قالت مجلة "
إيكونوميست"، إن
الحرب الإسرائيلية التي تشنها "إسرائيل" في قطاع
غزة عقب هجمات السابع من الشهر الماضي، هي الأكثر دموية على الإطلاف منذ النكبة
الفلسطينية عام 1948.
وأضافت المجلة في تقرير لها أن قوات
الاحتلال الإسرائيلي قصفت أكثر من 11 ألف هدف في غزة، وهو ما يتجاوز بكثير وتيرة الحروب السابقة، وسط تقديرات بأن تستمر الحرب بين أشهر إلى عام عبر وتيرة استنزاف وضربات محددة، لإضعاف قدرة حركة حماس في غزة.
وسلطت المجلة الضوء على الوضع الإنساني في غزة خاصة مع شح الإمدادات من المساعدات، وقالت إن الإمدادات الأساسية لا تزال نادرة. حيث دخلت حوالي 250 شاحنة إلى غزة منذ 21 من الشهر الماضي فقط.
ووصف مارتن غريفيث، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، عمليات التسليم حتى الآن بأنها "قطرة في محيط مقارنة بالحجم الهائل من الاحتياجات".
ولا تزال إسرائيل ترفض السماح بدخول شحنات الوقود إلى غزة، بحجة أن هذا سيجبر في نهاية المطاف مقاتلي حماس، الذين يحتاجون إليه لإضاءة وتهوية أنفاقهم، على التحرك فوق الأرض.
اظهار أخبار متعلقة
ونفد الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة يوم 11 تشرين الأول/ أكتوبر، ما تسبب في إغلاق نحو ثلث مستشفيات غزة وثلثي عيادات ومراكز الرعاية الأولية، إما بسبب عدم وجود وقود أو بسبب تضررها من
القصف الإسرائيلي.
وترجح المجلة أن حوالي ثلثي سكان شمال غزة قد أخلوا منازلهم نحو جنوب القطاع، لكن الأوضاع هناك "سيئة للغاية"، وغير آمنة، فعلى سبيل المثال يتكدس أكثر من 22 ألف نارح في مراكز واحد تابع للأونروا، أي أكثر من عشرة أضعاف طاقته الاستيعابية.
انقسام حكومة نتنياهو
ومع اتساع نطاق القتال، يتسع الخلل الوظيفي في حكومة بنيامين نتنياهو، ويحمل العديد من الإسرائيليين رئيس الحكومة مسؤولية الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس. وعلى الرغم من أن قادة الجيش والمخابرات مذنبون أيضاً، إلا أنهم يتمتعون بشعبية أكبر منه بكثير.
وقد أثار هذا غضب رئيس الوزراء، مما أدى إلى تفاقم الانقسامات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية. ووصف المسؤولون الحاضرون في اجتماعاتها الأجواء بأنها "صادمة".
وكتعبير عن حالة الانقسام لفتت المجلة إلى أنه في اليوم التالي لدخول القوات البرية إلى غزة (يوم الثلاثاء)، لجأ نتنياهو إلى موقع "إكس"، وألقى باللوم على قادة الاستخبارات والأمن في تقييمهم وفشلهم في كشف هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لكن اضطر إلى حذف ما قاله بعد الضغط عليه.
الخطة الإسرائيلية في غزة؟
نقلت المجلة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إن أمامها فرصة قصيرة للعمل مع تشكيلات وقوات كبيرة داخل غزة، وستحاول هذه القوات تدمير الأنفاق ومراكز القيادة لتعطيل حرية حركة حماس وتقسيم مقاتليها، وفي الأسابيع المقبلة، يتوقع جنرالات إسرائيليون أن الضغوط الدولية ستجبرهم على العودة إلى وجود محدود أكثر داخل غزة، سوف تتحول الحرب إلى غارات ضد أهداف محددة يتوقع أن تستغرق أشهرا وربما حتى سنة.
ويواصل جيش الاحتلال لليوم الـ28 حربا مدمرة على غزة، استشهد فيها ما لا يقل عن 9061 فلسطينيا، بينهم 3760 طفلا، وأصاب 23000، كما استشهد 133 فلسطينيا واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت المقاومة الفلسطينية أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.