نشرت صحيفة "
نيزافيسيمايا" الروسية، تقريرًا، تحدثت فيه عن القمة الثلاثين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، التي تحتضنها سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، في الفترة الممتدة بين 14 و17 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، سيشارك في المنتدى، وسيلقي خطابًا رئيسيًّا حول شؤون المنطقة، التي تظل محرك النمو الاقتصادي العالمي.
وتضيف الصحيفة، أن هدف الصين هو ترسيخ وتعزيز رؤية "بوتراجايا 2040" التي تبنتها منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، في سنة 2020، والتي بموجبها تم التخطيط لخلق بيئة مفتوحة ومتساوية وخالية من العوائق للتجارة، والاستثمار المتبادل في المنطقة في غضون عقدين من الزمن.
ويواجه تنفيذ مبادئ رؤية "بوتراجايا 2040" صعوبات متزايدة ويرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أن الزعيم الثاني لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، أي الولايات المتحدة، يستخدم بشكل متزايد القيود التكنولوجية والمالية والتعريفية وغيرها من القيود من أجل احتواء نمو الاقتصاد الصيني، لمنعه من الريادة الإقليمية والعالمية.
اظهار أخبار متعلقة
وقد ضمت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 1.3 ألف كيان قانوني، وفرد صيني إلى قوائم العقوبات المختلفة، وفرضت رسوما جمركية عقابية على عدد كبير من البضائع الصينية. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمرًا تنفيذيًا يحظر توريد الإلكترونيات الدقيقة وأي تطورات تتعلق بالذكاء الاصطناعي إلى الصين.
وعليه، سيصبح الموضوع المتمثل في التناقضات الاقتصادية المتزايدة بين قاطرتي الاقتصاد العالمي إحدى القضايا المركزية خلال اللقاء الثنائي بين شي جين بينغ، وجو بايدن. فيما ذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن يكون هذا أول اتصال بين الزعيمين منذ عام كامل على هامش قمة أبيك في الـ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر.
الجدير بالذكر أن الجانب الصيني، قام ببعض الاستعدادات تمثلت في اجتماع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنغ مع فريق من الخبراء في واشنطن، حيث سعى خلال مناقشات استمرت ساعات مع وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إلى الحصول على تأكيد عملي بأن الولايات المتحدة لا تنوي الاستمرار في استراتيجية "الطلاق والنزوح" التي تنتهجها تجاه الصين.
وبعد مهاجمة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، وزارة المالية الأمريكية في واشنطن، شككت بكين في زيارة شي جين بينغ، إلى سان فرانسيسكو. وعليه، فإن تأكيد الزيارة في اللحظة الأخيرة يعني أن
البيت الأبيض قدم بعض التنازلات.
وتكشف
الصحيفة عن مدى حاجة واشنطن إلى هذا اللقاء، الذي تسعى إليه منذ أشهر بإصرار غير مسبوق مع الرئيس الصيني. في الحقيقة هناك عدة أهداف من بينها استئناف الاتصالات المتقطعة بشكل عاجل بين وزارتي دفاع البلدين، الأمر الضروري في ظل إمكانية نشوب أزمة حول تايوان بعد الانتخابات المنتظر عقدها في الجزيرة في كانون الثاني/ يناير من السنة المقبلة.
اظهار أخبار متعلقة
بالإضافة إلى ذلك، تسعى واشنطن إلى إشراك الصين في المفاوضات حول "الاستقرار الاستراتيجي" والحد بطريقة أو بأخرى من بناء بكين ترسانتها الصاروخية النووية. ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ففي حين تمتلك الولايات المتحدة حاليا ما يقرب من 3700 رأس نووي، وروسيا حوالي 4500 رأس، تمتلك الصين 410 رؤوس فقط.
إلى ذلك، إذا كانت الأسلحة النووية الأمريكية والروسية مرئية، وتم إحصاؤها وأخذها في الاعتبار عدة مرات، تتكتم الصين عما بحوزتها ولا تستطيع الولايات المتحدة ضم بكين إلى نظام المراقبة والإبلاغ فيما يتعلق بالأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
وأوردت
الصحيفة، أن الاعتبارات الانتخابية تحظى بأهمية بالنسبة للبيت الأبيض. قبل البداية الرسمية للحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، يريد فريق جو بايدن، الإظهار للبلاد والعالم قدرة الرجل العجوز على حل المشاكل الكبيرة. رغم اجتماع بايدن وشي ست مرات من قبل كرئيسين للدولتين، غير أنه لم يترتب على اجتماعهما مثل هذه العواقب الجدية المحتملة من قبل لا سيما في ظل وصف كبار المحللين الصينيين، الذين لا يميلون عادة إلى تهويل الأمور، الوضع بالحرج هذه المرة.
اظهار أخبار متعلقة
وفي ختام التقرير، نقلت الصحيفة عن الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، لي هايدونغ، أن الوقت قد حان لكي يختار المتنافسان على القيادة العالمية الشكل الذي ستصبح عليه علاقتهما في العقود المقبلة: استقرار جديد أو "حرب باردة جديدة". وفي حين تريد الصين الواثقة من نفسها تحديد نوعية العلاقات فإن الولايات المتحدة محاصرة بين الاضطرابات الداخلية والتحديات الخارجية، وغير مستعدة لاتخاذ هكذا خيار.