو العودة، بما يرقى إلى مستوى جريمة الحرب التي تتمثل في الترحيل القسري.
وأعاد المرصد الحقوقي التأكيد أن المدنيين في غزة من دون أي ملجأ
وينزحون من الموت إلى الموت في واقع غير إنساني في وقت تنعدم فيه خدمات الكهرباء
والمياه والاتصالات والإنترنت وانعدام غير مسبوق وبالغ الخطورة للأمن الغذائي.
وكان مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي المصغر وافق مساء السبت
على حالة الحرب على قطاع غزة، والتي تسمح للجيش بالقيام بعمليات عسكرية واسعة،
ردًا على إطلاق حركة حماس هجومًا مسلحًا على "إسرائيل" سمته "طوفان
الأقصى"، وترتب عنه قتل نحو 1300 إسرائيلي وأسر العشرات.
ومنذ ذلك الوقت، فقد نفذ الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة آلاف الضربات
الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياءً سكنية ومباني متعددة الطوابق مأهولة بالسكان
في قطاع غزة.
وبحسب توثيق المرصد الأورومتوسطي، فإنه قتل ما لا يقل عن 2920 فلسطينيا من
بينهم 920 طفلا و469 امرأة، إذ بلغ عدد القتلى من المدنيين نحو 2233 مدنيا، بينما
أصيب أكثر من 12 ألف آخرين بجروح مختلفة، أكثر من نصفهم من الأطفال والسيدات.
وأبرز المرصد استمرار "إسرائيل" في تكثيف هجماتها الجوية والمدفعية على
كافة أنحاء قطاع غزة شملت تدمير أحياء سكنية بكاملها، وتسببت في إبادة ما لا يقل عن
84 عائلة فقدت أربعة أو أكثر من أفرادها في عمليات قتل جماعي مروعة.
ووثق المرصد الحقوقي الدولي، تدمير هجمات "إسرائيل" 17,300مبنى سكنيا وتضرر نحو 87,000 وحدة سكنية بشكل بالغ وجزئي، بينما تم تدمير 85 مقرا حكوميا.
وألحقت هجمات "إسرائيل" دماراً لما لا يقل عن 73 مدرسة، و165
منشأة صناعية، و61 مقرا إعلاميا، فضلا عن هدم 18 مسجدا، وإلحاق دمار بعشرات
المساجد والكنائس الأثرية القديمة.
وكرر المرصد الأورومتوسطي المطالبة بتحرك دولي فوري يضمن إمدادات
الكهرباء والمياه والاحتياجات الأساسية في غزة، ورفع الحصار الإسرائيلي غير
القانوني المفروض على القطاع منذ عام 2006 والذي يعد سببا رئيسيا في الصراع الحاصل
الآن.
وشدد على أن استمرار العقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة يرتقي
إلى مستوى جريمة الحرب في حين أن "إسرائيل" ملزمة باعتبارها القوة المحتلة، بضمان
تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين بموجب القانون الدولي.
وحذر من أن منح أي أطراف دولية شرعية لـ"إسرائيل" في سياسة فرض العقوبات
الجماعية على قطاع غزة والإيغال في قتلهم بكافة الوسائل يمثل تواطؤا صريحا من تلك
الدول في ارتكاب جرائم الحرب بحق مدنيين في هجمات غير قانونية مروعة.
ولليوم العاشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفة
المباني السكنية والمرافق ما أسفر عن استشهاد 2750 شخصا وإصابة 9700 آخرين ونزوح
جماعي، فضلا عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن
القطاع.
ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية
متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس"
بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية: جرائم الاحتلال في غزة تستوجب وقفة إنسانية عالمية